وزيرة شابة تقف خلف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ

وزيرة شابة تقف خلف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ


07/02/2021

من المقرر أن يصل مسبار "الأمل" الإماراتي إلى مدار المريخ الثلاثاء، ما يجعله أول مهمة من أصل ثلاث تصل الكوكب الأحمر هذا الشهر لمحاولة لاستكشاف مناخه وأسراره الأخرى.

وأطلق المسبار من اليابان العام الماضي، في خطوة تمثل تقدما كبيرا في برنامج الإمارات الطموح بشأن الفضاء. وهو أول مهمة عربية استكشافية لمدار الكوكب الأحمر.

وأطلقت كل من الإمارات والصين والولايات المتحدة مهمات إلى كوكب المريخ في يوليو الماضي، مستفيدة من تموضع فضائي مؤاتٍ لإرسال دفعة جديدة من آليات البحث إلى المدار أو إلى سطح الكوكب الأكثر استقطابا للاهتمام في المجموعة الشمسية.

وفي حال نجاح المهمة، ستصبح الدولة الخليجية الثرية التي تحتفل هذا العام بذكرى ولادتها الخمسين، خامس دولة في العالم تصل إلى المريخ بينما ستصبح الصين السادسة في اليوم التالي.

وقبيل الموعد المرتقب، أضاءت الإمارات معالمها باللون الأحمر ليلا، ووضعت الحسابات الحكومية على وسائل التواصل الاجتماعي صورة مسبار "الأمل"، بينما يستعد برج خليفة، أطول مباني العالم، لعرض احتفالي ضخم.

الوزيرة الشابة

وأضاءت وكالة فرانس برس في تقرير لها على "الوزيرة الشابة"، وهي واحدة من قادة المشروع الطموح لإرسال مسبار "الأمل" إلى مدار كوكب المريخ.

وفي مقابلة معها قالت سارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، إن أكثر ما كان يثير حماستها هو "الطرق التي يستكشف العلماء عبرها (الفضاء) كالمناظير والمركبات الفضائية".

وتتولى الأميري حاليا منصب رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، بعدما شغلت منصب نائب مدير مشروع المريخ، وهي أدوار لم تتخيلها رغم شغفها بالفضاء خلال سنوات طفولتها.

وعن المسبار قالت الأميري لفرانس برس: "أحدثت مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ اضطرابا إيجابيا كبيرا في قطاعات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، فقد ألهمت الأمة للتطلع إلى المستقبل وإلى السماء".

وأضافت "أثبتت أنه يمكننا تحقيق المستحيل، وأظهرت أن التعاون عبر الدول والمناطق الجغرافية في مواجهة التحديات يمكن أن يؤدي إلى نتائج رائعة لصالحنا جميعا".

صعود سريع

بعد تخرّجها من المدرسة الثانوية عام 2004، التحقت الأميري بالجامعة الأميركية في الشارقة، وحصلت على درجتي البكالوريوس والماجستير في هندسة الكمبيوتر، أحد أبرز اهتماماتها الدائمة.

وقالت لفرانس برس: "كان التفكير بكيفية عمل هذه الأشياء وأجهزة الكمبيوتر أمرا ساحرا. كيف تم بناؤها. كيف تم تصميمها. كيف تتفاعل الأجهزة مع برامجها".

لكنها لم تدرك أنّها ستدخل مجال الفضاء إلى أن حضرت إلى مقابلة في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي عام 2009.

وعن دورها في المركز الذي كان قد تأسّس قبل ثلاث سنوات فقط، أوضحت: "لقد وقعت عليه بالصدفة"، مضيفة "تقدّمت بطلب (...) وكان عبارة عن دعوة جهة تقول أنّها تحتاج إلى مهندسين".

وبدأت الأميري مسيرتها المهنية الجديدة بالعمل على القمر الاصطناعي "دبي سات-1"، وهو أول قمر اصطناعي إماراتي لرصد الأرض، ثم صعدت سريعا سلم المناصب لتتولى منصبها الحالي.

وتم تعيينها وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة عام 2017 ، وأصبحت رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء في أغسطس الماضي.

العام الماضي كذلك، أدرجتها شبكة "بي بي سي" كواحدة من أكثر 100 امرأة إلهاما وتأثيرا على مستوى العالم لسنة 2020.

تحولات هائلة

وقالت الأميري التي ارتدت العباءة الإماراتية التقليدية: "حياتي كشخص ولد في الثمانينات مختلفة تماما عن حياة والديّ اللذين ولدا هنا في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي".

وأوضحت الوزيرة "كان منزل والدي يشترك في استخدام مولدات الكهرباء مع منازل أخرى. المياه التي شربوها كانت تحتوي على الصدأ، صفراء أحيانا، وكان عليهم في الواقع تنقيتها باستخدام قطع من القماش".

وتابعت "نحن (كإماراتيين) نقدّر حقيقة أن النمو الطبيعي يأتي لا محالة، لكن لا يمكننا الاستمرار كأمة من خلال الاعتماد فقط على هذا النمو العضوي. يجب أن تكون هناك تحوّلات كبيرة وهائلة".

وتعتبر الأميري نفسها محظوظة لدخولها قطاع الفضاء جنبا إلى جنب مع زملائها من جيل الألفية ليتدرجوا في المناصب معا، ويشاهدوا قطاعهم المفضل يكبر شيئا فشيئا.

وتنتمي الأميري إلى مجموعة من النساء العاملات في مهن عديدة، من بينهن الطبيبات والمحاسبات والمعلمات والمصرفيات.

وقالت الأميري وهي أم لطفلة تبلغ أربع سنوات وطفل يبلغ 11 عاما ويتابع أفلام سلسلة "ستار وورز" بشغف: "حصلت أمي على شهادة من الكلية. كانت معلمة شغوفة ومتحمسة جدا تجاه ما كانت تفعله". 

وأكّدت "لم أر أن النساء هنا لا يمكن أن يكنّ جزءا من القوة العاملة، ليست هناك أي قيود" في بلد تتولى فيه النساء مناصب رفيعة.

عن "أ ف ب"

الصفحة الرئيسية