وزير الخارجية الإيراني يهاجم تركيا... هل تحدث أزمة بين البلدين؟

وزير الخارجية الإيراني يهاجم تركيا... هل تحدث أزمة بين البلدين؟


10/05/2022

في حين تسببت السدود الإيرانية والتركية على حدٍّ سواء في تعطيش العراق وجفاف أراضيه، هاجم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تركيا متهماً إيّاها ببناء سدود تسببت في مشكلات للشعب الإيراني وشعوب المنطقة.

ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن عبد اللهيان قوله: إنّه "ليس من المقبول لإيران أن تقوم تركيا باجراءات في مجال بناء سدود تكون نتيجتها مشاكل للشعب الإيراني وشعوب المنطقة، ونعلن بصوت عالٍ معارضتنا لهذه الإجراءات".

هاجم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تركيا متهماً إيّاها ببناء سدود تسببت في مشكلات للشعب الإيراني وشعوب المنطقة

وتابع: "تناقشت مع وزير الخارجية التركي في الأشهر الأخيرة (3) مرات على الأقل حول هذه القضية، وطلبت منه إيلاء الاهتمام الجاد تجاه ما يجري بشأن بناء السدود على نهر أرس الحدودي، وذلك على أساس سياسة حسن الجوار"، مضيفاً: "لم يكن هناك اتفاق ثنائي بين طهران وأنقرة بشأن التعاون المائي في الماضي، لكنّنا قدّمنا طلباً إلى الحكومة التركية قبل (4) أشهر لإنشاء لجنة مياه ثنائية مشتركة لمعالجة المخاوف في هذا المجال، لنتأکد من أنّ السدود التركية ليس لها تأثير سلبي على المیاه التي تجري في تركيا وتمتد إلی داخل أراضينا".

وأشار إلى أنّ "فريقاً من خبراء وزارة الخارجية ووزارة الطاقة الإيرانية قام بزيارة إلى تركيا، ومن المقرر أن يزور وفد من تركيا إيران قريباً"، موضحاً أنّ "جميع الإجراءات القانونية والسياسية بين إيران وتركيا قد أنجزت بهذا الصدد، وقال إنّه أجرى محادثات مسهبة مع الجانبين العراقي والتركي حول قضية بناء السدود".

وعن السبب في عدم رفع إيران شكوى ضد تركيا على الصعيد الدولي، قال: "لو كانت تركيا عضواً في معاهدة نيويورك 1997، لكان بإمكاننا المضي بهذه القضية عن طريقها، إلا أنّنا اليوم نتابع القضية عن طريق اللجنة الحدودية المشتركة، وكذلك في إطار العلاقات الدبلوماسية."

عبد اللهيان: ليس من المقبول لإيران أن تقوم تركيا بإجراءات في بناء سدود تكون نتيجتها مشاكل للشعب الإيراني وشعوب المنطقة

وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، كرّر العراق شكواه بشأن الشح المائي وجفاف أراضيه بسبب السدود الإيرانية والعراقية، فقد اتهم وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني، السبت الماضي، الجانب الإيراني بقطع المياه عن الأراضي العراقية بشكل كامل وحرمان المجتمعات العراقية من الحصول على المياه.

وقد أقامت تركيا (5) سدود عملاقة على نهر الفرات في إطار مشروع الغاب الذي بدأت العمل فيه في سبعينيات القرن الماضي، وما زال العمل جارياً في سدّين آخرين. وما تزال تركيا ماضية في بناء المزيد من السدود على نهري الفرات ودجلة اللذين يمثلان شريان الحياة لسوريا والعراق. 

وتوزعت السدود التركية على (14) سداً على نهر الفرات، أبرزها سد أتاتورك، و(8) سدود على نهر دجلة، أبرزها سد إليسو، كجزء من مشروع جنوب شرق الأناضول.

وقد أدت المشاريع التركية إلى تراجع حصة العراق من النهرين بنسبة 80% حتى قبل الأزمة الحالية، بينما حصة سوريا انخفضت بنسبة 40%. وأعلنت تركيا مؤخراً استكمال العمل في سد إليسو، على بعد نحو (50) كيلومتراً من الحدود العراقية، وسط تقديرات بأنّها ستحرم العراق من نحو 50% من حصته المائية.

وتواجه إيران أيضاً اتهامات مماثلة، ويقول العراقيون إنّ إيران بدأت في الأعوام الأخيرة ببناء سدود في أعالي الأنهار التي تصل إلى العراق، وخاصة نهري الزاب السفلي وديالى. وبحسب المعلومات الرسمية من وزارة الموارد المائية العراقية، فإنّ عدد روافد نهر دجلة الذي ينبع من إيران، سواء الموسمية أو الدائمة، هو (30) رافداً، ويغذي النهر بنسبة 12% من وارداته المائية، وتقول بغداد إنّ إيران حوّلت مجاري معظم هذه الأنهار إلى أراضيها، وبنت عليها عدة سدود، من بينها (5) سدود على نهر كارون.

 

 

الصفحة الرئيسية