وسط عجز العلماء.. هل يتجه العالم نحو التعايش مع كورونا؟

وسط عجز العلماء.. هل يتجه العالم نحو التعايش مع كورونا؟


29/04/2020

رغم جهود العلماء وأبحاثهم المستمرة لإيجاد لقاح له، إلا أنّ العالم بدأ يتجه نحو إستراتيجية جديدة في التعامل مع فيروس كورونا، خاصة مع الارتفاع اليومي لأعداد الضحايا والمصابين في كل أنحاء العالم.

استبعد مجموعة من الأطباء الصينيين والباحثين في مجال الفيروسات اختفاء فيروس كورونا بنفس الطريقة التي اختفى فيها فيروس سارس

وبحسب مدير معهد الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية، جين تشي؛ "من المحتمل جداً أن يكون كورونا وباء يتعايش معه البشر لفترة طويلة، ويصبح موسمياً ومستمراً بالتواجد داخل الأجسام البشرية"، ليرسخ فكرة التعايش مع الوباء.
وقد ظهرت مؤخراً علامات تشير إلى دخول العالم في مرحلة التعايش، أوردتها شبكة "سكاي نيوز".
طبيعة الفيروس
استبعد مجموعة من الأطباء الصينيين والباحثين في مجال الفيروسات، يوم الإثنين، اختفاء فيروس كورونا بنفس الطريقة التي اختفى فيها فيروس "سارس" قبل 17 عاماً، بسبب قدرة كورونا على الدخول إلى جسم الإنسان دون التسبب بأي أعراض، على عكس فيروس سارس، ما يشير إلى أنّ الفيروس سيظل في حياتنا أطول ممّا نتوقع.

من المستبعد اختفاء فيروس كورونا بنفس الطريقة التي اختفى فيها فيروس سارس
وسيكون من الصعب حصر جميع حالات الإصابة بفيروس كورونا وإدخالها الحجر الصحي لمنع انتشار الفيروس.

موعد اللقاحات
تشير جميع العلامات والبيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة، إلى أنّ التوصل للقاح مضاد لفيروس "كوفيد-19"، سيستغرق وقتاً طويلاً، وتُقدّر وكالة الأدوية الأوروبية "أن يستغرق الأمر عاماً واحداً على الأقل، قبل أن يصبح اللقاح جاهزاً لنيل الموافقة، ومتوفراً بكميات كافية للاستخدام على نطاق واسع".
وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية التي قالت مؤخراً على لسان مسؤول فيها، إنّ تطوير اللقاح سيستغرق عاماً واحداً على الأقل.

اقرأ أيضاً: هل يبقى كورونا في الهواء بعد مغادرة المريض المكان؟ دراسة حديثة تُجيب
تخفيف الإغلاقات
إنّ إقبال العديد من الدول، التي تفشى فيها "كوفيد-19"، على تخفيف الإغلاقات ورفع القيود عن التجارة وعن الحركة، دون مراعاة الانخفاض الحقيقي في أرقام الإصابات، يُعدُّ من أبرز علامات التعايش مع كورونا.

تكبد الاقتصاد العالمي خسائر فادحة جراء تفشي وباء كورونا ما اضطر عدداً من الحكومات لدعم الشركات الأكثر تضرراً

ومن أبرز الدول الأوروبية التي أعلنت بدء تخفيف الإغلاقات، ألمانيا، التي نجحت في احتواء الوباء نسبياً، لتعلن عن فتح المحال التجارية، والحدائق العامة والملاعب، بشكل تدريجي. كما قال رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، إنّ الوقت قد حان لشرح كيف سيتم تخفيف الإغلاق تدريجياً، مشيراً إلى ضرورة تعايش الفرنسيين مع الفيروس وحماية أنفسهم.

وشهدت عدة ولايات في أمريكا تخفيفاً للإغلاقات، في وقت تُسجّل فيه البلاد الإصابة رقم مليون بكورونا، في تباين واضح بين حالة الوباء والإجراءات، ولعل ولاية فلوريدا أبرز مثال على ذلك، عندما قررت بشكل مفاجئ فتح الشواطئ، بعد يوم من تسجيلها أعلى عدد من الإصابات اليومية، لتشهد الشواطئ إقبالاً كبيراً من السكان، قُدِّر بالمئات، في كل مدينة.

شهدت شواطئ فلوريدا إقبالاً كبيراً بعدما قررت الولاية فتح الشواطئ بشكل مفاجئ
الأنشطة الرياضية
رغم قرار بعض الدول بإلغاء منافساتها الرياضية، حتى أيلول (سبتمبر) القادم، إلا أنّ دولاً كبيرة مثل؛ بريطانيا وألمانيا، تدرس إعادة المنافسات الشهر المقبل، بدون حضور جماهيري.

اقرأ أيضاً: هل استفاد ريال مدريد وبرشلونة من أزمة كورونا؟
كما يسعى اتحاد كرة القدم الأوروبي "ويفا" إلى إعادة البطولات الأوروبية قريباً. وعودة المنافسات الرياضية هي المرحلة الأخيرة من خطط الدول للعودة للحياة الطبيعية.
تصريحات منظمة الصحة العالمية
حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي في جنيف قائلاً: "الجائحة أبعد ما تكون عن الانتهاء"، مضيفاً أنّ المنظمة قلقة إزاء تزايد منحنى الإصابة بالفيروس في أفريقيا وشرق أوروبا وأمريكا اللاتينية وبعض الدول الآسيوية.

 

وللاستعداد بشكل أفضل لمرحلة "التعايش" مع كورونا، رأى بعض خبراء الصحة أنّ السماح للفيروس بالانتشار بطريقة مراقبة، بين الفئات الأصغر سناً من السكان، سيكون بمثابة طريقة أفضل للتعامل معه، لتكوين ما يعرف بـ"مناعة القطيع"، بدلاً من الاستمرار في أوامر الإغلاق.
عبء اقتصادي
تكبد الاقتصاد العالمي، خسائر فادحة جراء تفشي وباء كورونا، ما اضطر عدداً من الحكومات إلى دعم الشركات الأكثر تضرراً، في مسعى لتفادي تفاقم الوضع، حيث أدى الوباء العالمي إلى إرباك الملاحة الجوية والبحرية، وهو ما أثّر على إنتاج وتنقل الأفراد والسلع، وسط توقعات بأن يتباطأ النمو، على نحو ملحوظ، خلال العام الجاري.

 

تكبد الاقتصاد العالمي خسائر فادحة جراء تفشي وباء كورونا
ومع زيادة الأزمات الاقتصادية، التي بدأت بالتهام الشركات والمؤسسات، بدأت الدول بوضع خطط لإعادة الحياة التجارية والاقتصادية لطبيعتها، حتى قبل القضاء بشكل كامل على كورونا.

اقرأ أيضاً: كيف تسببت تصريحات ترامب بازدياد الضغط على خط الطوارئ في أمريكا؟
من الجدير بالذكر أنّ وفيات فيروس كورونا قد تجاوزت الـ 218 ألف وفاة، فيما تجاوز عدد الإصابات الـ 3 ملايين إصابة في مختلف أنحاء العالم.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية