وفاة أول قاضية مصرية المستشارة تهاني الجبالي.. ما قصتها مع الإخوان؟

وفاة أول قاضية مصرية المستشارة تهاني الجبالي.. ما قصتها مع الإخوان؟


09/01/2022

توفيت، فجر اليوم الأحد، المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقاً وأول سيدة مصرية تجلس على منصة القضاء، متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا.

وتوفيت الجبالي داخل مستشفى العجوزة في العاصمة المصرية القاهرة، بعد أن تم نقلها إلى غرفة العناية المركزة يوم أمس، حيث فارقت الحياة عن عمر يناهز 71 عاماً.

عرفت الجبالي بأنها إمرأة قوية لا تخشى في قول الحق لومة لائم، وتشهد على ذلك صولاتها وجولاتها التي قادتها لمحاربة الإخوان في ساحات المحاكم، وفي معترك السياسة

وذكرت وسائل إعلام مصرية، أنّ القاضية المصرية، قد أصيبت بفيروس كورونا قبل 10 أيام، ونقلت إلى مستشفى العجوزة الأسبوع الماضي لتلقي العلاج بعد تدهور حالتها.

وعرفت الجبالي بأنها امرأة قوية لا تخشى في قول الحق لومة لائم، وتشهد على ذلك صولاتها وجولاتها التي قادتها لمحاربة الإخوان في ساحات المحاكم، وفي معترك السياسة.

من هي تهاني الجبالي؟

ولدت المستشارة تهاني الجبالي في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 1950، لأسرة من محافظة الغربية شمال مصر، وعرفت بتميزها وتفوقها الأكاديمي، فقد حصلت على المركز الـ 5 على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة.

عملت الجبالي بالمحاماة لمدة 30 عاماً في محكمة النقض والمحاكم العليا حتى صدر قرار تعيينها كقاضية

دخلت الراحلة كلية الحقوق جامعة المنصورة وتخرجت فيها عام 1973، وحصلت على دراستها العليا في الشريعة الإسلامية والقانون الدستوري.

وبعد تخرجها، عملت بالمحاماة لمدة 30 عاماً في محكمة النقض والمحاكم العليا حتى صدر قرار تعيينها كقاضية، كما تم انتخابها أول عضوة في المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، لتصبح بذلك أول سيدة مصرية وعربية تنتخب فى هذا المستوى بالاتحاد منذ تأسيسه عام 1944.

كما تولت المستشارة الراحلة لجنة المرأة في اتحاد المحامين العرب لتمثل المرأة العربية، وأيضاً رئاسة لجنة مناهضة العنصرية بالاتحاد.

وتم انتخابها دورتين على التوالي عضواً بمجلس نقابة المحامين المصرية كأول محامية منذ إنشاء النقابة عام 1912.

اقرأ أيضاً: ستيفن هوكينغ: عجز العقل عن الاستسلام

منصب تاريخي

وفي 22 كانون الثاني (يناير) 2003 صدر قرار جمهوري بتعيينها نائباً لرئيس المحكمة الدستورية ضمن هيئة المستشارين بالمحكمة الدستورية العليا كأول قاضية مصرية.

هذا القرار فتح الباب في عام 2007 أمام القاضيات المصريات؛ إذ تم تعيين 32 قاضية بالقضاء العالي، وظلت القاضية تهاني صاحبة أعلى منصب قضائي تحتله امرأة في مصر.

كما جاء قرار تعيين الجبالي تاريخياً كان قرار عزلها تاريخياً أيضاً، بسبب الكراهية الشديدة التي كان يكنها تنظيم الإخوان لها، بسبب مواقفها الوطنية، الرافضة لمحاولاتهم الالتفاف على الدستور المصري

وكما جاء قرار تعيين الجبالي تاريخياً كان قرار عزلها تاريخياً أيضاً، بسبب الكراهية الشديدة التي كان يكنها تنظيم الإخوان لها، بسبب مواقفها الوطنية، الرافضة لمحاولاتهم الالتفاف على الدستور المصري.

وإبان فترة حكم الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، أصدر قراراً من خلال نص دستوري قلص عدد قضاة المحكمة الدستورية من 19 إلى 11 عضواً، ونص انتقالي يقضي بعودة كل المستبعدين فور إقرار الدستور إلى مناصبهم السابقة على العمل بالدستورية.

في مواجهة الإخوان

وعقب تولي الإخوان حكم مصر، صرحت القاضية الحديدية، أنّ الرجل الإخواني (محمد مرسي) ليست له خبرات في إدارة الدولة ومؤسسة الرئاسة، وطالبته بالانفصال التام عن جماعة الإخوان وعدم السعي لـ"أخونة الدولة".

اقرأ أيضاً: الشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد يرحل قابضاً على قلم وبندقية

ثم عادت وهاجمته بشدة عقب الإعلان الدستوري في 2012، معلنة أنه فقد شرعيته كرئيس للجمهورية، وأنّ الإعلان الدستوري انقلاب على كل مكتسبات "ثورة 25 يناير"؛ لأنه يمثل خطراً على مدنية الدولة.

وفي تغريدة نشرها النائب المصري، مصطفى بكري، على حسابه في موقع "تويتر" نعى فيها القانونية الراحلة، وكشف تفاصيل إجبارها الرئيس المصري السابق، محمد مرسي على أداء القسم أمام المحكمة الدستورية.

وقال النائب المصري: "رفض مرسي أداء القسم أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية، وكانت يومها نائباً لرئيس المحكمة، فأجبرته على أداء القسم أمام المحكمة، وكانت سنداً وصوتاً قوياً إلي جانب زملائها".

وبعد عزل مرسي، حاولت المستشارة المصرية، العودة إلى منصة القضاء مجدداً، إلا أنّ المحكمة الدستورية العليا في مصر رفضت دعواها، التي طالبت فيها بإبطال الوثيقة الدستورية، التي صدرت باسم دستور 2012، فيما تضمنته من النص على تحديد عدد معين لأعضاء المحكمة الدستورية العليا، بهدف الإطاحة بها من عضوية المحكمة، وهو ما تعتبره الدعوى انحرافاً تشريعياً ودستورياً، وفق ما أوردته صحيفة "العين" الإخبارية.

وللراحلة تصريح شهير قالت فيه إنّ "القاضي الدستوري لا يجوز أن يصمت حين تهدد أركان الدولة أو تهدد حقوق وحريات المواطنين، وبالتالي عليه أن يتحدث".

وتحدثت خلال تصريحات تليفزيونية، عن صراعها مع الإخوان قبل ثورة 30 يونيو 2013، والتي دفعتهم للتخلص منها، مؤكدة على أنّ المواجهة التي حدثت مع الإخوان كانت مواجهة وطنية.

للراحلة تصريح شهير قالت فيه إن: القاضي الدستوري لا يجوز أن يصمت حين تهدد أركان الدولة أو تهدد حقوق وحريات المواطنين، وبالتالي عليه أن يتحدث

وقبل ذلك، وأثناء نظر سير الدعوى كانت الجبالي قد أسست ما أسمته التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية عام 2014، ودفعت بعناصر منه للانتخابات البرلمانية في عام 2015 إلا أنه لم يوفق، في نيل عضوية مجلس الشعب.

يذكر أنّ تهاني الجبالي، حصلت خلال مسيرتها المهنية على مجموعة واسعة من الأوسمة والدروع وشهادات التقدير من منظمات محلية وعربية ودولية، أهمها؛ درع الأمم المتحدة للعمل الاجتماعي، درع المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية، وسام المحاماة التونسي، وسام المحاماة البحريني، درع العيد الخمسيني لاتحاد المحامين العرب، درع الدفاع عن حقوق الانسان – الهند، درع الاتحاد النسائي التقدمي، درع المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة، وغيرها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية