وفاة حامد ومرض موسى والأبراشي... وحفلات "الإخوان"!

وفاة حامد ومرض موسى والأبراشي... وحفلات "الإخوان"!


05/01/2021

محمد صلاح

لـ"الإخوان المسلمين" وكل الدول والجهات التي تدعم ذلك التنظيم الإرهابي أو تستخدمه، هناك ثأر لدى مصر، التي أفسدت خططهم وضربت سيناريواتهم ونجت من مصائر آلت إليها دول أخرى؛ حلمت شعوبها بالديموقراطية، فلم تنل إلا الخراب والدمار والموت. تلك الحقيقة لا علاقة لها بنظرية المؤامرة التي قد تسيطر على البعض حين ينظرون إلى التصعيد الذي تمارسه منظمات حقوقية أو مراكز بحثية تتماهى مع "الإخوان" عند كل أزمة او مشكلة أو تطور يحدث في مصر حتى لو كان الأمر يتعلق بكارثة ضربت العالم كله كما الحال بالنسبة إلى فيروس كورونا، اذ تتعاطى تلك الجهات المعادية لمصر، وكأن تسونامي ضرب البلاد فأهلك مدنها وسحق الأخضر واليابس، من دون أي تقدير لحجم الأزمة او أسبابها أو أثارها او حتى تعاطف مع من ضربهم الفيروس أو أسر الذين فقدوا حياتهم كضحايا للمرض.

ألا يخجل داعمو "الإخوان" من حفلات الشماتة التي ينصبها التنظيم ومنصاته كلما أصيب مسؤول أو سياسي او مفكر او حتى فنان بالفيروس؟ كيف يدافعون عن تنظيم تفرّغ على مدى الأيام الأخيرة للهجوم على الكاتب وحيد حامد بعد وفاته، أو الأمين العام الأسبق للجامعة العربية السيد عمرو موسى بعد اصابته بكورونا، او الإعلامي وائل الأبراشي الذي نقل الى المستشفى وهو يعاني آلام كورونا وتداعيات فيروسها اللعين؟

هكـذا شاءت الأقدار وتهيّأت الظروف كي تمر مصر، كغيرها من الدول، بشهور عصيبة، تكافح الفيروس وتواجه حملات "الإخوان" واصطيادهم في مياه كورونا العكرة، بينما يتابع المصريون سيول الشماتة وأنهار الأخبار الكاذبة والتشهير بسمعة مصر في الخارج والحكم في الداخل. نُصب حفل الشماتة بمجرد الإعلان عن وفاة وحيد حامد، ووجدت الجماعة أن الفرصة سنحت للانتقام من الرجل الذي كشف خبايا وأسرار وإجرام لم يكن مفضوحاً لكنه عرّاه في أفلام ومسلسلات، وكان في الطليعة حملة إعلامية وسياسية تبناها "الإخوان المسلمون" وصفحاتهم ومناصروهم في دول أخرى، جرى فيها خلط خبر وفاة حامد مع اتهام الدولة المصرية بالتخاذل في مواجهة فيروس كورونا، علماً أن الرجل توفي في مستشفى لم يكن يعالج فيه أصلاً من كورونا، لكن هذا هو حال "الإخوان" وداعميهم. 

ولم يفت المشاركون والحضور تضخيم الاحتفال ببعض الغمز واللمز في تاريخ عمرو موسى ومواقفه المعارضة لإرهاب "الإخوان"، بل كانت الوجبة دسمة والفقرات متنوعة عند إعلان الأبراشي إصابته بالفيروس، وتكفل "إخوان" الداخل ومعهم مجاهدي مواقع التواصل الاجتماعي من كارهي الدولة وجيشها وحكمها بترويج الإحباط على الجميع، وتوزيع الأمنيات بأن يصاب كل من عارض "الإخوان" أو ساهم في إطاحتهم من السلطة بالفيروس. بطبيعة الحال ازدادت وطأة تداعيات جهود مواجهة الجائحة بمواقف منظمات حقوقية غربية أنعشت احتفال الشماتة بتوقعات عن أضرار جديدة سيتعرض لها الاقتصاد المصري، والذي لم يشفَ بعد من أمراض ضربته على مدى عقود ازدادت بأخرى أصيب بها بفعل ظروف مريرة منذ 25 كانون الثاني (يناير) 2011، وترسخت وتحولت إلى سرطان انتشر في مؤسسات الدولة بفعل محاولات "الإخوان" على مدى سنة من الحكم السيطرة على مقدراتها لخدمة التنظيم غير الوطني.

كان الاحتفال يدور في مستنقع الشماتة وفقراته تتوالى والقائمون عليه يؤدون أدوارهم ببراعة وبمنتهى التفاني، لكن الغريب وما يلفت الانتباه أن مصر كانت تعيش، رغم مخاطر الجائحة وتداعياتها، والمصريون يمارسون حياتهم في شكل طبيعي وإن ازدادوا تمسكاً بدولتهم وليس جماعتهم. لم تدخل مصر مرحلة العناية الفائقة أو "الإنعاش" كما يسميها المصريون، ورغم الأخطاء، فطبيعي ان تقع من جهات تتعاطى مع كارثة يعاني منها العالم كله، ومعضلات وتداعيات هجمات "الإخوان" وحفلاتهم، ظل البلد موحداً محافظاً على حدوده متماسكاً داخلياً ولم يعلن الشعب العصيان ولم يخرج الناس إلى الميادين ليسقطوا الحكم ويأتوا بـ"الإخوان" مجدداً إلى السلطة!

يدرك المصريون، أو قل الغالبية العظمى منهم، أن بلدهم سيظل يسدد فاتورة نجاته من شظايا الربيع العربي وأن الدول والجهات والأشخاص الذين سعوا لأن يكون مصير مصر هو نفسه الذي آلت إليه دول كليبيا واليمن وسوريا لن يفوتوا فرصة إلا واستغلوها لمحاولة إثبات فشل نظام ما بعد 30 حزيران (يونيو) 2013 سواء جاءتهم تلك الفرصة عبر أمطار السماء أو جائحة صحية أو حتى انهيار منزل قديم فوق سكانه. الحقيقة أن غالبية المصريين يعانون ارتفاع الأسعار ويتأثرون بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة ويعانون تفشي الفساد وتدني مستوى الخدمات ويأملون في نهاية لمعاناتهم من معضلات الحياة، لكن المؤكد أنهم لا يرون الحل في عودة "الإخوان" أو بتنصيب ناشطي الفضائيات ومواقع التواصل حكاماً لبلدهم!

عن "النهار" العربي


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية