وكلاء تركيا الإسلاميون يعرقلون الجهود الدبلوماسية في النزاعات الإقليمية

وكلاء تركيا الإسلاميون يعرقلون الجهود الدبلوماسية في النزاعات الإقليمية


11/11/2020

واشنطن - قال مايكل روبين، الباحث المقيم في معهد أمريكان إنتربرايز بواشنطن، في صحيفة ناشيونال إنترست يوم الاثنين، إن وكلاء تركيا الإسلاميين في المنطقة ليسوا مشكلة عسكرية فحسب، بل إنهم يعرقلون الدبلوماسية في البلدان التي يتواجدون فيها.

واتهمت روسيا وفرنسا وإيران وأرمينيا تركيا بتزويد أذربيجان بمسلحين سوريين سابقين قبل اندلاع القتال على منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها في 27 سبتمبر. وقدرت روسيا في 3 نوفمبر أن 2000 مرتزق من الشرق الأوسط اشتركوا في القتال.

وقال روبين إن الميليشيات السورية المدعومة من تركيا تقوض الجهود المبذولة لتحقيق وقف ناجح لإطلاق النار ومنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ميزة دبلوماسية في أي مفاوضات.

وأضاف كذلك: "المقاتلون العرب لا يعرقلون الدبلوماسية الآن فقط ويقللون من احتمالية إدراك (الحكومة الأذرية) باكو أنهم لا يستطيعون تحقيق نصر عسكري، ولكنهم يمنحون أردوغان حق النقض (الفيتو) الفعال على أي اتفاقيات سلام محلية في المستقبل".

وأردف أنّه "بمجرد إدخالهم في المنطقة، سيكون من الصعب على المجتمع الدولي إجبارهم على المغادرة."

وتوسطت روسيا والولايات المتحدة في ثلاث اتفاقات لوقف إطلاق النار للمساعدة في إنهاء الاشتباكات في ناغورني قره باغ، والتي خلفت أكثر من 1200 قتيل بحسب التقارير. لقد فشلت الهدنة وتهدد المعارك بالانتشار إلى ما وراء دولة الأمر الواقع المستقلة، التي تقع داخل حدود أذربيجان ولكن يسيطر عليها الأرمن العرقيون.

وقال روبين، المسؤول السابق في البنتاغون، إن الرئيس الأذري إلهام علييف "سيعلم قريباً أن قدامى مقاتلي القاعدة الذين أرسلهم أردوغان سيقيدون كل الأعمال والتحالفات المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بإسرائيل والولايات المتحدة".

كما شحنت الحكومة التركية مرتزقة إسلاميين إلى ليبيا، حيث زودت حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقراً لها بالمعدات والخبرة الفنية لمحاربة المعارضة المدعومة من روسيا.

ويقول المحللون إن الدعم العسكري التركي قلب الدفّة لصالح حكومة الوفاق الوطني التي نجحت في صد هجوم للجيش الوطني استمر 14 شهرًا للاستيلاء على العاصمة.

وقال روبين إنه بمجرد دخول المرتزقة المدعومين من تركيا الصراع، فإنّهم سيرفضون المغادرة، وقام رئيس الوزراء الليبي فايز السراج تقزيم ليبيا فعليًا إلى "تابع لتركيا بعد 109 سنوات من انتهاء السيطرة العثمانية" في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.

ووقعت الأطراف المتحاربة في ليبيا اتفاقية لوقف دائم لإطلاق النار في جميع مناطق البلاد في 23 أكتوبر. وبعد فترة وجيزة، قال أردوغان إن التسوية لم تكن وقف إطلاق نار على "أعلى المستويات" و"تفتقر إلى المصداقية".

وقال روبين: "بعبارة أخرى، يعتبر أردوغان نفسه الآن الحَكَم في مستقبل ليبيا وليس السراج". ولفت الباحث أنّ السرّاج "أدرك أن المكاسب العسكرية قصيرة المدى التي حققها باستخدام القوات التركية بالوكالة ستنعكس بثمن باهظ على استقلاله السياسي."

عن "أحوال" تركية

الصفحة الرئيسية