وليد العوض: قطر تغذّي الانقسام بين فتح وحماس وتعرقل المصالحة ‎

وليد العوض: قطر تغذّي الانقسام بين فتح وحماس وتعرقل المصالحة ‎


31/01/2019

وليد عبد الرحمن

أكّد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض، أنّ كل جولات الحوار بين حركتي فتح وحماس والفصائل الفلسطينية استغرقت وقتاً كثيراً وتقترب دوماً من التوافق بين فتح وحماس، إلّا أنّ هذا التوافق يصطدم عند التطبيق بمجموعات المصالح ومراكز القوى، ما يجعل من استمرار الحوار بذات الطريقة غير مجد.

مشدّداً على أنّ الطريق لإنهاء الانقسام، لا يتحقق إلا بالذهاب لانتخابات شاملة يقول فيها الشعب كلمة الفصل.

وأشار العوض في حوار مع «البيان»، إلى أنّ المآلات التي انتهجتها قطر عبر مندوبها إلى قطاع غزّة محمد العمادي ذهبت في اتجاهين: أولهما تغذية الانقسام الفلسطيني لتكريسه وتعميقه، فيما الثاني عرقلة جهود المصالحة الفلسطينية التي تقودها مصر، مضيفاً: «عند كل جهد مصري يقفز العمادي إلى غزة عبر معبر «إيرز» لقطع الطريق على الجهود المصرية.

وفي العام الأخير أخذ العمادي منحى آخر وهو مساومة الشعب الفلسطيني على المقاومة، حيث كان يشترط المال مقابل وقف المقاومة الشعبية، من المعيب لنا كفلسطينيين قبول بعضنا قبل طرح المقاومة الشعبية على طاولة التهدئة والبحث مقابل الأموال». ولفت عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، إلى أنّ تفاهمات العمادي التي كانت تتحدث عن إنشاء ممر مائي ومطار في إيلات، ودفع رواتب موظفي حماس، وتزويد شركة الكهرباء بالوقود، ما يعد دليلاً على سعي قطر لفصل قطاع غزة عن باقي الوطن، مبيناً أنّه قال للرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنّ العمادي "شخص غير مرغوب فيه". وأوضح العوض أنّ ما كانت تؤمنه قطر عبر مندوبها العمادي لقطاع غزّة كان من الممكن أن تؤمّنه حكومة الوفاق والتي أبدت استعدادها لدفع رواتب أكثر من عشرين ألف موظف من غزة.

قطع طريق

وأضاف العوض في حواره مع «البيان»: «قطر لا تدعو الفلسطينيين للمصالحة ولجولات حوار في الدوحة، وإنما تأتي وتقفز لقطع الطريق على الدور المصري والروسي.

وعلى كل دور يحاول تقريب وجهات النظر المختلفة بين فتح وحماس، من المهم جداً أن يعرف العمادي حجمه ودوره، ويجب أن يعرف أنّه لم يعد مقبولاً للكل الفلسطيني الذي يدرك أنّ رؤية مصر للتهدئة تأتي في سياق المصالحة، ولكن رؤية قطر تأتي في سياق تكريس الانقسام وتحويله لانفصال».

وكشف العوض عن استمرار حزب الشعب الفلسطيني والقوى والفصائل الفلسطينية في جهودها لإنهاء الانقسام، مردفاً:

«يجب علينا أن نستمر بالضغط السياسي لتنفيذ اتفاقيات المصالحة التي تم الاتفاق عليها، وعدم استمرار رهن هذه الجهود أو نتائجها بالمواقف الخارجية التي تساند وتدعم الانقسام». وبشأن رؤية حزب الشعب لبحث الانقسام الفلسطيني في روسيا، قال: «تلقينا دعوة رسمية كباقي الفصائل للمشاركة في موسكو لبحث ملف الانقسام، وسنؤكد خلال الاجتماع على تنفيذ الاتفاقيات الموقعة، لاسيّما اتفاق 2017».

إرادة وقناعة

وجدّد عضو المكتب السياسي، التأكيد على أنّ إنهاء الانقسام ضرورة ملحة، وتحتاج إرادة قوية وقناعة من كل الفصائل، بأنّ استمرار هذا الوضع يهدد القضية والشعب الفلسطيني.

مشيراً إلى أنّ أي خطوة ناجحة يجب أن تبدأ من تحقيق المصالحة الوطنية، وتنظيم إدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وفق برنامج يتم الاتفاق عليه من الجميع. ودعا العوض، حركة حماس، إلى التجاوب مع الجهود المبذولة والقبول بالانتخابات، مطالباً من يتمسّك بالانقسام توهماً منه أن ذلك سيمكنه من التواجد على الخارطة السياسية، الكف عن هذا الوهم.

وأضاف: «حزب الشعب رفض تلبية كل دعوات العمادي وولائمه التي كانت تمر من بوابة تكريس الانقسام، لأنّ المساعدات لها طريق واحد وهو حكومة الوفاق أو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين».

وقف تدخّلات

وحول الدعوة الروسية للمصالحة، أبان العوض أنّ الدعوة الروسية تنطلق من حرص موسكو على القضية الفلسطينية التي تعتبر مدخلاً وركيزة أساسية في إعادة ترتيب المنطقة، لافتاً إلى أنّ أقصر الطرق لوقف التدخلات الخارجية وعلى رأسها قطر، هو إنهاء الانقسام.

عن صحيفة "البيان" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية