ياسمين القحطاني أول متسلقة سعودية

ياسمين القحطاني أول متسلقة سعودية


06/02/2018

لم تعرقل العادات والتقاليد في المجتمع السعودي المحافظ مسيرة ياسمين القحطاني لتمارس الرياضة التي أحبَّتها، وتكون قدوة للمئات من الشابات السعوديات، ومثالاً يحتذى للراغبات في ممارسة رياضة التسلق المشوقة، التي كانت، في فترة معينة، حكراً على المجتمعات الغربية.

القحطاني: ارتداء الحجاب لا يعيق أو يمنع المرأة من التسلّق

خاضت القحطاني تجربة تسلّق الجبال في أوروبا وأمريكا، ما ساعدها على اكتساب مهارات متنوعة، خاصة أنّ التسلق يختلف باختلاف نوع الحجر من مكان لآخر، وحصلت في ولاية شيكاغو الأمريكية على شهادة معتمدة.

وقالت القحطاني في حوار مع موقع "العربية"، إنّ الإنسان يتعلّم من تسلّق الصخور التحكم بمشاعره، وتحدّي مخاوفه، كما أنّ التسلّق مفيد لتنمية القدرة على التركيز، وزيادة اللياقة البدنية، مشيرة إلى عشقها تسلّق الصخور العمودية بالأيدي والأرجل، وأطراف أصابع اليدين والقدمين، وأنّه سبق لها أن تسلّقت قمة ارتفاعها 400 متر، لمدة ثماني ساعات متواصلة، وهو أعلى ارتفاع وصلت إليه.

وأكّدت القحطاني، أنّها مارست التسلّق في كلمنجارو على صخور بلغ ارتفاعها 5800 متر، وغيرها من أصعب الصخور في جبال الألب على ارتفاع 4800 متر، موضحة أنّ بعض الارتفاعات قد تتم خلال 12 ساعة دون توقّف، وطوال الوقت على أطراف الأصابع، ويبقى المتسلّق معلّقاً بحبل يمكن أن يسقط خمسة أمتار.

الشابات السعوديات أكثر إقبالاً على الدخول إلى كافة المجالات الرياضية التي ظلت حكراً على الرجال

ولفتت القحطاني إلى أنّ التسلّق لا يحتاج إلى وزن معين، أو قدرة بدنية فائقة؛ بل رغبة في التعلّم، ومرونة في الجسم، وعدم الخوف من المرتفعات، كما أنّ ارتداء الحجاب لا يعيق أو يمنع المرأة من التسلّق، والمهم ارتداؤها خوذة الحماية، مشيرة إلى أنّ التدريب يتم في موقع بريمان، القريب من مدينة جدة.

وعن إقبال الشابات والشباب السعوديين على هذه الرياضة، أكّدت القحطاني أنّ الاقبال كبير، وأنّها درّبت، خلال الثلاثة أشهر الماضية، أكثر من 150 متدرباً ومتدربة، قائلةً: "لاحظت إقبال الشابات السعوديات على هذه الرياضة، التي تتّسم بروح المغامرة، مبينة أنّ "المراة السعودية" تتفوّق على غيرها في حبّها للرياضة، وممارستها، وقدراتها الجسدية، ومهاراتها، ما دامت الفرصة متاحة أمامها، وهي الآن أكثر إقبالاً على الدخول إلى كافة المجالات الرياضية التي ظلّت حكراً على الرجال.

واختتمت ياسمين القحطاني حديثها، بأنّها ستنضم إلى اتحاد التسلق السعودي، لتعليم ونشر ثقافة التسلق بكافة أرجاء المملكة، ونقل خبراتها للآخرين، وتوسيع دائرة الاهتمام بهذه الرياضة، ليصبح هناك أعداد كبيرة من المدربين لها، مؤكدة أنّ هدفها الأساسي هو تعليم التسلّق للمرأة السعودية؛ لأنّها تجعلها أكثر قوة، إضافة إلى بناء عالم خاص بها.

يذكر أنّ السعودية، تشهد تغيرات اجتماعية إيجابية في الآونة الأخيرة، من أبرزها السماح للمرأة بقيادة السيارة، والسماح لهن بالمشاركة في العالم الرياضي، من حيث المشاهدة والتشجيع في الملاعب، أو خوض المنافسات والمباريات بألعاب متعددة، هذا إضافة إلى استضافة فعاليات كثيرة كالسيرك، وتنظيم حفلات غنائية وموسيقية لعدد من الفنانين العالميين، وافتتاح دور السينما.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية