100 أسير فلسطيني ينالون البكالوريوس والماجستير رغم أحكام المؤبد

100 أسير فلسطيني ينالون البكالوريوس والماجستير رغم أحكام المؤبد


05/01/2022

فرض الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية، أنفسهم على العالم، وجعلوا قضيتهم تحتل المنزلة الأولى من الاهتمام، خلال العام المنقضي 2021.

ورغم القيود والإجراءات الانتقامية التي تفرضها إدارة مصلحة السجون عليهم، إلا أنّهم فرضوا معادلة جديدة على السجان الإسرائيلي، ونجحوا في تدويل قضيتهم من خلال إرادتهم الصلبة، وإصرارهم على الحرية بأيّ ثمن.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تحصّن سجونها.. ومحللون لـ "حفريات": الأسرى سينالون الحرية

وكانت عملية نفق الحرية، الإنجاز الكبير الذي حققه الأسرى، وسجّل صفحة فريدة من صفحات النضال والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وحقّ لها أن تسجَّل في تاريخ الشعب الفلسطيني؛ إذ تمكّن ستة أسرى، خمسة منهم من حركة الجهاد الإسلامي، وواحد من حركة فتح، من نيل حريتهم عبر نفق حفروه في سجن جلبوع الذي بُني بمواصفات "إيرلندية" قبل نحو 17 عاماً.

نجحوا في تدويل قضيتهم من خلال إرادتهم الصلبة

وشهد عام 2021 تحولات كبيرة في قضية الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، خاصة انتصار عدد من الأسرى الإداريين، بعد أن خاضوا إضرابات مفتوحة عن الطعام، وأرغموا الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ مطالبهم، والإفراج عنهم.

من الإنجازات التي حققها الأسرى في 2021؛ حصول ما يزيد عن 100 أسير، من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، على شهادة البكالوريوس والماجستير، وغالبيتهم أصحاب أحكام عالية ومؤبدات

ومن الأسرى الذين نالوا حريتهم بعد خوض معركة مفتوحة عن الطعام؛ الأسير غضنفر أبو عطوان، الذي استمر إضرابه 61 يوماً، والأسير الفلسطيني مقداد القواسمي من مدينة الخليل بالضفة الغربية، والذي نال حريته بعد خوضه الإضراب المفتوح على مدار 113 يوماً، كما تمكّن الأسير الفلسطيني كايد الفسفوس من انتزاع حريته بعد 131 يوماً من إضرابه عن تناول الطعام، ومكوثه داخل المستشفى طوال فترة الإضراب، بالإضافة إلى الأسير عياد الهريمي الذي انتصر على السجان بعد 61 يوماً من إضرابه المفتوح عن الطعام.

اقرأ أيضاً: محللون لـ "حفريات": هذه دلالات تصريحات هنية حول تبادل الأسرى

واعتاد الأسرى الفلسطينيون أن يدافعوا عن أنفسهم، وأن ينتصروا لبعضهم، فكانت آخر الأحداث داخل السجون الإسرائيلية، تنفيذ الأسير الفلسطيني يوسف المبحوح، من سكان مدينة جباليا شمال قطاع غزة، عملية طعن لضابط إسرائيلي من مصلحة السجون، وذلك انتقاماً لتنكيل مصلحة السجون الإسرائيلية بالأسيرات في سجن الدامون.

استشهاد أسرى ومحررين

كما شهد عام 2021 استشهاد أسرى ومحررين، كان آخرهم سامي العمور من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، والذي ارتقى إثر تدهور وضعه الصحي، ليرتفع بذلك عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 227 أسيراً منذ عام 1967، وارتفع عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى سلطات الاحتلال إلى 8.

اعتاد الأسرى الفلسطينيون أن يدافعوا عن أنفسهم، وأن ينتصروا لبعضهم

وبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، حتى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، نحو 4550 أسيراً، بينهم 32 أسيرة، و170 قاصراً، ونحو 500 معتقل إداري.

ويتوزّع الأسرى الفلسطينيون على 23 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، وتصف المؤسسات الحقوقية أوضاعهم بالأسوأ على المستوى العالمي.

اقرأ أيضاً: محللون لـ "حفريات": لهذا ظهر الأسرى مبتسمين

كما تميز عام 2021 عن غيره من الأعوام بتصاعد الانتهاكات ضدّ الأسرى، والتي قابلها تصعيد نوعي لنضال الحركة الأسيرة، كما أنّه العام الأكبر من حيث الإضرابات المفتوحة عن الطعام، والتي انتصر فيها معظم من خاضها من الأسرى، وفرضوا إرادتهم على السجان.

معادلة جديدة

يقول المختص في شؤون الأسرى، نشأت الوحيدي، لـ "حفريات": "ما فعله أسرى سجن جلبوع، والذين استخدموا فوهة النفق كسلاح لمواجهة أقوى رابع جيش بالعالم، يعدّ إنجازاً كبيراً للحركة الأسيرة، فالأبطال الستة فرضوا معادلة جديدة للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وأعادوا البوصلة تجاه قضية الأسرى، وحطموا قواعد الاستشعار الأمنية الإسرائيلية".

المختص في شؤون الأسرى، نشأت الوحيدي: ما فعله أسرى سجن جلبوع يعدّ إنجازاً كبيراً للحركة الأسيرة

ويضيف: "الاحتلال الإسرائيلي يدّعي التفوق العلمي والتكنولوجي والأمني والسياسي، لكنّ أبطال نفق جلبوع تمكّنوا من اختراق تلك المنظومة بالتخطيط الفردي الدقيق، وقهروا الجيش الذي لا يقهر، وبغضّ النظر عن إعادة اعتقالهم، إلا أنّ ما فعلوه يُسجل في تاريخ الشعب الفلسطيني، ويعدّ صفعة قوية لجيش الاحتلال، وتلك الحادثة بعثت بالفرح والنصر وسط الأسرى داخل المعتقلات".

الأسير المحرر والناشط في مجال الأسرى، ماهر الأخرس، لـ "حفريات": يعيش الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية أوضاعاً في غاية الصعوبة، والاحتلال حاول كسر إرادتهم لعزلهم عن العالم

وتصاعدت خلال عام 2021 وتيرة الاعتقال الإداري، الأمر الذي دفع عدداً من الأسرى الإداريين، خوض إضرابات مفتوحة عن الطعام لنيل حريتهم، وأحدثوا إرباكاً داخل المعتقلات، "ورغم الضغوطات الإسرائيلية، والمحاولات المتكررة للنيل من إضرابهم، إلا أنّهم أرغموا الاحتلال على إنهاء اعتقالهم، ونالوا حريتهم رغم أنفه، وهذا يدلّل على أنّ صمودهم أقوى من الاحتلال الذي يتباهى بقوته".

إبداع الأسرى

ومن الإنجازات التي حققها الأسرى خلال عام 2021؛ حصول ما يزيد عن 100 أسير، من الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس، على شهادة البكالوريوس والماجستير، وهم داخل السجون، وغالبيتهم أصحاب أحكام عالية ومؤبدات، فهم أرادوا أن يثبتوا للسجّان أنّ السجن لا يمنعهم من الإبداع وممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وذلك بحسب الوحيدي.

يتوزّع الأسرى الفلسطينيون على 23 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، وتصف المؤسسات الحقوقية أوضاعهم بالأسوأ على المستوى العالمي

ويبين الوحيدي أنّ التطورات التي حدثت مع الأسرى خلال عام 2021، والإنجازات التي حققوها خلال هذا العام، سلطت الضوء على قضيتهم من جديد، وتمكنوا من تدويلها، ولفت أنظار العالم إليهم، إذ تصدّرت قضية الأسرى مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وأصبح هناك تفاعل كبير مع هذه القضية.

التفاعل مع قضية الأسرى

وفي السياق ذاته، يقول الأسير المحرر والناشط في مجال الأسرى، ماهر الأخرس، لـ "حفريات": "يعيش الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية أوضاعاً في غاية الصعوبة، والاحتلال الإسرائيلي حاول كسر إرادتهم، لعزلهم عن العالم، حتى يصبح هناك جيل جديد لا يجرؤ على مواجهته، ولا يمتلك  من الإرادة والعزيمة شيئاً، لكنّ قوة وعزيمة الأسرى حالت دون نجاح تلك المحاولات، بل زاد التفاعل مع قضيتهم أكثر من السابق".

 الأسير المحرر والناشط في مجال الأسرى، ماهر الأخرس: عندما أضرب الأسرى عن الطعام وأحرقوا غرف بعض الأقسام، حصلوا على ما يريدونه

ويضيف: "كان هناك أسرى أمضوا عشرات السنين في غياهب السجون، ولا يسمع بهم أحد، لكنّهم عرّفوا عن أنفسهم بطريقتهم الخاصة من خلال انتصارهم على السجان، وكسر هيبته أمام العالم أجمع، ورسالتهم في عام 2021 كانت من خلال تضحياتهم في سبيل نيل حريتهم، وتحقيق مطالبهم، وما أتبع ذلك من قمع وعزل وإجراءات قمعية بحقّهم عزّز من صمودهم، ووجّه  البوصلة باتجاه أنّ مواجهة الاحتلال أفضل من الخضوع إليه".

رسالة واضحة

ويستذكر الأخرس "عندما أضرب الأسرى عن الطعام وأحرقوا غرف بعض الأقسام، حصلوا على ما يريدونه، وانتصروا دون مساندة أحد لهم، فالانتصار يقوّي عزيمة الشعب الفلسطيني، وعندما يشاهد العالم أنّ الأسرى العُزل الذين يقبعون خلف القضبان تحدّوا الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحصل على الدعم عالمياً بالوسائل كافة، تكون هناك رسالة واضحة إلى العالم أجمع، بأنّ القوة لا تساوي شيئاً أمام العزيمة والإرادة الصلبة".

اقرأ أيضاً: محللون يكشفون لـ "حفريات" سياسة الابتزاز الإسرائيلية ضد الأسرى

ويلفت إلى أنّ الأسرى داخل السجون الإسرائيلية تمكّنوا من فرض معادلة جديدة للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي خلال 2021، وأصبح أيّ تحرّك داخل السجون يخيف السجان الإسرائيلي، ويضعه في حالة إرباك وتخبّط، خشية قيام الأسرى بأيّ شيء، وأصبح النظر إلى الأسير بخوف.

 الأسرى داخل السجون الإسرائيلية تمكّنوا من فرض معادلة جديدة للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي خلال 2021

ويشير إلى أنّه، وعلى الرغم من النشاطات والوقفات والفعاليات الرسمية والشعبية المساندة للأسرى داخل السجون الإسرائيلية، إلى أنّها غير كافية، ولم تكن بالشكل المطلوب، وما حققه الأسرى كان بشكل فرديّ، دون تخطيط أو تنسيق مسبق من خارج أو داخل السجون.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية