5 أسباب وراء الخسارة القاسية لحزب أردوغان في الانتخابات البلدية

تركيا

5 أسباب وراء الخسارة القاسية لحزب أردوغان في الانتخابات البلدية


02/04/2019

تلقّى "حزب العدالة والتنمية" الذي يقوده الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خسارة قاسية بعد فوز المعارضين له بالمدن التركية الكبرى، في الانتخابات البلدية/المحلية التي جرت أول من أمس الأحد، فيما حقق حزب أردوغان نتائج جيدة في الأرياف. ومع أنّ نتائج الانتخابات التركية هذه كانت رسالة سيئة من الناخب التركي لأردوغان وحزبه وحكومته، فإنّ حزبه ما يزال رقماً مُهمّاً على الساحة السياسية، إذْ برغم خسارته بلديات المدن التركية الكبرى في أنقرة وأنطاليا وأزمير وأضنه، وإسطنبول، فإنّه لم يتلقَ هزيمة شاملة؛ إذ حصد في حدود 40% من أصوات الناخبين، كما لا تمثّل الانتخابات البلدية، التي تُجرى كل خمسة أعوام على مستوى المحافظات التركية جميعها، عاملاً حاسماً في اللعبة السياسية (الانتخابات الرئاسية والبرلمانية) والمناصب العليا في البلاد، وإنْ كانت بالتأكيد تُعطي مؤشرات ودلالات على المزاج العام للمواطنين الأتراك.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى الشخص الذي قلب الطاولة على أردوغان
وثمة من يعتبر هذه الانتخابات البلدية مؤشراً إلى مدى القبول الشعبي للإدارة والحكومة الحالية، التي يقودها أردوغان؛ خاصة وأنّها أول انتخابات تُعقد عقب تطبيق النظام الرئاسي الذي اعتمده الأتراك في استفتاء نيسان (أبريل) 2017.
أسباب عديدة وقفت خلف خسارة حزب العدالة والتنمية التركي

ماهي الأسباب؟
ويمكن القول إنّ ثمة أسباباً عديدة وقفت خلف خسارة حزب العدالة والتنمية التركي وعدم تصدّره الانتخابات البلدية، وخصوصاً في المدن الكبرى، ولعلّ أبرز هذه الأسباب ما يلي:

تحالف أردوغان مع الحركة القومية أصبح عبئاً انتخابياً وسياسياً على العدالة والتنمية، ما دفع الناخبين بالتصويت لمعارضي حزب الحركة القومية

1. الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا، وربما تكون كلمة السرّ الأساسية في هذه النتائج.
2. تراجع الحريات العامة والإعلامية بسبب إجراءات حكومة أردوغان ضد الإعلاميين والمعارضين.
3. فشل دعايات التخوين التي قادها أردوغان ضد معارضيه حين وصفهم بأنهم متحالفون مع الإرهابيين، ويقصد الأكراد.
4. تقديم المعارضة لمرشحين أقوياء، مع غياب التنافس بين أحزاب المعارضة، ما منحها حظوظاً أوفر في تحقيق نتائج جيدة.
5. يبدو أنّ تحالف أردوغان مع الحركة القومية أصبح عبئاً انتخابياً وسياسياً على العدالة والتنمية، ما دفع الناخبين بالتصويت لمعارضي حزب الحركة القومية.
المدن الساحلية
يقول مستشار مركز الدراسات الإستراتيجية في إسطنبول جواد غوك، إنّ "الشعب التركي أراد رؤية وجوه جديدة بدلاً من مرشحي حزب العدالة والتنمية، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية القاسية التي لامست حياة الشعب التركي بشكل ملحوظ". وأضاف غوك لـ"موقع الحرة"، أنّ "المدن الساحلية الغربية بداية من محافظة أنطاليا إلى إسطنبول صوتت للمعارضة، وقد قدم حزب الشعب الجمهوري المعارض المرشح أكرم إمام أوغلو في إسطنبول، والذي ينال قبولاً من جميع أطياف الشعب التركي".

مع أنّ نتائج الانتخابات كانت رسالة سيئة من الناخب التركي لأردوغان، فإنّ حزبه ما يزال رقماً مُهمّاً على الساحة السياسية

وتأتي الانتخابات المحلية، تضيف "الحرة"، في ظل أوضاع اقتصادية متردية، وسط ارتفاع لمعدل التضخم في البلاد وما نتج عنه من ارتفاع كبير في الأسعار، وارتفاع نسبة البطالة، وتراجع سعر العملة المحلية (الليرة التركية) بشكل كبير.
من جانبه، قال أستاذ القانون الدولي العام والعلاقات الدولية في جامعة كوجالي التركية، الدكتور سمير صالحة، إنّ الأوضاع الاقتصادية الأخيرة قد لعبت دوراً في فقدان ثقة فئة من الناخبين في حزب العدالة والتنمية، بالإضافة إلى الأزمات السياسية الخارجية والداخلية التي تعانيها الدولة التركية.
وأضاف صالحة لموقع "الحرة"، أنّ "المعارضة نأت بنفسها عن الدخول في سجالات سياسية خلال الفترة الأخيرة برغم الاتهامات الموجهة إليها من قبل أردوغان وحزبه (العدالة والتنمية)، وركزت على تقديم مرشحين أقوياء في الانتخابات والتنسيق مع بقية أحزاب المعارضة في العديد من المناطق".
وكان أردوغان قد اتهم أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بالبرلمان، بإقامة روابط مع "حزب العمال الكردستاني" المحظور. فيما ادعى حزب العدالة والتنمية "أنّ تحالف حزب الشعب الجمهوري وحزب الخير "يتعاون مع الإرهابيين".
وبحسب صالحة، فإنّ أحزاب المعارضة لم تنافس بعضها في بعض المدن، وهو ما رجح كفّتها أمام حزب العدالة والتنمية الحاكم. أما أستاذ علم الاجتماع السياسي أحمد أويصال فرأى أنّ عدم تقديم مرشحين أقوياء لحزب العدالة والتنمية لعب دوراً في خسارته.

ما بعد الانتخابات

ووفق "الحرة" فإنّ فوز حزب الشعب الجمهوري المعارض بمنصبي عمدة أنقرة واسطنبول (في حال صدور نتائج رسمية نهائية)، يمثّل إنجازاً كبيراً، خاصة في إسطنبول التي هيمن حزب العدالة والتنمية عليها لمدة 25 عاماً، منذ أن فاز أردوغان فيها بمنصب العمدة في 1994.
لكن أويصال يرى أنّ انخفاض شعبية حزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات وفقدانه بعض المناطق التي كانت بحوزته في الانتخابات السابقة، هي خسارة رمزية لن تؤثر في المشهد السياسي الكلي، نظراً لعدم لعب المحليات دوراً أساسياً في تحديد المتحكم في إدارة المناصب العليا للبلاد.
صدمة لأردوغان
من جانبه، قال تحليل نشره موقع "دويتشه فيلله" إنّ هزيمة حزب أردوغان ذي الجذور الإسلامية في أنقرة تشكّل ضربة كبيرة للرئيس. ومن شأن الخسارة في إسطنبول، التي تبلغ مساحتها ثلاثة أمثال العاصمة واستهل فيها أردوغان مسيرته السياسية وكان رئيساً لبلديتها في التسعينيات، أن تكون صدمة أكبر.

اقرأ أيضاً: الصحافة الدولية تصف انتخابات تركيا المحلية بـ”صفعة لأردوغان”
وقال زعيم المعارضة، كمال كليجدار أوغلو، إنّ حزب الشعب الجمهوري انتزع السيطرة على أنقرة وإسطنبول من حزب العدالة والتنمية وفاز في مدينة إزمير المطلة على بحر إيجة، وهي ثالث أكبر المدن التركية.

وأضاف الموقع أنّه "إلى جانب تعثر الاقتصاد التركي وتراجع قيمة الليرة التركية بشكل حاد (فقدت أكثر من 30% من قيمتها)، تتحدث المعارضة التركية عن تراجع الديمقراطية، معتبرة الانتخابات الأخيرة بمنزلة معركة كبيرة من أجل استرجاع الحريات العامة للمواطنين التي سلبها أردوغان ونظامه السياسي الإسلامي"، بحسب الموقع.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية