5 شركات أمريكية تتحكم بالعالم.. تعرف إليها

أمريكا

5 شركات أمريكية تتحكم بالعالم.. تعرف إليها


09/03/2020

أثارت القضية الخاصة بشركة فيسبوك في الكونغرس الأمريكي، ذعر العديد من المواطنين حول العالم، بشكل أفصح عن مدى تغلل الشركات الحديثة في حياتنا، وإلى أيّ مدى تتحكم بأنماط معيشتنا وشكل مجتمعاتنا، بل إنّها تصنع من ذلك التدخل رؤوس أموال وثروات، تتجاوز موازنات العديد من الدول.
في هذا التقرير نتناول 5 شركات تتحكم في عالمنا الحديث.

أولاً: مايكروسوفت
تأسّست مايكروسوفت في 4 نيسان (أبريل) 1975، من قبل بيل غيتس وبول ألين، في نيو مكسيكو، وتعدّ منتجاتها الأكثر مبيعاً، وهي نظام التشغيل "Microsoft Windows"، إضافة إلى مجموعة من البرامج الإنتاجية، وخطوط الترفيه والألعاب والموسيقى والفيديو، وتبلغ القيمة السوقية لشركة "مايكروسوفت" في مطلع العام 2020، 658 مليار دولار أمريكي، قبل أن تنفجر أزمة فيروس الكورونا، الذي أفقد الشركة عوائد ضخمة من أسهمها السوقية؛ بسبب أنّ معظم مستهلكي منتجاتها من الصين، ويعدّ مؤسّس مايكروسوفت، بيل غيتس، أغنى رجل في العالم، بثروة مقدارها 106.4 مليار دولار، ويملك أكبر نصيب فردي من أسهمها المطروحة سوقياً.

تأسّست مايكروسوفت في 4 نيسان (أبريل) 1975

جاءت القفزة الكبيرة في مسيرة "مايكروسوفت"، بعد أن قررت شركة "IBM"، دخول عالم الكمبيوتر، ولم يكن أمامها غير بيل غيتس، الذي احتكر برامج الكمبيوتر وحقّ ابتكارها. وبحسب مقال "هل مايكروسوفت أنقذت العالم؟"، كتب الصحفي الأيرلندي"Maarten Vanheuverswyn": "بيل غيتس، الذي يصوره الإعلام العالمي، كأكثر الأخيار في العالم، صنع ثروته من احتكار مجال برامج الكمبيوتر حديث النشأة، واختطف السوق من شركتي "WordPerfect"، و"1-2-3Lotus"، في بداية الثمانينيات، ثمّ توجهت بأنظارها إلى شركة "IBM"، وعام 1997؛ اشترت شركة مايكروسوفت حقوق النشر من شركة تدعى "Web TV"، مقابل 425 مليون دولار، بعد تخوفها من انصراف الناس عن الحواسيب الشخصية إلى البثّ التلفزيوني، ثمّ اشترت موقع "Hotmail" بعدها ببضعة أشهر، وهكذا انقضّت الشركة على أيّ منافس محتمل، لتحتكر الثروة، ويصبح مؤسسها أغنى رجل في العالم.
ثانياً: آبل
في تشرين الأول (أكتوبر) 2011، نشرت "فاينانشيال تايمز" مقالاً كشفت فيه كيف أنّ استعداد ستيف جوبز لإذلال الآخرين، يُبقي علماء النفس في وادي السيليكون منشغلين في استعادة الصحة العقلية لموظفيه السابقين، وكيف قام بإنشاء شركة تدفع العمال المستغلين بشكل مفرط في المصانع الصينية إلى الانتحار، وكانوا يخصمون من أرباح خريجي الجامعات الذين يعملون في متاجرهم، فقط لأنّ شركة جوبز تصنّع أحدث رموز العالم التكنولوجي في القرن الحادي والعشرين؛ لذا لم يجد الكاتب حرجاً من تشبيههم بمصانع مانشستر في القرن التاسع عشر، وتبدو تقارير الظروف في المصانع التابعة للشركات، التي تصنع الأجهزة فعلياً بمثابة تكرار لأعوام الثورة الصناعية. وتذكر صحيفة "ديلي تلغراف"؛ أنّ مئات الأشخاص يعملون في ورش الشركة، غير مسموح لهم بالتحدث مع بعضهم، وإلّا سيتم طردهم أو تغريمهم".

اقرأ أيضاً: تأثير فيروس كورونا يستمر بالانتشار.. ما علاقة شركة آبل؟

تمتلك شركة أبل أصولاً بقيمة 76 مليار دولار

يتقاضى موظفو خطوط التجميع في أسبوع العمل العادي (70 ساعة) 900 يوان (90 جنيهاً إسترلينياً) شهرياً، ويتعين على من يحتاج الذهاب إلى المرحاض أن يرفع يده، وله عشر دقائق راحة، وساعة غداء، حتى يأتي وقت النوم الذي يتشاركه الفرد مع 7 أشخاص في مهجع غير آدمي، بينما تمتلك الشركة أصولًا بقيمة 76 مليار دولار، وقت وفاة جوبز، الذي رحل بعد صراع مع سرطان البنكرياس، بعد أن ظلّ لأعوام ينافس غيتس على لقب أغنى رجل في العالم، لكنّ الثروة آلت إلى زوجته، ومنحتها لقب سادس أغنى شخص في العالم.

ثالثاً: أمازون
تبلغ القيمة السوقية لشركة "أمازون"، المتخصصة في خدمة العملاء، نحو 959 مليار دولار، بعد أكثر من 25 عاماً على  تأسيسها في 1994، على يد جيف بيزوس، في سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية، لكن يبدو أنّ أكبر متاجر التجزئة في العالم عبر الإنترنت، صعد على كواهل ملايين العمال الذين تظاهروا، بداية من اليوم الأول من عام 2019، تحت شعار "نحن لسنا روبوتات"، والتي عبّر فيها العمّال عن غضبهم من عدد ساعات العمل الزائد، واستعبادهم في نظام عمل يستهلك طاقتهم، وعدم السماح لهم بحرية استخدام دورات المياه، خوفاً من الخصومات التي ستلاحق أجورهم الزهيدة في الأصل.

تبلغ القيمة السوقية لشركة "أمازون"، المتخصصة في خدمة العملاء، نحو 959 مليار دولار

بثروة مقدارها 121 مليار دولار، يتربّع جيف بيزوس على هرم أثرياء الكوكب، بينما يخشى عمّاله الذهاب لقضاء حاجتهم، خوفاً من التعنيف والخصم، واستكمل العمال ما بدأوه، بعد أن أعلنوا إضراباً مفتوحاً، في منتصف عام 2019، احتجاجاً على أوضاعهم المزرية، خاصة أنّ عدد موظفيها تضاعف ثلاث مرات في العامين الأخيرَين، وهو ما دفعهم للمطالبة بتنظيم نقابة مهنية، والحقّ في تقليل عدد ساعات العمل، وإجازة مدفوعة الأجر بسبب الإرهاق، إضافة إلى حقّ المسلمين في استراحة الصلاة، والتي منعوا منها؛ لذلك أجبر هذا الإضراب الذي سبّب خسائر مالية لن تقدر المؤسسة على تحملها، الإدارة على التفاوض مع العمال، والسماح بالصلاة للعمال، وأغلبهم من المسلمين، كما أجبروا على قبول بعض شروط العمال، لكنّهم  يتباطؤون في التنفيذ.

رابعاً: ألفابت
بقيمة سوقية بلغت أكثر من تريليون دولار تتحدى شركة "ألفابت"، التي تسيطر على غوغل، شركات كبرى مثل أمازون وآبل، لتتربع على عرش شركات التكنولوجيا، فالشركة التي بدأت في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، على يدي لاري بيج وسيرجي برين، اللذين اقتنعا بأنّ المستقبل هو للاستثمار في التكنولوجيا، فبدأوا في إنشاء غوغل، والذي أصبح أهم منتج في عالمنا اليوم، لكن مؤخراً تواجه الشركة ملاحقات قضائية، بسبب ما أثاره المرشح الأمريكي البارز، بيرني ساندرز، وإليزابيث وارين، من مساءلات تلاحق الشركة التي تتجاوز قيمتها السوقية التريليون دولار، واحتكارها لمعظم منتجات الإنترنت، هذا الاحتكار هو الجريمة التي فتح ملفاته الكونغرس، مجبراً وزارة العدل الأمريكية على التحقيق مع الشركة.

اقرأ أيضاً: هكذا عزّزت شركة "سادات" التركية القدرات العسكرية لحماس

تتربع على عرش شركات التكنولوجيا

بدأت الملاحقات عام 2016، تطارد شركة غوغل وألفابت، خاصة بعد سيطرتها على أنظمة آندرويد، وتفاقم قيمتها السوقية، حتى أنّ منصة يوتيوب تجاوزت عائداتها، عام 2019، أرباح شركة "نتفليكس"، الذي تنبأ بعض المحللين بأنّه تفاقم قابل للانهيار والتحلل، لكن يبدو أنّ الشركة لا تلقي بالاً لهذا الاتهامات، وتستمر في الاستحواذ على الشركات الناشئة، لتعمل تحت مظلتها كما فعلت سابقاً مع عدة منصات.
خامساً: فيسبوك
في شباط (فبراير) 2020، يصبح عمر شركة فيسبوك ستة عشر عاماً فقط، استطاعت فيها منافسة العديد من شركات التكنولوجيا، والتربّع على عرش الثراء العالمي، بمؤسسها الشاب، مارك زوكربيرج، الذي بدأها وهو طالب جامعي، لتتحول اليوم إلى أكثر منصات التواصل الاجتماعي استخداماً حول العالم، بعدد مستخدمين يقترب من الثلاثة مليار.  تقوم الشركة بجني الأموال من خلال بيع المساحات الإعلانية على مختلف منصات الوسائط الاجتماعية، وتشمل هذه المنصات مواقع الويب وتطبيقات الأجهزة المحمولة التي تتيح للمستخدمين القدرة على الاتصال والتواصل مع العائلة والأصدقاء، وتتضمن مواقع الشركة وتطبيقاتها مواقع التواصل الاجتماعي: "Facebook" و"Instagram"، وتطبيقات المراسلة: "Messenger" و"WhatsApp".

حقّق موقع "Facebook" دخلاً صافياً، قدره 22.1 مليار دولار

حقّق موقع "Facebook" دخلاً صافياً، قدره 22.1 مليار دولار، بإجمالي إيرادات بلغ 55.8 مليار دولار، عام 2018، بهامش ربح صافٍ قدره 39.6٪، يصل إجمالي الإيرادات بنسبة 46.1٪/ أو 25.72 مليار دولار من الولايات المتحدة وكندا، وجاءت نسبة الـ 53.9٪ من مناطق أخرى في جميع أنحاء العالم، بينما جاءت ثروة مؤسس الشركة زوكربيرج، في كانون الثاني (يناير) 2020، بقيمة 76.7 مليار دولار، ليتربع بتلك الثروة على مقعد سادس أغنى رجل في العالم.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية