5 مشاعر تغيرت عبر الزمن.. هل تعرفها؟

5 مشاعر تغيرت عبر الزمن.. هل تعرفها؟


28/04/2019

غالباً ما ننظر إلى المشاعر الإنسانية باعتبارها شيئاً ثابتاً وعالمياً، لكنها في الحقيقة تختلف من مكان إلى آخر، وتتغير بمرور الوقت، وكذلك طريقة تعاملنا معها وتعبيرنا وحديثنا عنها، كما قد تظهر مشاعر أخرى لم تكن موجودة من قبل.

اقرأ أيضاً: مشاعر مشتركة بين الإنسان وبعض الحيوانات.. هل تعرفها؟

وتوضح الدكتورة سارة شاني، من مركز تاريخ المشاعر، بعض المشاعر التي كانت موجودة في الماضي، وقد تساعدنا في فهم مشاعرنا اليوم.

1. السوداوية

نستخدم كلمة السوداوية في العصر الحديث لوصف الشعور بالحزن "لكن في الماضي كان لها معنى مختلف."

تختلف المشاعر من مكان إلى آخر وتتغير بمرور الوقت وطريقة تعاملنا معها وتعبيرنا وحديثنا عنها

وتقول شاني: "في المراحل المبكرة من العصر الحديث، كان يُنظر للسوداوية كحالة من المرض الجسدي المرتبط بالشعور بالخوف".

وكان الشائع، حتى القرن السادس عشر، أن حالة الإنسان الصحية تتأثر بالتوازن بين أربعة عناصر داخل الجسم، هي الدم، والبلغم، وسائل أصفر تفرزه المرارة، وسائل أسود تفرزه الكلى، وساد الاعتقاد بأن الشعور بالسوداوية يأتي نتيجة زيادة إفراز السائل الأسود.

2. الحنين إلى الماضي

قد نظن أننا نعرف معنى لفظة نوستالجيا جيداً، "فقد أصبحنا نستخدمها كثيراً في محادثاتنا والتي نقصد بها وصف شعور الحنين إلى الماضي، لكن في بداية ظهورها، كانت تستخدم للإشارة إلى مرض عضوي".

تقول شاني: "كان هذا مرضاً يصيب البحارة في القرن الثامن عشر، بسبب ابتعادهم عن منازلهم، ويرتبط بالحنين للوطن."

اقرأ أيضاً: زوّادة التعصب: هدر مشاعر أطفالنا

وبخلاف نوستالجيا العصر الحديث، كانت نوستالجيا القرن الثامن عشر لها أعراض جسدية.

وكان البحارة المصابون بالمرض يشعرون بالإرهاق، والخمول، وآلام لا يُعرف سببها، وعدم القدرة على العمل، وقد تؤدي حالة النوستالجيا إلى الموت أحياناً.

3. اضطراب ما بعد الصدمة

وبحسب تقرير نشرته "بي بي سي" فقد كان يعرف معظم الناس اضطراب ما بعد الصدمة، وهي الحالة التي أصابت الجنود في خنادق الحرب العالمية الأولى.

بدأ الربط بين حالة توهم المرض والحالة النفسية بحلول القرن التاسع عشر

وفي الماضي، كان يُنظر لاضطراب ما بعد الصدمة على أنه حالة تمزج بين المشاعر والمرض العضوي، مثل النوستالجيا والسوداوية.

وتقول شاني: "عادة ما كانت تظهر أعراض غريبة على المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، وغالباً ما كانوا يفقدون القدرة على الرؤية أو السمع، رغم عدم وجود أي سبب عضوي لهذه الأعراض."

"وفي بداية الحرب، ساد الظن بأن هذه الأعراض نتيجة القرب من الانفجارات التي تهز المخ، ولكن عُرف لاحقاً أن هذه الأعراض تأتي نتيجة التجارب التي يمر بها المرضى وحالتهم النفسية".

4. توهم المرض

بحلول القرن التاسع عشر، بدأ الربط بين حالة توهم المرض والحالة النفسية.

وتقول شاني إن هذه الحالة كانت "النسخة المذكرة من حالة الهستيريا التي عرفها الأطباء في العصر الفيكتوري".

اقرأ أيضاً: الإرهابي ليس آلة بل إنسان معتلّ المشاعر

"وشاع أن هذه الحالة تسبب الإرهاق والألم ومشاكل الهضم. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر، اعتُقد أن توهم المرض يرجع إلى مشاكل في الطحال. لكن لاحقاً أرجع الأطباء الحالة إلى الأعصاب".

وخلص الناس في العصر الفيكتوري إلى أن أعراض الإعياء تكون بسبب توهم المرض، أو القلق المرضي على الجسم، واعتقدوا أنه عند ظهور الأعراض، يكون أصل الداء في العقل والمشاعر.

5. الجنون المعنوي

كان الطبيب جيمس كاولز هو أول من استخدم لفظ "الجنون المعنوي" عام 1835.

كان يُنظر لاضطراب ما بعد الصدمة على أنه حالة تمزج بين المشاعر والمرض العضوي

وتقول شاني إنه لفترة طويلة كان لفظ "معنوي" مرادفاً لـ "عاطفي"، وكذلك "أخلاقي".

وكان المريض يُشخّص على أنه مصاب بالجنون المعنوي عند تصرفه بشكل غير معتاد أو جنوني، لكن لا تبدو عليه أي من علامات الاضطراب العقلي، وبشكل عام فقد كان الجنون المعنوي مظلة كبرى للتطرف في المشاعر.

"ورصد كاولز وجود عدد كبير من المرضى يتصرفون بشكل طبيعي، لكنهم غير قادرين على التحكم في مشاعرهم، أو يرتكبون جرائم غير متوقعة."

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية