6 استنتاجات توصل إليها تقرير مؤشر الإرهاب العالمي 2022.. ما هي؟

6 استنتاجات توصل إليها تقرير مؤشر الإرهاب العالمي 2022.. ما هي؟


29/03/2022

للعنف والإرهاب مداخل عدة لاحتلال الأوطان وترويع الآمنين، إلّا أنّ بوابته الرئيسية تظلّ دائماً هي عدم الاستقرار وانقسام الصف الوطني.

وقد رصد مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2022، الذي أعدّه معهد الاقتصادات والسلام الدولي، الاتجاهات والأنماط العالمية الرئيسية للإرهاب على مدار العقد الماضي، وتوصل تقرير المؤشر إلى (6) استنتاجات رئيسية.

وقال ستيف كيليلي المؤسس والرئيس التنفيذي للمعهد: "أصبح الإرهاب أكثر تمركزاً في مناطق الصراع، مدعوماً بضعف الحكومات وعدم الاستقرار السياسي، بينما في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تجاوز الإرهاب ذو الدوافع السياسية الهجمات ذات الدوافع الدينية".

اقرأ أيضاً: لماذا تتجاهل إدارة بايدن تصنيف ميليشا الحوثي "جماعة إرهابية"؟

وتابع: "نظراً لأنّ الصراع في أوكرانيا يهيمن على الاهتمام العالمي، فمن الأهمية بمكان ألّا يتم تهميش الحرب العالمية ضد الإرهاب"، مضيفاً: "تزامن تراجع الإرهاب في الغرب مع جائحة كوفيد -19، وقد تفسّر القيود المفروضة على حرية التنقل والسفر والتهديد المباشر للصحة الشخصية بعض السقوط، وبمجرد إزالة تدابير الطوارئ، هناك احتمال حدوث تصاعد في النشاط الإرهابي".

أصبح الإرهاب أكثر تمركزاً في مناطق الصراع، مدعوماً بضعف الحكومات وعدم الاستقرار السياسي

ونبّه المؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد الاقتصادات والسلام إلى "تزايد النشاط الإرهابي في منطقة الساحل بشكل كبير، بقيادة الميليشيات الإسلامية".

1ـ انخفاض الوفيات الناجمة عن أعمال إرهابية

كشف مؤشر الإرهاب العالمي أنّ تأثير الإرهاب واصل الانخفاض على الرغم من زيادة الهجمات، ففي عام 2021 انخفضت الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 1.2% إلى (7142)، بينما ارتفعت الهجمات بنسبة 17%، ممّا يبرز أنّ الإرهاب أصبح أقلّ فتكاً.

 

مؤشر الإرهاب العالمي لـ2022، الذي أعدّه معهد الاقتصادات والسلام الدولي، رصد الاتجاهات والأنماط الرئيسية للإرهاب على مدار العقد الماضي

 

 لم يسجل ثلثا البلدان أيّ هجمات، أو وفيات بسبب الإرهاب -وهي أفضل نتيجة منذ عام 2007 - وسجلت (86) دولة تحسناً في درجاتها في مؤشر التصنيف العالمي، وظلّ عدد الوفيات على حاله تقريباً خلال الأعوام الـ4 الماضية، وفقاً للمؤشر.

  ما علاقة منطقة الصحراء؟

يسلط المؤشر الضوء على أنّ الإرهاب ما يزال يمثل تهديداً خطيراً، مشيراً إلى أنّ أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تمثل 48% من إجمالي الوفيات العالمية بسبب الإرهاب.

 وأوضح المؤشر أنّ (4) من البلدان الـ10 التي شهدت أكبر زيادة في الوفيات الناجمة عن الإرهاب كانت في أفريقيا جنوب الصحراء، وهي: النيجر ومالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبوركينا فاسو.

يسلط المؤشر الضوء على أنّ الإرهاب ما يزال يمثل تهديداً خطيراً

 وفي 17 شباط (فبراير) أعلنت فرنسا وكندا و(27) دولة شريكة من أوروبا وأفريقيا عن التنسيق فيما بينها لنقل مواردها العسكرية - من بينها الوحدة الأساسية المكونة من (2200) جندي فرنسي - من مالي إلى دول مجاورة.

اقرأ أيضاً: فقدان البوصلة: واشنطن إذ تصادق الإرهابيين وتراقص الذئاب

وجاء الإعلان بعد أيام من طرد السفير الفرنسي في مالي، وأسابيع من الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو، وهي دولة أخرى في الساحل، بقيت بعد الاستقلال في الفلك الفرنسي لفترة طويلة، لكنّها أظهرت في الأعوام الأخيرة عدم تسامح متزايد واستياء تجاه وجود باريس. 

 

المؤشر: انخفضت الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 1.2% إلى (7142)، وارتفعت الهجمات بنسبة 17%

 

 ويأتي الإعلان بعد نحو (8) أعوام من إطلاق فرنسا لعملية "سرفال" في 2013، استجابة لطلب مالي الدعم لمنع تنظيم "القاعدة" والجماعات المتحالفة معه من الاستيلاء على العاصمة باماكو. وفي عام 2014 استُتبعت "سرفال" بـ "عملية برخان" التي كانت أهدافها أوسع نطاقاً، وتمثّلت في استهداف تنظيمي "القاعدة" و"داعش" والجماعات الإرهابية المحلية.

اقرأ أيضاً: الدعاية الجهادية: تنظيم الخطاب الأصولي للإرهاب

 وفي تموز (يوليو) 2021، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ الجيش الفرنسي سيغلق قواعده في شمال مالي، وكان الدافع وراء هذا التحول هو تطور التهديد نفسه، مع انتقال القادة الإرهابيين في الغالب من الشمال إلى "المثلث الحدودي" بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو؛ وقد نتج ذلك أيضاً عن قيام الجهات العسكرية الأخرى - أي "فرقة العمل الأوروبية "تاكوبا" و"المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل"، بزيادة عدد فرقها، ممّا سمح لفرنسا بتقليص نطاق وجودها، وفقاً لدراسة حديثة نشرها "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" في 13 آذار (مارس) الجاري.

 3ـ هل تصبح منطقة الساحل بؤرة للإرهاب؟

أكد معهد الاقتصادات والسلام الدولي، من خلال مؤشر الإرهاب لعام 2022، أنّ منطقة الساحل الأفريقية أصبحت "بؤرة الإرهاب الجديدة".

 تنظيم داعش حوّل اهتمامه إلى منطقة الساحل بعد الهزائم العسكرية في سوريا والعراق

 وأوضح المعهد أنّ تنظيم داعش حوّل اهتمامه إلى منطقة الساحل بعد الهزائم العسكرية في سوريا والعراق، حيث ارتفع عدد القتلى من الإرهاب في المنطقة (10) أضعاف منذ عام 2007، وقال: "أصبح الساحل المركز الجديد للإرهاب".

 ويتفاقم الإرهاب في المنطقة بسبب النمو السكاني المرتفع، ونقص المياه والغذاء الكافي، وتغير المناخ، وضعف الحكومات، إضافة إلى التعقيد، فإنّ العديد من المنظمات الإجرامية تُقدّم نفسها على أنّها حركات تمرّد إسلامية، وفقاً للمؤشر.

 4ـ الإرهاب السياسي والغرب  

أكد مؤشر الإرهاب العالمي أنّ الدول الأوروبية والغرب لم تكن بمنأى عن الإرهاب، ففي 2018 كان عدد الوفيات والحوادث الناجمة عن الإرهاب السياسي أعلى من أيّ شكل آخر للمرة الأولى منذ عام 2007.

 وأشار المؤشر إلى ازدياد "الإرهاب السياسي بشكل مطّرد خلال العقد الماضي، حيث نُسبت 73% من الهجمات في الغرب إلى مجموعات وأفراد ذوي دوافع سياسية".

 

أشار المؤشر إلى ازدياد الإرهاب السياسي بشكل مطّرد خلال العقد الماضي، حيث نُسبت 73% من الهجمات في الغرب إلى مجموعات وأفراد ذوي دوافع سياسية

 

 ونقل موقع "ريليف ويب" عن المؤشر قوله: إنّه "على مدار الأعوام الـ3 الماضية في الغرب كان هناك تحوّل كبير في المحرضين على الإرهاب. وانخفضت أعمال الإرهاب الديني بنسبة 82% في عام 2021، وتجاوزها الإرهاب ذو الدوافع السياسية، الذي يمثل الآن (5) أضعاف عدد الهجمات. معظم الهجمات التي تحركها إيديولوجية يسارية أو يمينية يرتكبها أفراد أو مجموعات ليس لها انتماء رسمي إلى منظمة معترف بها. وغالباً ما تكون أهداف هذه الهجمات متشابهة، وعادة ما تكون المنظمات الحكومية أو الشخصيات السياسية وراءها"، مشيراً إلى أنّ كلتا المجموعتين، اليسارية واليمنية، "متطرفتان، وتزدريان النظام الحالي".

 ويُعرّف "الإرهاب السياسي" في الغرب على أنّه سلوك سياسي عنيف في المقام الأول يهدف إلى إثارة الخوف في المجتمع، أو في جزء كبير منه، من أجل أغراض سياسية، ويتميز الإرهاب السياسي عن الثورة بأنّ الهدف المباشر للأعمال الإرهابية هو التخويف، وليس الإطاحة بالحكومة القائمة.

 وقد تراجعت الهجمات في الغرب بشكل كبير، حيث انخفضت بنسبة 68% في عام 2021، من ذروتها في عام 2018، وفي المجموع، كان هناك (113) هجوماً في أوروبا في عام 2021، وفقاً للمؤشر.

 

اقرأ أيضاً: الإستراتيجية الأمريكية في مواجهة الإرهاب.. "القاعدة" و"طالبان" نموذجاً

 وانخفضت الهجمات في المملكة المتحدة إلى النصف في عام 2021 إلى (12)، وهو أقلّ عدد منذ عام 2008، حيث كان هناك هجوم واحد فقط بدوافع دينية، وسجلت الولايات المتحدة (7) هجمات؛ (5) منها بدوافع سياسية و(2) بدوافع دينية، وسجلت فرنسا (7) هجمات بانخفاض نسبته 72% عن عام 2020.

 5ـ داعش أشدّ عنفاً أم طالبان؟

الاستنتاج الـ5 لمؤشر الإرهاب العالمي لعام 2022 أظهر أنّ تنظيم داعش جاء محلّ طالبان، باعتباره المجموعة الإرهابية الأكثر دموية في العالم في عام 2021.

 ولفت المؤشر إلى أنّ الجماعات الإرهابية الـ4 المسؤولة عن أكبر عدد من القتلى في عام 2021 كانت: تنظيم "داعش"، وحركة "الشباب"، و"طالبان"، وجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، مشيراً إلى أنّ تلك الجماعات الـ4 مسؤولة عن (3364) حالة وفاة بسبب الإرهاب، أي ما يمثل 47% من إجمالي الوفيات في عام 2021.

 وقد سجّل تنظيم داعش والجماعات التابعة له، تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان، وولاية سيناء، وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا، أكبر عدد من الهجمات والوفيات بين أيّ جماعة إرهابية في عام 2021، وأسفرت هجماتها عن وفيات تمثل 29% من جميع الوفيات الناجمة عن الإرهاب على مستوى العالم في عام 2021.

 وفي 2021 وقع أسوأ هجوم، عندما فجّر انتحاري من تنظيم الدولة الإسلامية قنبلتين في مطار كابل الدولي في أفغانستان؛ ممّا أسفر عن مقتل (170) شخصاً وإصابة أكثر من (200).

 

مؤشر الإرهاب العالمي: أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تمثل 48% من إجمالي الوفيات العالمية بسبب الإرهاب.

 

 وكانت الجماعة الإرهابية الأكثر فتكاً في العالم هي ولاية غرب أفريقيا التابعة لتنظيم داعش، حيث بلغ متوسط كلّ هجوم في النيجر (15) حالة وفاة.

 أمّا جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، النشطة في منطقة الساحل، فهي المنظمة الإرهابية الأسرع نموّاً في العالم، وكانت مسؤولة عن (351) حالة وفاة في عام 2021، بزيادة قدرها 69%.

 6ـ حرب أوكرانيا... هل تؤدي إلى زيادة الإرهاب؟

الاستنتاج الـ6 والأخير للمؤشر رجّح أن يؤدي الصراع في أوكرانيا إلى زيادة الإرهاب التقليدي والإرهاب الإلكتروني، زاعماً أنّه "من المرجح أن تشهد أوكرانيا تصعيداً في الإرهاب".

 في أزمة 2014، حين ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم، سجلت أوكرانيا (69) هجوماً إرهابياً، وفقاً للمؤشر الذي وصف الهجمات السيبرانية على أنّها "إرهاب سيبراني".

 وقال المؤشر: إنّ "من دواعي القلق الشديد الآثار غير المباشرة للإرهاب السيبراني على البلدان الأخرى"، وزعم أنّ روسيا شنّت هجمات إلكترونية على العديد من الدول، "بالإضافة إلى الهجمات الإلكترونية على أوكرانيا".

 ورجّح المؤشر ارتفاع "تهديد الإرهاب السيبراني عالمياً، جنباً إلى جنب مع تصاعد الصراع في أوكرانيا"، مضيفاً: "من المرجح أن يؤدي الصراع في أوكرانيا إلى عكس المكاسب في روسيا وأوراسيا، اللتين سجلتا تحسّناً كبيراً في مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2021، تليهما أمريكا الشمالية".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية