التايمز البريطانية: تركيا تقصف المسيحيين في الشمال السوري... تفاصيل

التايمز البريطانية: تركيا تقصف المسيحيين في الشمال السوري... تفاصيل


04/10/2021

أفاد تحقيق ميداني أجرته جريدة التايمز البريطانية أنّ المسيحيين في منطقة "وادي الخابور"  (المستمد اسمه من نهر بالشمال السوري)، ممّن اعتقدوا أنّ معاناتهم انتهت بسحق التنظيم "الداعشي" المتطرف، كانوا مخطئين، فبعد 3 أعوام من سقوطه يتم قصفهم من جديد، إلى درجة أنّ 32 قرية مسيحية ممتدة على ضفتي النهر أصبحت مهجورة، ولم يبقَ فيها إلا عدد قليل من رجال بمنتصف العمر، يحملون رشاشات "كلاشنيكوف" قديمة، وتبدو على منازلهم آثار القصف بوضوح، من مهاجم مختلف هذه المرة، هي تركيا العضو بحلف الناتو، لذلك أصبحت كنائسهم مغلقة، والكهنة رحلوا، والشوارع فارغة.

وقالت الصحيفة، بحسب ما نقله موقع العربية: إنّ تركيا تشن حرباً في الشمال الشرقي السوري "غير مفهومة تقريباً للعالم الخارجي بأسره، لكنها حظيت بطريقة ما بدعم دونالد ترامب حين كان رئيساً للولايات المتحدة"، على حد ما كتب مراسل الصحيفة Richard Spencer الذي تحدث إلى سوري كان يقف مع ابن أخيه عند مدخل قرية "تل طويل" الملتصقة تقريباً بقرية "أم وغفة" على ضفة النهر، فذكر أندريوس زيابدو، البالغ 60 عاماً، أنّ القريتين أصبحتا خاليتين من النساء والأطفال، "فقد نقلناهم بعيداً" كما قال.

"تل طويل" تعرضت الشهر الماضي، قرب كنيستها بشكل خاص، لقصف متكرر من قوات تركية قريبة 3 كيلومترات تقريباً، فسقطت 5 قذائف عليها

السبب أنّ "تل طويل" تعرّضت الشهر الماضي، قرب كنيستها بشكل خاص، لقصف متكرر من قوات تركية قريبة 3 كيلومترات تقريباً، فسقطت 5 قذائف عليها، منها واحدة أصابت منزل جار له، كنيته أبو كارلوس "كان نائماً مع أطفاله وزوجته حين سقطت القذائف فوقهم مباشرة، لكنهم خرجوا سالمين"، مع ذلك كان أبو كارلوس آخر من غادر وعائلته القرى التي لم يبق فيها سوى رجال 7 عائلات فقط للدفاع عنها، من أصل سكان كانوا 1300 تقريباً قبل عقد من الزمن، ونجد في فيديو عرضته "العربية.نت" معاناة السكان المسيحيين في قرية قريبة من "تل طويل" بريف محافظة الحسكة، هي "تل تمر" التي نزح 95% من سكانها تقريباً.

وقد ورد في تحقيق الصحيفة أيضاً أنّ  الطوائف المسيحية بسوريا والعراق نجت من مذابح طائفية شاملة، ارتكبها النظام السوري وتنظيم "داعش" وقوى أخرى في الدولتين، لكنها ما تزال تشعر بالتهديد نفسه، وهي طوائف معظمها من أصل آشوري، يتحدث أبناؤها إحدى لهجات الآرامية، لغة السيد المسيح، ويتبعون طقوساً مستقلة عن الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية، وكان 20 ألفاً منهم أصبحوا في هذه المنطقة لاجئين بالفعل زمن المذابح العثمانية للمسيحيين في الحرب العالمية الأولى، ثم جاءهم التهديد حالياً من تركيا.

وحدث في 2015 ما جعل التاريخ يكرر نفسه، حين أحبط قصف أمريكي محاولات "داعشية" لغزو مدينة "كوباني" الكردية، الواقعة على الحدود مع تركيا، فحوّل "الدواعش" انتباههم شرقاً، واقتحموا مدينتي القامشلي والحسكة السوريتين، مارّين بقرى "وادي الخابور" في طريقهم، واستولوا على 9 منها في غارات ليلية، انتهت باحتجازهم 230 من سكانها، وحصولهم على مئات آلاف الدولارات فدية لإطلاق سراح كل منهم.

وكانت الطوائف المسيحية تشعر بخطر الانقراض، حتى في أوقات السلم، حيث كانت بعض الدول الغربية تعطي الأولوية لأبنائها في منح التأشيرات، وهو ما زاد مع بداية الصراعين السوري والعراقي، حتى أصبح للآشوريين جاليات كبيرة في كندا والسويد وأستراليا والولايات المتحدة، ثم أدى غزو "داعش" لمناطق العيش المسيحي بالعراق، ومن بعده التركي في 2019 للشمال السوري، إلى زيادة الرحيل عن تلك المناطق، فأصبحت تلك الطوائف مهددة بالانقراض من دولة مجاورة هذه المرة، هي تركيا التي مضت قواتها منذ عامين إلى الشمال الشرقي السوري بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، ومن دون إنذار مسبق، أنه سيسحب القوات الأمريكية منها، وفاء لتعهد قطعه أثناء حملته الانتخابية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية