ليبيا: هل تجند حكومة الوفاق المهاجرين في حربها ضد الجيش الوطني؟

ليبيا: هل تجند حكومة الوفاق المهاجرين في حربها ضد الجيش الوطني؟


09/06/2019

اتهم الجيش الوطني الليبي، حكومة السراج بـ "تجنيد المهاجرين غير الشرعيين" لخوض حربها، عبر ما وصفته بالإغراءات المادية أو الإجراءات القسرية. متعهداً بالقضاء على "ما جلبه تنظيم الإخوان المسلمين، المتستر بحكومة الصخيرات وعصاباتها من أسلحة أو معدات أو مرتزقة".

وأعلن الجيش، أمس، تقدّم قواته ميدانياً في معارك تحرير العاصمة طرابلس على حساب الميليشيات الموالية لحكومة "الوفاق" التي يترأسها فائز السراج.

وأبلغ قائد محور عين زارة، التابع للجيش الوطني اللواء فوزي المنصوري، أنّه جرت أمس مناوشات لا تُذكر، لافتاً إلى أنّ "قوات الجيش غنمت 8 سيارات من الميليشيات المسلحة في محور مطار طرابلس الدولي المهجور"، وفق ما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط".

الإعلام الحربي التابعة للجيش يؤكد أنّ قواته تقدمت وأحكمت سيطرتها على مواقع وتمركزات للميليشيات

وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني إنّ قواته تقدمت وأحكمت سيطرتها على "مواقع وتمركزات للحشد الميليشياوي"، بعد تكبيده خسائر في الأرواح والعتاد.

وكان "الجيش الوطني" قد أعلن عبر غرفة عمليات "الكرامة" التابعة له أنّ منطقة غوط الشعال بطرابلس عانت أمس، من انقطاع التيار الكهربائي دام لمدة خمس ساعات مع انقطاع كلي لتغطية الاتصالات، ونزوح بعض عائلات منطقة "الكريمية" من بيوتهم بعد إعلان الميليشيات أنّ المنطقة منطقة عسكرية.

كما حذّر الجيش عناصر الميليشيات المسلحة من مواصلة حربها لقواته، وقال إنه يمنحها ما سمّاها الفرصة الأخيرة كي تستسلم وتلقي السلاح أو تقوم بتسليمه له.

وتحدث قادة عسكريون في "الجيش الوطني" عن مفاوضات غير معلنة تسعى إليها شخصيات قيادية في مدينة مصراتة غرب البلاد، مع قيادة الجيش لتفادي مواجهة عسكرية بين الطرفين، لكن لم تتضح ملامحها بعد. يأتي ذلك في وقت منعت حكومة السراج الصحافيين المحليين والأجانب من الدخول إلى مطار معيتيقة، حيث شكا هؤلاء من رفض سلطات المطار السماح لهم بالدخول دون أي تفسير رسمي.

في سياق آخر، نفى مسؤول رفيع في البيت الأبيض، أول من أمس، أن يكون الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بصدد لقاء المشير خليفة حفتر في واشنطن، وقال في تصريحات لقناة "الحرة" الأمريكية إنّ تلك الأنباء مجرد شائعات، وإن الأخبار عن تلقي حفتر دعوة من الرئيس الأمريكي غير صحيحة.

وتطابق هذا النفي مع تأكيد مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية لصحيفة "الشرق الأوسط" عدم وجود أي خطط لاجتماع مبرمج خلال الشهر الجاري في العاصمة الأمريكية واشنطن بين حفتر وترامب.

وأرسل 13 من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب رسالة، أمس، إلى وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يطالبون فيها بتوضيحات بشأن سياسة بلاده في ليبيا.

واعتبرت الرسالة أنّ القراءة العامة للمكالمة الهاتفية التي تمت بين ترامب وحفتر، منتصف شهر نيسان (أبريل) الماضي، أدت إلى عدم اليقين فيما يتعلق بالموقف الأمريكي. وطلبت الرسالة من الوزير بومبيو معالجة الالتباس حول سياسة الولايات المتحدة في ليبيا من خلال رفضه الواضح للهجوم العسكري وتعزيز عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وكان نائب السراج، أحمد معيتيق، قد أبلغ صحافيين خلال زيارة لواشنطن، أول من أمس، بأنّ الإدارة الأمريكية أكّدت له دعمها لحكومته، كما دعا واشنطن إلى الضغط على حلفائها العرب لوقف دعمهم للمشير حفتر.

 وقال: "قبل مجيئي إلى هنا كانت هناك شائعات كثيرة مفادها أنّ الولايات المتّحدة لا تدعم حكومتنا، أعود إلى دياري ومعي رسالة مختلفة، الولايات المتحدة تدعمنا بصفتنا الحكومة الليبية الشرعية".

حكومة السراج تقوم بـتجنيد المهاجرين غير الشرعيين عبر الإغراءات المادية أو الإجراءات القسرية

ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله: "لا نطلب من الولايات المتّحدة دعماً مالياً أو عسكرياً. ما نحن بحاجة إليه هو مساعدة دبلوماسية محدّدة". لكن وزارة الخارجية الأمريكية بدت حذرة، مكتفية بالدعوة إلى "الاستقرار" في ليبيا، وإلى "وقف إطلاق النار في طرابلس وجوارها"، وإلى استئناف المفاوضات بين السراج وحفتر.

من جهة أخرى، ندّدت الأمم المتحدة بما وصفتها بالظروف "المروّعة" في مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا التي تديرها حكومة الوفاق، مع وفاة عشرات منهم جراء إصابتهم بالسلّ ومعاناة مئات من الجوع بسبب قلة حصص الطعام بينما فُقد آخرون على ما يبدو.

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين روبرت كولفيل، أول من أمس: "نشعر بقلق بالغ حيال الظروف المروعة التي يُحتجز فيها المهاجرون واللاجئون في ليبيا"، موضحاً أنّ الأمم المتحدة زارت أخيراً مركز احتجاز الزنتان الذي يضم 654 لاجئاً ومهاجراً.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية