في أول أيام العصيان المدني.. هذا ما يحدث في السودان

أغلقت معظم المحال التجارية في الأسواق والأحياء السكنية في العاصمة السودانية الخرطوم أبوابها اليوم، وانتشرت قوات أمنية في الطرق الرئيسة ومداخل الجسور والمرافق الحيوية.

معظم المحال التجارية في الأسواق والأحياء السكنية في الخرطوم تغلق أبوابها

كما أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع؛ لمنع محتجين من إقامة متاريس في طرق رئيسية بمدينة الخرطوم، وفق ما أوردت شبكة الـ "بي بي سي".

وقال تجمّع المهنيين السودانيين: إنّ عدداً من العمال في البنوك والمطارات وشركة الكهرباء اعتقلوا وتعرضوا للتهديد قبيل العصيان المدني الذي أعلن عنه تحالف قوى الحرية والتغيير المعارض.

وحث التجمّع كافة العمال على البقاء في منازلهم اعتباراً من اليوم، كجزء من حملته لإجبار المجلس العسكري الحاكم على التنازل عن السلطة للمدنيين.

الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع لمنع محتجين من إقامة متاريس في طرق رئيسية بالخرطوم

وكان قادة الاحتجاج دعوا إلى عصيان مدني في جميع أنحاء البلاد، بعد اتهامهم للجيش بالمماطلة في نقل السلطة إلى إدارة مدنية.

وأشار تجمّع المهنيين السودانيين إلى أنّ العصيان لن ينتهي إلا بقيام حكومة مدنية بإذاعة "إعلان بيان تسلم السلطة" عبر التلفزيون السوداني.

وقال التجمع في بيان "العصيان هو الفعل السلمي القادر على تركيع أعتى ترسانة أسلحة في العالم"، داعياً "العاملين في كل المؤسسات والمرافق في القطاعين الخاص والعام إلى الانخراط في والتمسك الصارم بأدوات العصيان المدني الشامل والإضراب السياسي العام اعزازاً لدماء الشهداء وحمايةً لحياة زملائهم ووفاءً لنضالاتهم".

تجمع المهنيين السودانيين: العصيان المدني لن ينتهي إلا بقيام حكومة مدنية

وتأتي الدعوة بعد أيام من فض قوات الأمن بشكل عنيف لاعتصام نظّم منذ 6 نيسان (إبريل) الماضي أمام مقرّ الجيش في الخرطوم، بعدما توسعت حركة الاحتجاجات التي انطلقت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

ويقول مسعفون تابعون للمعارضة: إنّ 113 شخصاً قتلوا خلال فض الاعتصام يوم الإثنين الماضي وفي حملة أمنية أوسع أعقبت ذلك. بنما تقول الحكومة: إنّ عدد القتلى 61 بينهم ثلاثة من قوات الأمن، حسبما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء.

في غضون ذلك، قال مصدران في المعارضة السودانية: إنّ اثنين من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان اعتقلا في وقت مبكر من صباح أمس بعد فترة وجيزة من اجتماع عقد مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الذي كان يزور البلاد في محاولة للتوسط لحل أزمة تهدد الانتقال الديمقراطي.

اعتقال اثنين من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد اجتماع مع آبي أحمد

ويأتي اعتقال الأمين العام للحركة، إسماعيل جلاب، والمتحدث باسم الحركة، مبارك أردول، بعد ساعات من احتجاز قوات الأمن لمحمد عصمت أحد أعضاء وفد المعارضة بعد لقائه بآبي أحمد. ولم يعلق المجلس العسكري الانتقالي على أنباء الاعتقالات.

وحث آبي أحمد الحكام العسكريين والمعارضة المدنية في السودان على التحلي "بالشجاعة" في محاولة الاتفاق على خطوات الانتقال للديمقراطية بعد سقوط أكبر عدد من القتلى منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في نيسان (أبريل) الماضي.