مَن يقف مع إيران هو عدو للعرب

مَن يقف مع إيران هو عدو للعرب


11/06/2019

فاروق يوسف

في مقابل وحدة الصف على الجبهة الإيرانية التي تتألف من مجموعة من الميليشيات المسلحة، ليس مسموحا أن يحدث انقسام على الجبهة العربية التي صار واضحا أن إيران لا توجه صواريخها إلا في اتجاهها.
لقد توحد قطاع الطرق تقودهم إيران. يكفي ذلك الحدث للتعريف بـ"إيران" في ظل حكم الملالي كيانا لا يعترف بالقانون الدولي ولا بالعلاقات بين الدول ولا بحق الشعوب في أن تعيش بعيدا عن الاملاءات العقائدية التي تفرض بقوة سلاح الميليشيات.
وهكذا يمكن أن لا تعتبر إيران دولة. وهو ما يوجب على الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تطردها وتجردها من عضويتها. فهي كيان إرهابي ليس له محل بين الدول التي تحترم المعاهدات الدولية. ما فعلته إيران عبر أربعين سنة هي عمر نظامها الحالي يتناقض تماما مع المبادئ التي أنشئت المنظمة الدولية على أساسها. فهي عدوة السلام والأمن العالميين.
لذلك فإن الاصطفاف مع إيران هو نوع من الانحياز إلى الإرهاب. وهو ما صار واضحا بالنسبة للدول التي تعرف ما القانون الدولي. فإيران لا تدعم وتمول الجماعات الإرهابية فحسب، بل هي في حد ذاتها كيان قائم على عقيدة إرهابية وهو ما صار واضحا بالنسبة للمتعاطفين معها نكاية بالولايات المتحدة مثل روسيا والصين والهند. تلك دول تحرص على سمعتها.
اما الاتحاد الأوروبي فإنه كان يأمل في أن تستجيب إيران لشروطه من أجل أن يمد لها طوق نجاة مؤقتا، غير أنها فشلت في أن تخرج من اطارها العقائدي لتكون دولة يثق بها الآخرون.
في سياق كل تلك المعطيات فإن الواضح أن إيران تسعى إلى أن تفرض خيارها الوحيد على العالم. أن يصمت العالم عن رعايتها للإرهاب مقابل أن لا تطلق صواريخها على الجبهة العربية.
ما الذي يعنيه ذلك؟
تراهن إيران على ميليشياتها في العراق ولبنان وسوريا واليمن في تغيير ميزان القوى إذا ما وقعت الحرب بينها وبين الولايات المتحدة. وهو رهان لا يمكن التشكيك بمصداقيته، بسبب أن مصير تلك الميليشيات مرتبط بمصير إيران. فإذا ما هُزمت الأخيرة في أية حرب متوقعة فإن الميليشيات سينتهي أمرها.
وبغض النظر عما إذا قامت الحرب أو لم تقم فإن الميليشيات الإيرانية هي اليوم أكثر استعدادا لمواجهة النظام السياسي العربي من الداخل. لا يقف بينها وبين ذلك الهدف موقف هذه الدولة أو تلك. فما يهمها في سياق حربها العقائدية الملغومة بمفردات المشروع التوسعي الإيراني أن تُحكم سيطرتها على جزء من العالم العربي هو ذلك الجزء الذي صارت إيران تفاخر علنا بأنها وضعت اليد عليه.
لذلك فإن موقف البعض من العرب القائم على استرضاء إيران من خلال الدعوة إلى إبقاء أبواب الحوار مفتوحة معها سيكون بمثابة مسعى خبيث لإضعاف الجبهة العربية. أما التحجج بأن ذلك الموقف سيقود إلى ان تعيد إيران النظر في سياساتها العدوانية فإنه كذبة مفضوحة لا يمكن تسويقها في إطار التعنت الإيراني في رفض المفاوضات مع الولايات المتحدة.    
ما صار واجبا على مستوى تاريخي أن يكون هناك اجماع عربي ضد إيران، باعتبارها عدوا صريحا يمكن لوجوده في وضعه الحالي أن يشكل خطرا على السلام والأمن في العالم العربي. وهو ما يوجب على العرب أن يقفوا مع أي جهد عالمي لاحتواء إيران وتحجيمها والقضاء على ميليشياتها عن طريق الحرب أو عن طريق الحصار الاقتصادي.
لقد آن الأوان لكي تُنزع الأقنعة عن الوجوه. ففي مرحلة عصيبة مثل تلك التي يمر العرب بها ليس هناك متسع من الوقت للقبول بالمواقف الرمادية. فمَن يقف مع إيران هو عدو بالضرورة حتى وإن كان عربيا.

عن "ميدل إيست أونلاين"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية