تركيا وليبيا.. هل باتت الحرب وشيكة؟

تركيا وليبيا.. هل باتت الحرب وشيكة؟


01/07/2019

دمّر الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس، طائرة تركية مسيرة في قاعدة معيتيقة الجوية العسكرية، بالعاصمة طرابلس.

وقال قائد غرفة عمليات السلاح الجوي، اللـواء محمد منفور: إنّ "الطائرة التركية المسيرة من طراز «بيرقدار» كانت «مذخرة»، وتستعد لتنفيذ غارات جديدة على مواقع الجيش الليبي".

الجيش الليبي يدمّر طائرة تركية مسيَّرة في قاعدة معيتيقة كانت "مذخَّرة"، وتستعد لتنفيذ غارات جديدة

وفي سياق متصل، توقفت الملاحة الجوية، اليوم، في المطار المدني الوحيد العامل بالعاصمة الليبية، ويقع في معيتيقة أيضاً، وذلك بعد أنباء عن ضربة جوية.

وتوعّد المشير خليفة حفتر باستهداف المصالح التركية في ليبيا، متهماً أنقرة بتقديم الدعم العسكري لقوات حكومة، فائز السراج، التي يخوض ضدها معارك عسكرية واسعة في محيط طرابلس.

إلى ذلك، هددت تركيا،أمس، بأنّ قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، ستكون "هدفاً مشروعاً" ما لم تفرج عن ٦ أتراك، تقول أنقرة إنّهم محتجزون لدى القوات الليبية.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية؛ أنّ"اعتقال 6 من مواطنينا من قبل قوات ترتبط بحفتر هو بلطجة وقرصنة، ونتوقع الإفراج عن مواطنينا فوراً"، وأضاف البيان: "إذا لم يحدث ذلك، فسيصبح عناصر حفتر أهدافاً مشروعة".

ونقلت وسائل الإعلام التركية الرسمية،عن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قوله اليوم الأحد: إنّ "أيّة تهديدات من قوات حفتر سيتم الردّ عليها بقوة"، وإنّ تركيا اتخذت إجراءات لمنع أيّة هجمات.

وقال أكار: "نظراً لأننا نسهم في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، فإنّ أيّ تهديد، أو هجمات، سيكون ثمنها باهظاً، وسيتم الردّ بأشدّ الطرق وأكثرها فعالية".

تركيا تهدّد باستهداف قوات الجيش الوطني الليبي اذا لم تفرج عن ٦ أتراك تقول أنقرة إنّهم محتجزون لديها

وزعم أكار أنّ تركيا "تولي أهمية لوحدة أراضي ليبيا وسيادتها وسلام شعبها وسعادته، وروح المصالحة الوطنية في ليبيا"، وهو تصريح يتناقض مع حقيقة دعم طرف في الأزمة على حساب طرف آخر بالمال والسلاح.

وتأتي تهديدات أنقرة بعد أن أمرت قيادة الجيش الوطني الليبي بقصف السفن التركية التي تدخل المياه الليبية، ضمن إجراءات تستهدف وقف تدفق السلاح التركي على الميليشيات والجماعات المتطرفة في العاصمة طرابلس.

وألقت تركيا بثقلها في دعم حكومة الوفاق الوطني، في مواجهة هجوم تشنه القوات الليبية لتطهير طرابلس من الإرهاب، لكنّ تحذيرها الأخير واتهامها لقوات حفتر باحتجاز مواطنين أتراك يشير إلى أنّها تبحث عن المزيد من الذرائع لزيادة تدخلها في الشأن الليبي، وتأجيج الأزمة الراهنة.

وتدعم أنقرة جماعات الإسلام السياسي، ومن ضمنها إخوان ليبيا، المعادون للجيش الوطني الليبي، والرافضون لحلّ سياسي توافقي ينهي حالة الانقسام، ويوحّد مؤسسات الدولة التي تمزقها الصراعات منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي.

وقدمت أنقرة للسلطة في طرابلس، المدعومة من ميليشيات مسلحة، طائرات مسيرة وشاحنات وأسلحة في خرق واضح للقرارات الأمم المتحدة التي تحظر السلاح عن ليبيا.

ورداً على التهديدات التركية؛ أكد اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة الليبية، أمس؛ أنّ "القوات المسلحة مستعدة للوقوف في وجه أي تهديد".

وأشار المسماري إلى أنّ "تركيا تدعم جماعات إرهابية في ليبيا، كما أنّها تتدخل في شؤون المنطقة، وتهدّد الأمن الإقليمي."

ودعا إلى ضرورة اتخاذ موقف عربي تجاه هذه التهديدات، قائلاً: "على دول الجوار وجامعة الدول العربية اتخاذ موقف من التهديدات التركية".

ردّاً على التهديدات التركية المسماري يؤكّدأنّ القوات المسلحة مستعدة للوقوف في وجه أيّ تهديد

وكان قد كشف المسماري، أول من أمس، وثائق وأدلة قال إنّها تؤكّد الدعم التركي والقطري للمليشيات المسلحة في طرابلس، موضحاً أنّ "الجيش لن يتهاون مع هذا التدخل التركي والقطري".

وكان رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، قد أكّد، الأسبوع الماضي؛ أنّ "سبب الفشل في تسوية الأزمة الليبية هو التدخل الخارجي"، مشيراً،في الوقت ذاته، إلى أطراف خارجية تدعم الإخوان.

وقال حينها: إنّ "تنظيم الإخوان هو الذي انقلب على الشرعية؛ عندما أطلقوا عملية فجر ليبيا، التي دمرت المؤسسات والمنشآت الحيوية في البلاد".

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية