وفاة السبسي تخلط أوراق النهضة قبل الانتخابات

وفاة السبسي تخلط أوراق النهضة قبل الانتخابات


29/07/2019

بعد وفاة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أول رئيس منتخب بشكل حر وديمقراطي والذي ساعد في قيادة الانتقال الديمقراطي بالبلاد بعد انتفاضة 2011، بدا الحديث عن مستقبل المشهد السياسي في ظل التغيرات الحاصلة خاصة تغيير موعد الانتخابات الرئاسية وفترة الحملات الانتخابية.

وبينما عبر البعض عن ثقتهم في الهيئات الحكومية الحالية، قائلين إن الانتقال السلس جاري بالتأكيد، عبر آخرون عن قلقهم من مستقبل مجهول، معبرين عن أملهم في استمرار الاستقرار.

وفي خضم هذه المخاوف على مستقبل العملية السياسية في تونس تظهر حركة النهضة مرتبكة خاصة وان المواعيد الانتخابية تغيرت بعد وفاة الرئيس في وقت تتحدث فيه الحركة عن قدرتها على التعبئة قبل فترة من الحملة الانتخابية.

وكان مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات صادق مؤخرا على رزنامة الانتخابات الرئاسية المبكرة، حيث سيتم قريبا نشرها في الجريدة الرسمية.

ونقلت وكالة تونس أفريقيا للأنباء الرسمية الأحد عن فاروق بوعسكر، نائب رئيس الهيئة قوله أنه تم اقتضاب الآجال في الرزنامة التي وضعتها الهيئة، وخاصة في آجال الطعون في الترشحات التي تم اختصارها تقريبا الى النصف، وكذلك في فترة الحملة الانتخابية التي تم تقليصها من 22 يوما إلى 13 يوما.

وقال فاروق بوعسكر ان الاجتماع الذي ستعقده هيئة الانتخابات صباح بعد غد الثلاثاء مع الأحزاب السياسية يهدف إلى إطلاعها على الرزنامة الجديدة مفصلة، وتوضيح الأوضاع الدستورية والقانونية التي جعلت الهيئة تختار موعد 15 أيلول/سبتمبر من ضمن تواريخ أخرى لإجراء الانتخابات.

كما سيتم خلال الاجتماع توضيح إجراءات الترشح للانتخابات الرئاسية استعدادا لفترة قبول الترشحات التي ستكون وفق الرزنامة بداية من 2 إلى 9 آب/أغسطس القادم.

وكانت الهيئة أعلنت تقديم موعد الانتخابات الرئاسية إلى يوم 15 أيلول/سبتمبر بدلا من يوم 17 تشرين ثان/نوفمبر إثر وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي فيما تم الإبقاء على موعد الانتخابات التشريعية المقررة في السادس من تشرين أول/أكتوبر المقبل.

وقبل ان يوارى الرئيس التونسي الثرى بعد جنازة مهيبة بحضور دولي لافت أطلق قادة النهضة تصريحات تشير الى تطلعاتهم في السيطرة على منصب الرئاسة.

ونقلت "الجزيرة نت" عن رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني قوله الجمعة ان الحركة ستناقش كل الخيارات على ضوء وفاة الرئيس من بينها ترشح الغنوشي للانتخابات الرئاسية.

ورغم ان الغنوشي لا يحظى بشعبية في الأوساط التونسية حيث ان جميع استطلاعات الراي تضعه في مراتب متأخرة إلا ان إصرار الحركة على ترشيحه للتشريعية على قائمة تونس1 وما خلفه من انقسامات داخل الحركة ثم الحديث عن إمكانية ترشيحه للرئاسية تشير إلى ان النهضة مهتمة كثيرا بوضع يدها على منصب الرئيس.

وكانت النهضة منحت قواعدها حرية الاختيار بين الرئيس الحالي قائد السبسي والسابق المنصف المرزوقي في الانتخابات لسنة 2014 رغم ان الغنوشي أعلن انه انتخب السبسي.

ويرى مراقبون ان النهضة ستجد نفسها امام فرصة سانحة لمزيد من السيطرة على المشهد السياسي الحالي خاصة مع تنامي الانقسامات بين التيارات التقدمية والاحزاب الحداثية "ازمة نداء تونس" وفي داخل الاحزاب اليسارية خاصة مع ما تشهده الجبهة الشعبية احد اهم احزاب المعارضة من انشقاقات.

وكان الرئيس الراحل قائد السبسي لعب دورا كبيرا في 2014 لتوحيد صفوف التيارات التقدمية في مواجهة تغول النهضة وبالتالي تحقيق توازن في المشهد السياسي حيث كان قادرا على توحيد صفوف التونسيين بشخصيته المرتبطة بارث بورقيبة وبنجاحه في ادارة الفترة الانتقالية بعد ثورة 2011.

وكانت النهضة اتهمت من قبل عدد من النواب بمحاولة الانقلاب على الرئيس والمشهد السياسي عامة.

واتهم القيادي في الحركة ونائب رئيس مجلس الشعب بمحاولة الانقلاب على رئيس البرلمان والسيطرة على منصب الرئاسة اثر تعرض الرئيس الراحل لوعكة صحية قبل أسبوعين لكن النهضة نفت تلك التهم.

ونفي حركة النهضة التهم الموجهة اليها بالتخطيط للانقلاب على المشهد السياسي قبل وفاة الرئيس لا ينفي تطلعها لمنصب الرئاسة وبسط نفوذها مستغلة حالة الارتباك في الساحة السياسية.

وكانت عدد من الأحزاب الحداثية في تونس دعت الى توحيد صفوفها لاستعادة ارث الباجي قائد السبسي الذي كان سببا في تحقيق التوازن بعد فوز حزبه نداء تونس بالتشريعية في انتخابات 2014 إضافة الى الفوز بالرئاسية.

وقال نجل الرئيس الراحل حافظ قائد السبسي في تدوينة بصفحته الرسمية على الفايسبوك "ان وصاية والده كانت أن يظل الشعب التونسي متماسك و موحد ".

ووصف الامين العام لحزب مشروع تونس محسن مرزوق في تصريح لقناة خاصة ان السبسي انقذ البلاد مرتين وعلينا الحفاظ على ارثه بحماية المسار الحداثي والبورقيبي من خلال توحيد صفوف التيارات التقدمية والتمسك بتونس المدنية.

عن "ميدل إيست أونلاين"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية