أمن الملاحة في الخليج: بريطانيا تنضم لأمريكا "دون تغيير في النهج"

الخليج العربي

أمن الملاحة في الخليج: بريطانيا تنضم لأمريكا "دون تغيير في النهج"


06/08/2019

كما كان متوقعاً، انحازت لندن بصراحة إلى تحالف تقوده واشنطن يستهدف تشكيله ضمان أمن عبور الناقلات في مضيق هرمز والخليج وبحر العرب وباب المندب. في المقابل، رفضت برلين المهمة الأمنية التي تقودها أمريكا، في مؤشر إلى برود متنامٍ في العلاقات الأمريكية-الألمانية كان عكسه بوضوح مقال نشره وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في آب (أغسطس) 2018، في صحيفة "هاندلسبلات"، تحت عنوان "لن نسمح للولايات المتحدة بالمرور فوق رؤسنا".
وقالت بريطانيا أمس الإثنين إنّها ستنضم إلى مهمة بحرية أمنية بقيادة الولايات المتحدة في الخليج لحماية السفن التجارية التي تعبر مضيق هرمز، فيما أكدّ وزير الخارجية الألماني أنّ بلاده لن تنضم للمهمة الأمريكية.

اقرأ أيضاً: لماذا لم تنضج مساعي واشنطن بشأن مضيق هرمز حتى الآن؟
وباتت حركة مرور ناقلات النفط عبر المضيق محور مواجهة بين واشنطن وطهران، وانجرّت بريطانيا إلى تلك المواجهة أيضاً، فيما عزّزت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الخليج منذ أيار (مايو) 2019، وفقاً لوكالة "رويترز" للأنباء.
وفي الشهر الماضي احتجز الحرس الثوري الإيراني الناقلة البريطانية "ستينا إمبرو" قرب مضيق هرمز؛ بزعم أنّها ارتكبت مخالفات بحرية. وجاء ذلك بعد أسبوعين من احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق؛ متهمة إياها بانتهاك العقوبات على سوريا.

اقرأ أيضاً: 3 أسئلة مثيرة حول الهجمات الأخيرة في خليج عُمان
ونقلت "رويترز" عن وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، قوله للصحفيين "بريطانيا عازمة على ضمان حماية عمليات الشحن الخاصة بها من التهديدات غير القانونية، ولذلك السبب ننضم اليوم إلى مهمة بحرية أمنية جديدة في الخليج".
وأضاف "نتطلع إلى العمل مع الولايات المتحدة وآخرين لإيجاد حل دولي للمشكلات في خليج هرمز".

 العمل مع الولايات المتحدة وآخرين لإيجاد حل دولي للمشكلات في خليج هرمز

وتنشر بريطانيا حالياً المدمرة دنكان والفرقاطة مونتروز في الخليج لمرافقة السفن التي تحمل العلم البريطاني في المضيق. وقال مسؤولون بريطانيون إنّ المدمرة والفرقاطة رافقتا 47 سفينة حتى الآن.
وهددت إيران بوقف كل الصادرات عبر المضيق الذي يمر منه خُمس النفط العالمي، إذا استجابت الدول الأخرى إلى الضغط الأمريكي لوقف شراء النفط الإيراني، بحسب وكالة "رويترز".
الخارجية البريطانية: لا تغيير على نهجنا
ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، تأكيده أنّ الخطوة  البريطانية الأخيرة ينبغي أنْ تُفهم كالتالي:
1. أنّها لا تمثل تغييراً في النهج البريطاني إزاء إيران، وأنّ لندن ستظل ملتزمة العمل مع إيران للحفاظ على الاتفاق النووي المبرم في 2015 مقابل رفع العقوبات عن طهران.

اقرأ أيضاً: 10 نقاط أساسية بشأن تحالف هرمز - باب المندب
2. وفي توضيح أكثر لكلام الوزير قال مصدر أمني بريطاني، تضيف "رويترز"، إنّ المهمة الجديدة ستركز على حماية أمن الملاحة، وإنّ بريطانيا لن تنضم إلى العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران.
وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب

برلين: نريد مهمة أوروبية
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أمس أنّ ألمانيا لن تنضم لمهمة بحرية بقيادة الولايات المتحدة في مضيق هرمز.
وأضاف ماس أنّ برلين تفضل مهمة أوروبية، لكنه حذر في الوقت نفسه من صعوبة إحراز تقدم في هذا الصدد.

انحازت لندن لتحالف تقوده واشنطن يستهدف تشكيله ضمان أمن عبور الناقلات بمضيق هرمز والخليج وبحر العرب وباب المندب

وقال ماس للصحافيين، كما ذكرت "الشرق الأوسط": "في الوقت الحالي يفضل البريطانيون الانضمام إلى مهمة أمريكية. نحن لن نفعل ذلك". وتابع "نريد مهمة أوروبية"، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر مطروح، لكنه سيستغرق وقتاً لإقناع الاتحاد الأوروبي بالقيام بمثل هذه المهمة.
وكانت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية قالت، في وقت سابق أمس، إنّ المستشارة أنجيلا ميركل والحكومة بكاملها لا تفكران حالياً في مشاركة برلين في مهمة بحرية بقيادة واشنطن في مضيق هرمز.
وأضافت المتحدثة في مؤتمر صحافي: "لا تفكر المستشارة في المشاركة بمهمة تقودها الولايات المتحدة في الوضع الراهن والوقت الحالي. الكل في الحكومة الألمانية متفق على هذا".
يذكر أنّ ألمانيا، وفق "الشرق الأوسط"، كانت تقدّم قدماً وتؤخر أخرى في ظل خطتين؛ بريطانية وأمريكية، لإقامة تحالف دولي يهدف إلى ضمان أمن الملاحة في الممرات الإستراتيجية للطاقة بمنطقة الشرق الأوسط. وأكدت ألمانيا عقب احتجاز السفينة البريطانية في مضيق هرمز تضامنها مع حليفتها لندن، وقالت برلين ولندن إنهما تنسقان إلى جانب باريس التحركات تجاه الخطوة الإيرانية.
العلاقات الأمريكية الألمانية تعاني جرّاء تباينات شديدة بين الطرفين في ملفات عدة

تباينات شديدة
ومن الواضح أنّ العلاقات الأمريكية ــ الألمانية تعاني حقيقةً؛ جرّاء تباينات شديدة بين الطرفين في ملفات عدة، كما يقول الكاتب المصري، أحمد الصيّاد، في مقال نشرته صحيفة "الحياة"، ويمكن إيجاز أهمها في:
♦ الملف النووي الإيراني، وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي (5+1)، وما نتج عنه من تداعيات أفضت إلى رفض ألماني للمشاركة في تحالف تقوده واشنطن لحماية الملاحة الدولية في مضيق هرمز.
♦ الانتقادات الأمريكية القاسية لخط "نورث ستريم 2" الغازي الواصل بين روسيا وألمانيا.
♦ تمويل موازنة "حلف شمال الأطلسي".
♦ السياسات الحمائية التي يتبعها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مواجهة حلفائه في أوروبا.

اقرأ أيضاً: لماذا يحمل مضيق هرمز كل هذه الأهمية؟
ويشير الصياد إلى مقال نشره وزير الخارجية الألماني ماس، في آب (أغسطس) 2018، في صحيفة "هاندلسبلات"، حمل عنواناً شديد البلاغة؛ "لن نسمح للولايات المتحدة بالمرور فوق رؤسنا". غير أنّ ماس، كما يقول التلفزيون الألماني "دويتشه فيله"، يدرك تماماً أهمية العلاقات الأمريكية - الألمانية، ويعلم أنّه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أمّنت الشراكة بين أمريكا وألمانيا مرحلة فريدة من السلام والاستقرار، تجلت أبرز نتائجها في الازدهار الاقتصادي الألماني.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية