العبء "الإخواني" على الرعاة

العبء "الإخواني" على الرعاة


29/08/2019

حمد الكعبي

هل بات «الإخوان» عبئاً سياسياً ثقيلاً على الرعاة في الإقليم، ولا سيما في محطتي الهروب والاختباء التركية والقطرية، بعد تزايد الانسحابات من الجماعة، والتعبيرات الشبابية الغاضبة داخل قواعد «الإخوان» من مركزية القرار لدى قياداتهم الهاربة، والاستئثار بمزايا ضيافة الداعمين، وما إلى ذلك من صفقات ومصالح تجارية، في إطار بيع الوظائف والأدوار وشرائها.

الواقع، أن أصواتاً عالية ومسموعة في تركيا وأوروبا والعالم العربي بدأت فعلاً في تقليب ملف حضور «الإخوان» في الدول الراعية، وإحصاء مقدار الخسارات، والفرص السياسية والاقتصادية الضائعة، جراء إيواء أشخاص مدرجين على معظم قوائم الإرهابيين في المنطقة والعالم، وما يتبع ذلك من سمعة سيئة وفقدان ثقة في المجتمع الدولي.
العبء «الإخواني» على تركيا واضح، ولا تخفيه أحاديث السياسيين. الشهر الماضي، نصح زعيم المعارضة في البرلمان التركي كمال كيلتشدار أوغلو بلاده بـ«التخلص من الإخوان»، وخاطب رجب طيب أردوغان، بصفته الحليف الأول للجماعة، بأنه «إذا أرادت أنقرة ألا تخسر في السياسة الخارجية، فعليها التخلي عن الإخوان، والتصالح مع مصر».
هذا جزء من تيار داخل الحياة السياسية التركية، يرى بأن أردوغان أضر بمصالح تركيا مع العالم العربي وأوروبا، عندما وفّر بعد 2011 ملاذاً آمناً لقيادات إخوانية في بلاده، ورأى كثيرون في هزيمة مرشح حزب «التنمية والعدالة» في بلدية إسطنبول مؤخراً، تعبيراً آخر عن سخط شعبي على أردوغان،

ورفضاً لدعمه «الإخوان»، والمقامرة بتاريخ من العلاقات الاقتصادية والسياسية مع دول عربية مناوئة لمشروع «الإخوان»، وفي مقدمتها الإمارات والسعودية ومصر.
أوروبياً، فإن قطر وتركيا ليستا في وضع أفضل. فالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كرر في الأشهر الأخيرة تحذيره من انتشار الجماعات المتطرفة في القارة العجوز. وقد أشار قادة أوروبيون إلى العلاقة الحميمة بين «الإخوان» وأنقرة، الطامحة إلى مكان تحت مظلة الاتحاد الأوروبي، فيما باتت الدوحة، تدرك أن متانة خيوطها مع «الإخوان» تعني ضعفاً وتراخياً في أي خيط لها مع أوروبا، في وقت يضعها الإعلام الدولي في دائرة الشكوك، والاتهامات المباشرة برعاية التطرف، كما حدث في اتهامها بتدبير هجوم إرهابي على ميناء بوصاصو الصومالي، والتي كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» مؤخراً.
إزاء ذلك، فإن الشبكة التنظيمية لـ«الإخوان» ستشهد مزيداً من التفكك والتراخي، وفي الطريق ستتكاثر الخلايا المنتشددة الخارجة منه، وتزداد الأعباء على الرعاة.

عن "الاتحاد" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية