كيف تحاول الإمارات تطوير القدرات السيادية في الأمن والاقتصاد؟

الإمارات

كيف تحاول الإمارات تطوير القدرات السيادية في الأمن والاقتصاد؟


25/11/2019

في الوقت الذي تشق فيه دولة الإمارات العربية المتحدة طريقها لتطوير معدات عسكرية مزوّدة بتكنولوجيا عالية؛ لتمنحها سيطرة على القدرات الدفاعية الحساسة وتقلل اعتمادها على الواردات، سجلت القوات المسلّحة الإماراتية، صفقات بقيمة 18.02 مليار درهم خلال معرض دبي للطيران، الذي اختتم الخميس الماضي نسخته لعام 2019، بعد فعاليات دامت خمسة أيام.

اقرأ أيضاً: الإمارات تفوز بعضوية المجلس التنفيذي لـ"اليونسكو"
ويقول تقرير نشرته وكالة "رويترز" للأنباء إنّه "تحسباً لأي تهديدات من إيران، وبدافع من القلق إزاء تحركات بعض الحلفاء بشأن مبيعات الأسلحة، تُعيد الإمارات تشكيل صناعة عسكرية ينظر إليها بالفعل على أنّها الأكثر تطوراً في المنطقة".
وتمّ تجميع شركات الدفاع الحكومية في الإمارات تحت مظلة شركة (إيدج)، وهي مجموعة قيمتها خمسة مليارات دولار تقود تطوير الأسلحة المتقدمة للجيش. وقد ظهرت هذه الطموحات، وفق "رويترز"، في معرض دبي للطيران الأسبوع  الماضي؛ حيث سلّم الجيش لشركة تابعة لإيدج عقداً بقيمة مليار دولار لصنع صواريخ موجّهة.
تطوير معدات عسكرية مزوّدة بتكنولوجيا عالية

مسائل السيادة
وقال الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب في مجموعة إيدج، فيصل البناي، لـ"رويترز"، إنّ الإمارات تريد، شأنها شأن كثير من الدول أن تكون لها السيادة فيما يتعلق بقدرات حساسة معينة.

اقرأ أيضاً: وزير إماراتي يفسّر أسباب استثمار بلاده في الذكاء الاصطناعي.. ماذا قال؟
وفي اليوم الرابع من المعرض، كشفت القوات المسلّحة الإماراتية عن نيّتها شراء 24 طائرة من طراز B 250، بقيمة 2.273 مليار درهم، لدعم القوات الجوية والدفاع الجوي من شركة كالدس CADUS الإماراتية، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية "وام". ووقعت وزارة الدفاع الإماراتية، عقداً مع شركة "إم.بي.دي.إيه" الفرنسية، يتضمن صيانة ذخائر طائرات ميراج 2000 المقاتلة. وأظهر عرض توضيحي قدمه مسؤولون بوزارة الدفاع، على هامش معرض دبي للطيران، أنّ الإمارات منحت شركة "إم.بي.دي.إيه" الفرنسية عقداً بقيمة 1.28 مليار درهم (350 مليون دولار)، وفقاً لوكالة "رويترز".

تحسباً لأي تهديدات من إيران تُعيد الإمارات تشكيل صناعة عسكرية ينظر إليها بالفعل على أنّها الأكثر تطوراً في المنطقة

وأعلن مجلس التوازن الاقتصادي الإماراتي (توازن)، المتخصص في الصناعات الدفاعية والأمنية، في السادس عشر من الشهر الجاري أن شركتي "إم.بي.دي.إيه" و"داسو" للطيران الفرنسيتين تعتزمان فتح مركز لهندسة الصواريخ ومركز لاختبارات الطيران في الإمارات. وأعلن توازن في بيان، بحسب وكالة "رويترز"، أنّه سيوقع اتفاقاً مع "إم.بي.دي.إيه" لإنشاء أول مراكز الشركة لهندسة الصواريخ في المنطقة. وأضاف أنّ المركز سيؤسس المعرفة في مراحل ما قبل التطوير والتطوير وهندسة نظم الأسلحة.
وأشارت الوكالة إلى أنّ تاريخ صناعة الدفاع في الإمارات العربية المتحدة يعود إلى عقدين من الزمن، وتم بناؤها من خلال مشاريع مشتركة وبرامج لنقل التكنولوجيا. ويخضع كثير منها الآن لإيدج، التي تصنع طائرات مسيرة وذخيرة صغيرة وتوفر الصيانة.

اقرأ أيضاً: الإقامة في الإمارات حلم الشباب العربي.. لماذا؟
وفي إطار توسيع خياراتها من المشتريات الدفاعية، "تحتفظ دولة الإمارات بعلاقات وثيقة مع الصين وروسيا وتواصل شراء الأسلحة منهما"، وفق وكالة "رويترز".
ونقلت الوكالة عن وكيل وزارة الدفاع الإماراتية المساعد للخدمات المساندة، عبد الله الهاشمي، قوله إنّ القدرات السيادية "ضرورة" للأمن والاقتصاد.
مواجهة التهديدات
وتشير "رويترز" إلى أنّ سلسلة هجمات وقعت في منطقة الخليج خلال الصيف الماضي، وأنحت الولايات المتحدة باللائمة فيها على إيران، سلّطت الضوء على تهديدات جديدة لأمن دول الخليج. ونفت طهران أي دور لها في تلك الهجمات.

جان لو سمعان: هذه خطوة إماراتية باتجاه مزيد من الاستقلال الإستراتيجي فيما يتعلق بالسياسات الخارجية والدفاعية

ولحقت أضرار بناقلات نفط قبالة سواحل دولة الإمارات، وأوقف سرب من الطائرات المسيرة والصواريخ مؤقتاً نصف إنتاج السعودية من النفط في هجوم في أيلول (سبتمبر) على منشأتي لشركة أرامكو في بقيق وخريص.
وقال البناي، بحسب "رويترز"، إنّ شركة إيدج يمكنها تطوير تكنولوجيا الطاقة الموجهة، التي يمكن استخدامها في التصدي لتهديد الطائرات المسيرة.
وتطلق أسلحة الطاقة الموجهة طاقة مركزة في شكل أشعة ليزر، أو موجات متناهية الصغر (ميكروويف) أو أشعة كهرومغناطيسية، أو موجات لاسلكية، أو حزم صوتية أو حزم جسيمات.
وتريد إيدج البناء على المشاريع المشتركة التي طورت صناعة الدفاع في البلاد، وهي تضع عينها أيضاً على التصدير.
من معرض دبي للطيران 2019

مزيد من الاستقلال الإستراتيجي
وقال روبرت موجييلنسكي، وهو باحث مقيم في معهد دول الخليج العربية ومقره واشنطن، "لا يؤمن الإماراتيون بأنهم يستطيعون تحقيق ربح في هذا المجال وحسب، بل إنهم كذلك متأهبون جيداً لإدراك التهديدات الإقليمية ومواجهتها".
ومن المتوقع، كما تذكر "رويترز"، أنْ تنفق الإمارات 17 مليار دولار على الدفاع في العام المقبل، حسبما تقول شركة "تيل" لتحليل شؤون الدفاع ومقرها الولايات المتحدة، ارتفاعاً من 14.4 مليار دولار في عام 2014 عندما كشفت الحكومة عن حجم الإنفاق آخر مرة. وتقود أبوظبي، وهي الإمارة الرئيسية المنتجة للنفط، تطوير الصناعة في البلاد.

اقرأ أيضاً: الإمارات وتكنولوجيا الدفاع... لماذا هي حالة مفيدة للدراسة؟
وقال جان لو سمعان، وهو أستاذ مشارك في كلية الدفاع الوطني في الإمارات، إنّ هذه ليست خطوة لتنويع الاقتصاد القائم على النفط فحسب، بل تمضي أيضاً باتجاه "مزيد من الاستقلال الإستراتيجي فيما يتعلق بالسياسات الخارجية والدفاعية".
منصة عالمية تتميز بالصفقات المباشرة
وقال نائب المدير التنفيذي للجنة العسكرية المنظمة لمعرض دبي للطيران 2019، اللواء الركن طيار إسحاق صالح محمد البلوشي، إن ما يميز معرض دبي الدولي للطيران عن غيره من المعارض هو إعلان الصفقات مباشرة، لافتاً إلى أنّ هناك إستراتيجية واضحة لتوسعة وتطوير معرض دبي للطيران خلال الدورات المقبلة؛ نظراً للطلب المتزايد من قبل الشركاء من حول العالم للمشاركة في هذا الحدث الدولي المؤثر في قطاع الطيران.
وقال، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، إنّ المعرض شهد مشاركة طائرات لأول مرة؛ منها طائرات  c2 اليابانية، بالإضافة إلى مقاتلات  F22 وF35  وغيرها من الطائرات الحديثة المزودة بأحدث التكنولوجيا، مشيراً إلى أنّ معرض دبي الدولي للطيران أصبح منصة عالمية للتعرف من خلالها على رؤية أفضل وأحدث التطورات والابتكارات والتقنيات الناشئة، والتقنيات والخدمات المتعلقة بصناعة الطيران على مستوى العالم.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية