طبيب يتطوع لعلاج ضحايا الإرهاب في سيناء مجاناً

طبيب يتطوع لعلاج ضحايا الإرهاب في سيناء مجاناً


02/01/2018

جسّد طبيب مصري في إحدى المستشفيات في شمال سيناء، دور البطولة في قصة إنسانية، قصة تعكس اللُّحمة الوطنية بين أبناء مصر ضدّ الإرهاب والإرهابيين من جهة، ومن جهة أخرى روح الإنسانية، التي لا تفرق بين الجنسيات، أو الأعراق، أو الطوائف، أو حتى الخلفيات السياسية أو العسكرية.

الدكتور سليمان القماش تطوع عقب ثورة 30 يونيو بمفرده لعلاج ضحايا الإرهاب في سيناء

الدكتور سليمان القماش، البالغ من العمر 70 عاماً، ترك عيادته الشخصية في الإسماعيلية شرق مصر، ليستقر في شمال سيناء، ليعالج ضحايا الإرهاب مجاناً، ويجري العمليات الجراحية الخطيرة التي يحتاج إليها المصابون.

يروي أستاذ الجراحة بكلية الطب، في جامعة قناة السويس، قصته قائلاً: إنّه "ذهب إلى شمال سيناء عام 2008، مع فريق طبي من جامعة قناة السويس لعلاج المصابين في حرب غزة، الذين كانوا يتوافدون على العريش للعلاج في مصر، وعقب نهاية تلك الحرب عاد لعمله من جديد في الإسماعيلية، لكنّ الواقعة تركت أثراً عميقاً في نفسه"، وفق ما أورد موقع "العربية نت".

سليمان عالج إرهابياً وأكد أنّه يقوم بما يمليه عليه واجبه الإنساني والمهني دون الاكتراث بالهوية

وأضاف القماش: أنّه "عقب ثورة 30 يونيو من العام 2013، وبعد تنامي العمليات الإرهابية، وسقوط ضحايا من المدنيين برصاص الإرهابيين في سيناء، اتخذ قراره بالذهاب فوراً لشمال سيناء مع فريق طبي من الشباب، لكنّ الشباب خافوا على أرواحهم وحياتهم، ورفضوا السفر معه، مفضلين البقاء في الإسماعيلية"، مشيراً إلى أنّه قرر الذهاب بمفرده، وتطوع لعلاج الضحايا، وإجراء العمليات الجراحية اللازمة للمصابين.

القماش يروي قصة حامل استطاع إنقاذها من طلق ناري استقر في جنينها

وتابع أستاذ الجراحة، أنّه ذهب للعريش والشيخ زويد، وبدأ عمله هناك في مستشفيات الدولة، وافتتح لنفسه عيادة خيرية، وخلال عمله قام بمئات العلميات الجراحية لإزالة آثار الرصاص والشظايا من المصابين، وأجرى جراحات لمن تطلب علاجهم ذلك، ونجح في إنقاذ العديد منهم، وكان آخر العمليات التي أجراها للمصابين في حادث مسجد الروضة، ببئر العبد، الذي راح ضحيته 305 قتلى.

وأضاف، أنّه من أصعب الحالات التي واجهها كانت امرأة حامل مصابة بطلق ناري في البطن، وفور دخولها غرفة العمليات، اكتشف أنّ الرصاصة استقرت في الجنين، فقام بإخراجه من بطن أمه متوفًّى، والرصاصة في جسده، وتم إنقاذ الأم التي تلقّى جنينها الرصاصة بدلاً منها، مشيراً إلى أن هناك حالة أخرى قام بإجراء جراحة عاجلة لها وكانت لشاب، وفوجئ بعد نجاح الجراحة بضباط من الجيش يدخلون المستشفى، ويطلبون اصطحاب هذا الشاب معهم، بعدما كشفت تحرياتهم أنّه أحد الإرهابيين، فقال لهم إنّه طبيب، وإنّه فعل مع هذا الشاب، أياً كانت صفته، ما يمليه عليه واجبه الإنساني، وضميره المهني، دون أن يعلم هويته.

شباب من سيناء نظموا حملة شعبية لدعم ترشيح القماش لنيل جائزة الدولة التقديرية في العلوم الطبية

وقال: إنّه "خلال إقامته في سيناء بعد ثورة 30 يونيو في العام 2013، أجرى نحو 600 عملية جراحية حتى الآن".

في المقابل؛ أعلن مجموعة من شباب سيناء تنظيم "حملة شعبية" لدعم ترشيح الدكتور سليمان القماش لنيل جائزة الدولة التقديرية في العلوم الطبية للعام القادم، وانطلقت الدعوة من مدينة العريش.
 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية