قطر تتحفظ على قرار عربي يدين عملية عفرين، وداعش المستفيد الأول

قطر تتحفظ على قرار عربي يدين عملية عفرين، وداعش المستفيد الأول


08/03/2018

تحفظت دولة قطر على قرار وزراء الخارجية العرب، الذي يرفض العملية العسكرية التركية في مدينة عفرين السورية. واعتبر بيان وزراء الخارجية العرب بأن العملية العسكرية التركية “من شأنها أن تقوض المساعي الجارية للتحول إلى حلول سياسية للأزمة السورية”.

وقد أرجع مراقبون استمرار العملية العسكرية التركية في الأراضي السورية ضد الأكراد، إلى تقويض الحرب على الإرهاب، وإعطائها متنفسًا لتنظيم داعش لكي يستعيد قواه، إذ بدأت قوات سورية الديمقراطية “قسد”، تنقل قواتها من شرق سوريا، إلى مناطق عفرين، للدفاع عن المدينة في وجه الجيش التركي وحلفائه من التنظيمات المتطرفة. وقال متحدث باسم البنتاغون الميجر أدريان رانكين جالاوي إن الجيش الأمريكي شاهد مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية يتركون الحرب ضد الدولة الإسلامية، وينتقلون إلى مدينة عفرين.

وقد رجحت تقارير إعلامية أن الأكراد الذين تركوا مناطق شرق الفرات، بلغ عددهم 1700 مقاتل، مما يعني أن تنظيم داعش، سيكون أكبر المستفيدين من الضغط العسكري التركي ضد عفرين، إذ كان المقاتلون من “قسد” يخوضون حربًا لتحرير مناطق الرقة وشرق الفرات من يد تنظيم داعش الإرهابي.

ومع انسحاب القوات الكردية من هناك، من المرجح أن يعيد داعش تنظيم صفوفه، ويستعيد الأرض التي كانت تسيطر عليها قوات “قسد” الكردية، مما يجعل فرص القضاء على الإرهاب من أجل حل الأزمة السورية دبلوماسيًا، حلمًا بعيد المنال.

خروج عن الإجماع

لم تكن هذه المرّة الأولى التي تخرج فيها قطر عن الإجماع العربي، في قضايا التدخل الأجنبي بالشؤون الداخلية العربية، إذ أعلنت قطر في آب 2015 تحفظها على بيان جامعة الدول العربية الذي استنكر قصف تركيا لمناطق في شمال العراق، فيما تصفه دائمًا بحق تركيا في الدفاع عن نفسها “بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة”، في تجاهل تام لقرار مجلس الأمن الصادر في 24 شباط 2018، القاضي “بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا لمدة شهر”، ومع تجاهل للمساعي العربية التي تحاول حل الأزمة السورية بالطرق الدبلوماسية، بعيدًا عن استخدام القوة المسلحة، والتدخلات الأجنبية.

فقطر التي توفر تغطية دبلوماسية وإعلامية للجيش التركي في عملية “غصن الزيتون” ضد الأكراد السوريين، تخرج بذلك عن الإجماع العربي في صد المطامع التركية في كل من شمال العراق وسوريا، حيث تستخدم تركيا منذ أعوام ورقة الإرهاب لبناء قواعد عسكرية في البلدين، وإنشاء ميلشيات من الإرهابيين، للقتال بجانب الجيش التركي في الشمال السوري.

وتكاد تكون قناة الجزيرة القطرية هي الوحيدة من بين وسائل الإعلام العربية التي تصنف جميع ضحايا الجيش التركي في عفرين بأنهم “إرهابيون”.

مصلحة داعش من العملية التركية

أعلنت داعش في صيف 2014 مدينة الرقة عاصمة لها، وبعد ثلاث سنوات، تم تحرير داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بعد قصف مكثف من قوات التحالف على المدينة. وهو ما أعلى من الدور الكردي في مقاومة التنظيم الإرهابي وهزيمته، سواء في الرقة أو في مدينة عين العرب “كوباني”، مما جعل من فلول داعش والتنظيمات التكفيرية تمتلئ حقدًا على الأكراد، فرأوا في الغزو الذي شنه الجيش التركي في عفرين فرصة لهم للثأر، فانضم الكثير من عناصر التنظيمات الإرهابية للقتال بجانب الجيش التركي في عفرين والقرى المحيطة بها.

وقد تناقلت وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي صورًا لإعدامات مارسها الجيش التركي وحلفاؤه بحق الأكراد، وتمثيل بالجثث تم بحق نساء كرديات وقعن أسيرات في أيدي الميلشيات الحليفة للجيش التركي. وأصبح الأكراد في عفرين ضحية لعمليات ثأر مأساوية تمارس ضدهم وسط صمت دولي. وقال مقاتلون أكراد، بأن ذلك هو الثمن الذي يدفعونه بسبب هزيمتهم لداعش في الرقة، إذ تنضوي تحت راية الجيش التركي في قتالهم في عفرين، ما يعتقد أنهم فلول من داعش وحلفائها من التنظيمات الإرهابية المتطرفة.

ويرى مراقبون للشأن التركي، أن العملية التركية في الأساس، وانسحاب “قسد” من شرق الفرات إلى عفرين، سيكونا بمثابة تخفيف من ضغط “قسد” على داعش في تلك المناطق، مما قد يؤدي إلى استعادتها لنفوذها مرّة أخرى.

عن "كيوبوست"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية