رئيس وزراء قطر يشارك في عرس متهم بالإرهاب وتمويل القاعدة

تواجه قطر تساؤلات جديدة تشكك في حملتها ضد داعمي الإرهاب إثر حضور رئيس الوزراء القطري، الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، كضيف شرف في حفل لشخص وصفه المقال بأنه من "أشهر ممولي الإرهاب في العالم". وقالت صحيفة "الصنداي تلغراف" اليوم في مقال كتبه المحرر السياسي إدوارد مالنيك، إنّ هناك شكوكاً بشأن مزاعم قطر أنها لن تتسامح مع ممولي الإرهاب "في سياق سعيها لإنهاء الحصار الذي تفرضه عليها دول مجاورة تتهمها بدعم الجماعات الإرهابية في عموم المنطقة وبالتقرب من إيران أيضاً".

رئيس الوزراء القطري ظهر في صورة إلى جانب النعيمي بعد أسابيع من وسم حكومته للنعيمي بتمويل الإرهاب

وجاء المقال تحت عنوان "صورة عرس تستدعي تساؤلات عن صلات قطر بالإرهاب"، ويشير إلى أنّ رئيس الوزراء القطري قد ظهر في صورة إلى جانب عبد الرحمن بن عمير النعيمي بعد أسابيع من وسم حكومته للنعيمي بتمويل الإرهاب، في أعقاب قرار في هذا الصدد من بريطانيا والولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

والتقطت الصورة، بحسب المقال، في حفل زفاف ابن النعيمي، عبد الله، في 11 من نيسان (أبريل) الجاري؛ أي بعد يومين من قول أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لن نتسامح مع ... الأشخاص الذين يدعمون الإرهاب ويمولونه".

تعهد قطري بمكافحة الإرهاب!

وقد رحب وزراء بريطانيون أيضاً "بتعهد أمير قطر بمكافحة الإرهاب بكل مظاهره ومن ضمنها تمويل الإرهاب"، حسبما نقل موقع "بي بي سي" عن الصحيفة.

ويشير المقال إلى أنّ الحكومة القطرية أعلنت السبت أنّ الشيخ عبد الله قد حضر حفل الزفاف بناء على دعوة شخصية من العريس، الذي وصفته بأنه "موظف حكومي في دولة قطر، وشاب نزيه".

الصنداي تلغراف: النعيمي كان مستشاراً في الحكومة القطرية ويُتهم بإرسال أكثر من مليون دولار شهرياً إلى القاعدة في العراق

وقالت هيئة الاتصالات الحكومية القطرية إنّ رئيس الوزراء سيواصل دعم العمل الجيد لموظفيه ولن يتجنب الشؤون العائلية، لأن شخصاً مدعى عليه في قضية قد يكون من بين الحضور.

ويضيف المقال أنّ الحكومة القطرية تقول إنّ النعيمي خضع لتجميد أصوله وأمواله ومنع من السفر منذ عام 2015، وأن محققين يجمعون الأدلة "لبناء قضية جديدة" ضده بعد إطلاق سراحه الشهر الماضي "لعدم كفاية الأدلة" بعد أن قضى ثمانية أشهر في السجن.

ويستعرض المقال خلفية تاريخية عن وصف ترامب لقطر بأنّها "ممولة للإرهاب"، وسحب دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر لدبلوماسييها وقطع علاقتها التجارية مع قطر في عام 2017.

ويضيف أنه في آذار (مارس)، أعلنت قطر وسط ضغوطات دولية قائمة بمن وصفتهم بداعمي الإرهاب ومن بينهم النعيمي، أي بعد خمس سنوات تقريباً من تصنيفه في الولايات المتحدة كداعم للإرهاب.

ويشير المقال إلى أنّه بعد تطمينات قدمها أمير قطر في زيارته الأخيرة للبيت الأبيض في 9 نيسان (أبريل)، قال ترامب إنّ أمير قطر أصبح "مناصراً كبيراً" لمكافحة تمويل الإرهاب.

ويقول المقال إنه بعد يومين فقط من تصريح ترامب هذا، حضر الشيخ عبدالله حفل زفاف ابن النعيمي في الدوحة.

رئيس وزراء قطر يحيّي عريساً متهماً بالإرهاب

وأظهرت صورة نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي مصور حضر العرس الشيخ عبد الله يحيّي العريس ووالده ينظر في خلفية الصورة.

وفي صور أخرى نشرت في صحيفة "الراية" القطرية يظهر الأب والابن في صور منفصلة مع الشيخ عبد الله وخالد مشعل، زعيم حركة حماس الفلسطينية ".

ويقول إدوارد مالنيك إنّ النعيمي الذي كان مستشاراً في الحكومة القطرية يُتهم بإرسال أكثر من مليون دولار شهرياً إلى مسلحي القاعدة في العراق، وقد أدخلته وزارة الخزانة الأمريكية ضمن قائمة الشخصيات التي فرضت عقوبات عليها عام 2014، بعد أن صنفته كإرهابي في عام 2013. وتتهمه الوزارة بتمويل عدد من الجماعات الجهادية العنيفة، من بينها القاعدة في العراق فضلاً عن حركة الشباب في الصومال وجماعات أخرى في الشرق الأوسط.

وتقول الوزارة إن النعيمي قد أشرف على تحويل 1.25 مليون دولار شهرياً إلى القاعدة في العراق، كما كُشف عن أنه حول مبلغ 375 ألف دولار إلى جماعة على صلة بالقاعدة في سوريا، وينفي النعيمي هذه الاتهامات الموجهة إليه .