الذكرى السبعون للنكبة: الاحتلال يحتفل في القدس ويرتكب مجزرة في غزّة!

فلسطين

الذكرى السبعون للنكبة: الاحتلال يحتفل في القدس ويرتكب مجزرة في غزّة!


15/05/2018

بينما كان نتنياهو يرعى مراسم حفل الافتتاح الرسمي لمقرّ السفارة الأمريكية الجديد في القدس، كان جنود الاحتلال الإسرائيلي يطلقون الرصاص الحيّ وقنابل الغاز على المتظاهرين العُزّل عند الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلّة عام 1948، لتصل حصيلة الضحايا حتى اللحظة الى 59 شهيداً، إضافة إلى إصابة نحو 2500 آخرين، وليكون بذلك أكبر عدد للشهداء في يوم واحد منذ انتهاء الحرب في غزة عام 2014.

ومثّلت مظاهرة أمس الإثنين ذروة التحرك الشعبي الفلسطيني، منذ انطلاق سلسلة مسيرات العودة في قطاع غزة، في يوم الأرض نهاية آذار (مارس) الماضي، والتي جاءت إحياء للذكرى السبعين للنكبة، ورفعت شعارات التأكيد على حق العودة، ورفض قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.

الاحتفال الأمريكي الإسرائيلي في القدس حمل معاني الاستفزاز الصريح لمشاعر الفلسطينيين والعرب في ذكرى نكبتهم السبعين

استنكار وإدانة للمجزرة

وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة كشفت أنّ معظم الإصابات كانت ناجمة عن استخدام الرصاص الحيّ، وفي مناطق الرأس والصدر، وهو ما أكدت عليه منظمة العفو الدولية معتبرةً أنّ "هناك عمليات قتل متعمدة تصل الى جرائم حرب"، كما طالب المفوّض الأممي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، تل أبيب بـ "ضرورة وقف إطلاق النار، وتقديم المسؤولين عن سقوط هذا الكمّ من الضحايا للعدالة الدولية"، بينما دعت الكويت مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة بهذا الشأن، وكذلك فعل ممثل فلسطين لدى الأمم المتحدة، في حين دانت جنوب إفريقيا اعتداءات القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين عند السياج الحدودي، وأعلنت سحب سفيرها لدى "إسرائيل"، احتجاجاً على ذلك. أما رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، فاعتبر عبر صفحته على تويتر، أنّ ما حدث هو عبارة عن "دفاع عن النفس".

مثّلت مظاهرة أمس الإثنين ذروة التحرك الشعبي الفلسطيني، منذ انطلاق سلسلة مسيرات العودة في قطاع غزة

من جهته، دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجزرة، مؤكداً أنّ "الولايات المتحدة لم تعد وسيطاً وأنّ السفارة الأمريكية عبارة عن بؤرة استيطانية"، كما دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان السلطات الإسرائيلية إلى "التصرف بحذر وضبط النفس عند استخدام القوة"، ونقلت وكالة الأنباء السعودية إعلان وزارة الخارجية السعودية "إدانة المملكة العربية السعودية بشدة استهداف المدنيين العُزّل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي"، منوهة إلى أنّ "المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤوليته لوقف العنف وحماية الشعب الفلسطيني"، وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً دانت فيه "استخدام الجيش الإسرائيلي للقوة ضد المحتجّين السلميين الذين يطالبون بحقوق مشروعة وعادلة في غزة". وجاء في البيان: "إنّ مصر تحذّر من العواقب السلبية للتصعيد الخطير للوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي:نرفض نقل السفارة الأمريكية الى القدس، ونؤكد أنّ سفارتنا في إسرائيل ستبقى بتل أبيب

نكبة جديدة

الاحتفال الأمريكي الإسرائيلي في القدس حمل معاني الاستفزاز الصريح لمشاعر الفلسطينيين والعرب في ذكرى نكبتهم السبعين؛ حيث دشّنت ابنة الرئيس الأمريكي ايفانكا ترامب، وزوجها غاريد كوشنير، المقرّ الجديد للسفارة الأمريكية، في حين تغيّب معظم السفراء الأجانب عن حضور الحفل، وسط موجة استنكار عربية ودولية للخطوة التي تعتبر بمثابة تحدٍّ لقوانين المجتمع الدولي، فقد أعلن أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنّ نقل السفارة "خطوة بالغة الخطورة، وإدارة ترامب لا تدرك أبعادها"، بينما أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أنّ "الخطوة الأمريكية خرق واضح لميثاق الأمم المتحدة"، مؤكدةً على بطلان تلك الخطوة وبطلان قانونيتها، ووصفت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، افتتاح السفارة الأمريكية في القدس بأنّه "نكبة جديدة" حلّت على الشعب الفلسطيني، وبالعدالة الأممية، والشرعية الدولية، معتبرة أنّ هذا "الإجراء الأحادي" يدلل على سيطرة منطق "القوة والعنجهية وسحق كل ما هو قانوني وإنساني". وقررت جامعة الدول العربية عقد اجتماع غير عادي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين غداً الأربعاء، لبحث نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ويأتي بناءً على طلب مندوب فلسطين وبعد موافقة دولتين عربيتين، وبالتشاور مع السعودية التي تتولى رئاسة المجلس حالياً.

وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع:معظم الإصابات كانت ناجمة عن استخدام الرصاص الحيّ في مناطق الرأس والصدر

وعلى الصعيد الدولي، صرحّت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي أمام مجلس العموم البريطاني: "نرفض نقل السفارة الأمريكية الى القدس، ونؤكد أنّ سفارتنا في إسرائيل ستبقى بتل أبيب". وكرر وزير الخارجية الفرنسي موقف بلاده الرافض لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس قائلاً: "إنّ ذلك يخالف القانون الدولي والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي". وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن موقف موسكو السلبي من نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس. وقال خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره المصري سامح شكري: "نحن على قناعة بأنّه لا تجوز إعادة النظر بمثل هذا الشكل الأحادي الجانب في الاتفاقيات التي تم تثبيتها في القرارات الدولية".

الخطوة تهدد مستقبل السلام

ورأت المحللة السياسية، نور عودة، في حديث لها ليلة أمس، عبر قناة روسيا اليوم، بأنّ "ما رأيناه اليوم هو احتفال بالأسطورة والهوس الديني على حساب القانون الدولي". في حين اعتبر أشرف أبو الهول، مدير تحرير صحيفة "الأهرام"، عبر قناة الغد، بأنّه "لا يستطيع أيّ زعيم فلسطيني أن يقبل بالوساطة الأمريكية بعد الآن". أما المحلل السياسي خليل شاهين، فرأى في حديث له عبر قناة الغد، أنّ "الولايات المتحدة انتقلت مع انتخاب ترامب إلى موقع الشريك مع إسرائيل في محاولة تصفية القضية الفلسطينية".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية