ما علاقة صوفيّة مصر بإيران؟

الصوفية والشيعية

ما علاقة صوفيّة مصر بإيران؟


19/11/2017

كان اندلاع ثورة الـــ 25 من يناير غطاءً كاشفاً عما يدور داخل العمق السياسيّ والاجتماعيّ والدينيّ في مصر؛ فبعد إزاحة نظام حسني مبارك، الرّئيس السابق، كشفت العديد من أتباع الطّرق الصوفيّة ميولهم الصّريحة إلى التّقارب المصريّ الإيرانيّ؛ وتوافدوا نحو العاصمة "طهران"، وبصحبتهم عدد من رموز التيّارات السياسيّة القوميّة التي رأتْ أنّه آن الأوان لكسر حالة القطيعة التي شهدتها الدّولتان إبّان الثّورة الخمينيّة، أواخر سبعينيّات القرن الماضي.
استطاع شيخ الطريقة العزميّة، الذي واجه تحدّياً من قبل نظام حسني مبارك، للحيلولة بينه وبين تولّيه منصب شيخ مشيخة الطرق الصوفيّة، جمعَ اثنتي عشرة طريقةٍ صوفيّةٍ لزيارة طهران، وعقد مؤتمراً بعد العودة، أعلن فيه ضرورة تطويع العقبات بين النظامين المصريّ والإيرانيّ، لعودة علاقات طبيعيّة وتحالفيّة، متحدّياً التحذيرات السلفيّة وبقايا الدوائر الأمنيّة التي حالت دون ذلك لعقود.
زعمتْ تلك الطرق الصوفيّة أنّ ظاهرة "التقارب المصريّ الإيرانيّ" في ذلك الوقت، جاءت كسراً لحالة حصار متعمّدٍ من قبل بعض الدول، التي اتّخذت من التيّارات السّلفية في مصر مرتكزاً وحليفاً ناعماً لها، يدعمها في بسط نفوذها داخل الدّولة المصريّة، ومخلبَ قطّ في مواجهة من تسوّل له نفسه المطالبة بالاقتراب من النظام الإيرانيّ.
الإخوان وإيران.. علاقة  مرتبكة
حاولت جماعة الإخوان المسلمين فتح خطوط اتّصالٍ مع النظام الإيرانيّ، إلّا أنّ عينها كانت لا تفارق حليفها السلفيّ، فبدت مواقفها مرتبكة، وقد أخذت في إجراءات تدفّق السّياح الإيرانيّين إلى الأراضي المصريّة، وبفعل المسكّنات التي وضعها قادة التّنظيم في جسد الشّيوخ السلفيّين الأقرب إليها، والجلسات السريّة معهم، اقتنعوا بأنّ الرئيس السابق محمد مرسي يحاول المناورة السياسيّة لأهداف غير خافيةٍ، حتّى مرّت تلك السّياسات.
وكادت محاولات نظام الإخوان في التّقارب مع إيران أن تلاقي صدى، لولا اضطّراب مواقف جماعة الإخوان التي كانت قد صعدت إلى سدّة الحكم في هذا الوقت، مدعومةً من تيّارات السلفيّة الراديكاليّة التي طالبت، بدورها، بالفاتورة التي بات على الجماعة أن تسدّدها، وبينما حاول مرسي، الإفلات من مراكز الضّغط السلفيّ، وجد نفسه، بفعل سياساتٍ وصِفت من البعض بأنّها "غير حكيمة"، في قلب المعسكر السلفيّ، وفي مواجهات ضاريةٍ مع معسكر وصف نفسه في هذا الوقت بأنّه: "الكتلة المدنيّة".
ومع ذلك، حاولت الطرق الصوفيّة الدّفع للإمام، في سبيل توطيد العلاقات مع الإيرانيّين، بحجّة المصلحة المصريّة؛ ففي حديثه، استعرض شيخ الطريقة العزميّة "علاء أبو العزائم" عقبات تطوير العلاقة مع إيران، وكيف أنّها تتمثّل في "السلفيّة، أمريكا، العامّة من الشعب"، مشدّداً على أنّ العلاقة مع إيران "ستعود على مصر بكلّ خير"، وضرب مثالاً على ذلك بالاقتصاد السوريّ الذي يقوم على السياحة الدينيّة القادمة من إيران، على الرّغم من أنّه لا يوجد في سوريا سوى مسجد السيدة زينب، والمسجد الذي وضِع فيه رأس الإمام الحسين، وفي حلب مسجد آخر وضِع فيه رأس الإمام الحسين أيضاً، قبل نقله إلى مصر، على حدّ قوله.
وأشار الشيخ عبد المجيد الشرنوبي إلى أنّ التّرابط بين الشّعبين المصريّ والإيرانيّ أصبح ضرورةً وطنيّةً، ودينيّةً أيضاً، وأنّ "الوفد" لم يلاحظ أيّ شيءٍ من مظاهر التشيّع، كما أكّد أنّ عدد المسلمين في إيران يبلغ 85 مليوناً؛ منهم 10% سنّة، ومع ذلك يوجد لكلّ 500 من السنّة مسجداً، ولكلّ 4500 من الشيعة مسجداً؛ أي أنّ نسبة المساجد التي يقيم عليها أهل السنّة بالنّسبة إلى عدد الأفراد أكثر، وفق قوله.


الأزمة السوريّة.... العقبة الكأداء
لا شكّ في أنّ التيّارات السلفيّة استطاعت توظيف الأزمة السوريّة لصالحها، وشحذ وجدان الشّعوب في اتّجاه "طائفيّة ما يدور في سوريا"، ومن نزيفٍ للدّماء، وهو ما جعل مرسي يحسم الارتباك المواقفيّ لنظامه في خطابه الشّهير، الذي قال فيه "لبيكِ يا سوريا".
وتحوّل شخص الرّئيس السوريّ بشار الأسد إلى شيطانٍ في مخيّلة الكثيرين من الشعب؛ بل وعددٍ لا يُستهان به من النخب المصريّة، وتبع ذلك شيطنة النّظم والفصائل الإسلاميّة المؤيّدة لذلك النظام، ووقع حزب الله، الفصيل الإسلاميّ الذي لاقى إعجاب الغالبيّة من الشعب المصريّ لمقاومته الكيان الصهيونيّ، إلى جماعةٍ شيعيّةٍ تقتل السّوريين، ما أزاح العبء عن التيّارات السلفيّة التي طالما حاولت تشويه الحزب منذ نشأته، وحتّى خلال مقاومته للعدوان الصهيونيّ، لكنّ تلك المحاولات كانت قد باءت بالفشل في وقتٍ سابقٍ.

الاختراق الإيرانيّ الشيعيّ للطّرق الصوفيّة بدأ يتصاعد بعد ثورة 25 يناير، لكنّه فشل في اختراق طرقٍ كثيرة

وكلّما شعر السلفيّون بوجود تقاربٍ تلوح بوادره في الأفق، شنّت منابرهم الإعلاميّة هجوماً عنيفاً، في محاولة تشكيل قوى ضغطٍ، فبعد زيارة الرّئيس الإيرانيّ السابق أحمدي نجاد لمصر، خرج محمود سلطان، رئيس التحرير التنفيذيّ لجريدة "المصريّون"، ليؤكّد أنّ زيارة الرّئيس الإيرانيّ أحمدي نجاد للقاهرة، ليست لها دلالة سياسيّة؛ بل مغزى طائفيّاً واضحاً.
وقال في مقابلة مع فضائيّة "الحرّة": "إنّ إيران ما زالت تضع مصر، بلد الأزهر، كهدفٍ أمامها، وتسعى إلى تشييعها، مضيفاً أنّ الإيرانيّين يعتقدون أنّ بإمكانهم إعادة مصر دولةً شيعيّةً، كما كانت قبل نحو ألف عامٍ، عندما كانت قاهرة المعزّ، عاصمة الدولة الفاطميّة، شيعيّة المذهب.
ويضيف قائلاً: ومع أنّ الصوفيّة فرعٌ من الشّيعة "الرافضة" التي ينتمي إليها الرئيس الإيرانيّ، وبهم قاموا، كما قال ابن خلدون: "لولا التشيّع لما عرِف التصوّف"، إلّا أنّهم، مع ذلك، يحكمون عليهم بالكفر، ويقول شيخ الشّيعة ومحدّثهم وفقيههم "الحرّ العاملي": "لا يوجد للتصوّف وأهله في كتب الشّيعة وكلام الأئمّة، عليهم السلام، ذكرٌ إلّا بالذّم، وقد صنّفوا في الردّ عليهم كتباً متعددةً، ذكروا بعضها في فهرست كتب الشّيعة".
وتحضر القضيّة السوريّة بقوّة في لقاء شيخ الأزهر بالرّئيس الإيرانيّ السابق، أثناء زيارة الأخير لمصر، للعمل على وقف نزيف الدّم في سوريا، وعدم التدخّل في شؤون الخليج، واحترام البحرين كدولةٍ عربيّةٍ شقيقةٍ، وأكّد له رفضه "المدّ الشيعيّ" في بلاد أهل السنّة والجماعة، وفق بيان أصدره الأزهر.
وأوضح البيان أنّ شيخ الأزهر طالب أحمدي نجاد، كذلك، بـ"ضرورة العمل على إعطاء أهل السنّة والجماعة في إيران، خاصّة في إقليم الأهواز، حقوقهم الكاملة كمواطنين".
وأكّد متحدّثٌ باسم الأزهر عقب اللّقاء، أنّ الطّرفين ناقشا سبل الوحدة والتلاقي، مشيراً إلى أنّ شيخ الأزهر تحدّث عن منغّصاتٍ تهدّد هذه الوحدة، مثل: "قيام البعض بالتعرّض للنّبي، صلى الله عليه وسلم، وزوجاته بشكلٍ غير مقبول، وهذا يشوّش العلاقات بين البلدين".
صوفيّون في المعسكر المضادّ
مع ذلك، لا يمكن عدّ الطرق الصوفيّة، في مجملها، ميّالةً نحو الكفّة الإيرانيّة؛ بل إنّ بعضها ذهب في الاتّجاه المضادّ، مدعومين من الاتّجاه الرّافض للاتّصال مع الجمهوريّة الإسلاميّة؛ فقد نجح الجناح الدّاعم للشّيخ عبد الهادي القصبي، في تشكيل شبه تحالفٍ يصطفّ خلف رجالات الدّولة في مصر، ومنحازين إلى مربّع الدعم الخليجيّ الذي سعى بقوّة، ولو من خلف ستارٍ، إلى استقطاب عددٍ من تلك الطّرق لمجابهة الطّرق المنحازة إلى إيران.
فها هو الشيخ محمد الشهاوي، شيخ الطريقة البرهاميّة الشهاويّة، يهاجم ما أسماه محاولات الاختراق الشيعيّ للطّرق الصوفيّة، على نفس منوال المناهضين للتقارب بين البلدين، ويؤكّد أنّ "الاختراق الإيرانيّ الشيعيّ للطّرق الصوفيّة بدأ يتصاعد بعد ثورة 25 يناير، لكنّه فشل في اختراق طرقٍ كثيرةٍ، إلّا أنّه اخترق بعض الطّرق المحدّدة".

بعد ثورة الــ30 يونيو؛ تراجعت الطّرق الصوفية المقربة من إيران عن الإعلان عن مواقفها، أو دعوتها للتّقارب

وأشار "الشهاوى" إلى وجود "بعض مشايخ الطّرق الصوفيّة الذين يتردّدون كثيراً على طهران، الأمر الذي يثير حولهم شبهاتٍ كثيرةً، فضلاً عن انتشار إشاعاتٍ حولهم بأنّهم تزوّجوا في إيران زواج المتعة"، مؤكّداً أنّ الشّيعة يحاولون اختراق الطّرق الصوفيّة عن طريق الأموال والإعلام. أضاف "الشهاوي": "نحن في الطّريقة الشهاويّة البرهاميّة التي ميلادها سنة 638هجريّة، نحذّر دائماً من التّواجد الشيعيّ، فضلاً عن أنّ مريدي الطّريقة، قبل شيخ الطّريقة، يبغضون الفكر الشيعيّ".
وأشار الشهاوي إلى أنّ هناك غزواً من الفكر الشيعيّ للطّرق الصوفيّة ومصر عامّة، عن طريق الإعلام وضخّ الأموال، بتأسيس قنوات تلفزيونيّة مجهولة.
تزامن ذلك مع العديد من التحذيرات المتكرّرة الصّادرة عن بعض علماء السّنة من اختراق شيعيّ لمصر عبر هذه الطّرق الصوفيّة، في أعقاب دعوة بعض الجماعات الشيعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة عدداً من مشايخ الطّرق الصوفيّة بصفتهم الشخصيّة، لا عبر المجلس الأعلى للتصوّف، للمشاركة في أحد المؤتمرات عن التصوّف، فضلاً عمّا أشارت إليه العديد من التّصريحات والتّقارير من أنّ عدداً كبيراً من أتباع الطّرق الصوفيّة تحوّلوا إلى المذهب الشيعيّ، بحسب تأكيدات محمد الدريني، أحد المنسوبين إلى الشّيعة في مصر، الذين وصل عددهم، حسب قوله، إلى ما يقارب مليون شيعيّ داخل الطّرق الصوفيّة، وهو رقم يرى المراقبون أنّه مبالغٌ فيه جدّاً، فالأمر لا يعدو تأثّر قرابة ألفَي صوفيّ، على الأكثر، بالأمر.
وشكلت مثل هذه الدّعوات دافعاً لبعض قيادات الطّرق الصوفيّة ليعدّوا أنفسهم محاولاتٍ جادّةً لاختراق الصوفيّة شيعيّاً؛ إذ كشف الدكتور محمد أبو هاشم، شيخ الطريقة الهاشميّة الخلوتيّة الأحمديّة، وعميد كليّة أصول الدّين بالزقازيق، أنّ هذا المؤتمر "شيعيّ"، وأنّ الهدف من دعوة بعض مشايخ الطّرق إلى المؤتمر محاولة تجنيدهم لإدخال التشيّع إلى مصر؛ لأنّ المنظّمين للمؤتمر من الشّيعة.
وهو يسير في الاتّجاه نفسه الذي حذّر منه الدكتور يوسف القرضاوي؛ الذي نبّه في تصريحاتٍ سابقةٍ له إلى أنّ الشّيعة يحاولون نشر مذهبهم في مصر؛ لأنّها تحبّ آل البيت، وبها مقام الحسين والسّيدة زينب، مؤكّداً أنّهم أخذوا من التصوّف قنطرة للتشيّع، واخترقوا مصر في السّنوات الأخيرة من هذا الجانب، متّفقاً في ذلك مع ما كشف عنه تقرير لمجمع البحوث الإسلاميّة عن استغلال بعض التيّارات والجهات الشيعيّة الطّرق الصوفيّة في مصر، في محاولة نشر أفكار المذهب الشيعيّ ومبادئه بين أتباع هذه الطّرق ومريديها، مستغلّة في ذلك وجود تشابهٍ بين التصوّف والتشيّع.


العزميّة الأقرب
وتأتي الطّريقة العزميّة؛ التي أنشِئت عام 1884، على يد السيد محمّد ماضي أبو العزائم، وسجّلت في مشايخ عموم الطّرق الصوفيّة عام 1931، كأحد أهمّ الطّرق الصوفيّة في مصر التي تحوم حولها شبهات الاختراق الشيعيّ، ليس فقط لتزعّم شيخها الدّكتور علاء أبو العزايم جبهة الدفاع عن المشاركة في مؤتمر أمريكا، متحدّياً بذلك موقف المجلس الأعلى للطرق الرّافض للمشاركة في مثل هذه المؤتمرات؛ إنّما لأنّ ذلك الموقف سبقه عدّة مظاهر ومواقف أخرى، تضافرت لتقوية هذا الاتّهام.
من بين ذلك ما ذكره المجلس الأعلى للشّؤون الإسلاميّة، في تقريرٍ وصِف بالسريّ تناقلته بعض وسائل الإعلام العام الماضي، عن سعي إحدى الطّرق الصوفيّة إلى إنشاء مركز دراسات للشّيعة من الباطن، بتكلفة تصل إلى أكثر من عشرة ملايين جنيه في منطقة الدراسة في القاهرة،  في وقت أصبح معلوماً فيه للجميع حرص السفارة الإيرانيّة وقياداتها على المشاركة في احتفالات ومؤتمرات الطريقة العزميّة بالسيدة زينب، سواء كان ذلك بدعوة من الطّريقة، أو بغير دعوة، وهو الأمر الذي لم ينفه شيخ الطّريقة الذي يعترف، أيضاً، بسفره ثلاث مرّاتٍ فقط إلى إيران.
يضاف إلى ذلك ما نسِب إلى الشيخ محمود عاشور، وكيل شيخ الأزهر الأسبق، من علمه بأنّ الشيخ عبد الله القمي طلب من شيخ الطريقة العزميّة "علاء أبو العزايم" ترشيح بعض رجال الأعمال المصريّين، لإقامة علاقاتٍ تجاريّةٍ مع رجال أعمال إيرانيّين لإنشاء مصنع أدوية في مصر بتكلفة ستّين مليون جنيه، وبالفعل؛ طرح أبو العزايم أسماء بعض رجال الأعمال من أبناء الطّريقة زاروا طهران، وعقدوا صفقات تجاريّة، لكن في مجال السّيارات، وهو الأمر الذي يحمل دلالةً ذات مغزى، حيث الثّقة الكبيرة التي يحظى بها الدّكتور أبو العزايم من قبل الدولة الإيرانيّة.

حاولت جماعة الإخوان المسلمين فتح خطوط اتّصالٍ مع النظام الإيرانيّ، إلّا أنّ عينها لم تفارق حليفها السلفيّ، فبدت مواقفها مرتبكة

غير أنّ أبو العزايم يرى أنّ كونه عضواً في مجمع التقريب بين المذاهب في إيران، وكذلك عضويّته في دار التقريب بالقاهرة، يجعل من الطّبيعي أن يكون له زيارات إلى إيران لحضور مؤتمرات التقريب، وأنّ هذا لا علاقة له، مطلقاً، بكونه سنيّاً أو شيعيّاً، نافياً، في الوقت ذاته، أنْ يكون قد رأى القائم بأعمال السفارة الإيرانيّة في مصر، أو التقى به من قبل.
ويحاول أبو العزايم أن يستند إلى مرجعيّةٍ مقبولةٍ لدى قطاع من أهل السنّة، عندما يستدلّ بما طرحه الدكتور علي جمعة، مفتي مصر، في إحدى النّدوات التي عقدتها الطّريقة العزميّة، وقال فيها جمعة: إنّ الخلاف بين السنّة والاثني عشريّة، أكبر فرقة شيعيّة في الوقت الرّاهن، لا يتجاوز 5 % في الفروع والأصول، وهو ما يرجّح موقف "أبو العزايم" من الشيعة؛ حيث يرى ضرورة أن يجمع المسلم بين المذهبين؛ لأنّ الذي لا يحبّ آل بيت رسول الله لن ينجو؛ بل هو من الضّالين، استناداً لحديث الرّسول صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً؛ كتاب الله وعترتي" بحسب الرّواية التي يستند إليها "أبو العزائم".
وبعد ثورة الــ30 يونيو؛ تراجعت الطّرق الصوفية المقربة من إيران عن الإعلان عن مواقفها، أو دعوتها للتّقارب، وذهبت في اتّجاهات تميل إلى السّير في خطوط الدّولة الرسميّة، كما عرف عنها من قبل، بينما ذهبت الدولة المصريّة إلى تضييق الخناق على النّشاطات الإيرانيّة في الدّاخل، واشترطت الحصول على الموافقة الأمنيّة للسّفر إلى طهران، كما منعت زيارات الوفود لها، أيّاً كان اتّجاههم السياسيّ أو الدينيّ.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية