يوم حرية الصحافة أم عصر تكميم الأفواه؟!

يوم حرية الصحافة أم عصر تكميم الأفواه؟!


06/05/2018

في وقت تنتهك فيه الحريات الصحافية، ويتعرض الإعلاميون للقتل والتنكيل والسجن، في كثير من الدول كإيران واليمن وتركيا، يحتفل العالم، في الثالث من أيار (مايو)، باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو اليوم الذي اختير لإحياء ذكرى اعتماد "إعلان ويندهوك" التاريخي، خلال اجتماع للصحافيين الإفريقيين الذي نظّمته اليونسكو، وعقد في ناميبيا، في اليوم ذاته عام1991، وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، عام 1993، موافقتها على اعتبار الثالث من أيار (مايو) "اليوم العالمي لحرية الصحافة"، مستندة إلى توصية اليونسكو عام 1991.

العالم يحتفل باليوم العالمي للصحافة في وقت لم يعد به قمع الحريات حكراً على "الدول المستبدة"؛ بل تفشى أيضاً في دول ديمقراطية، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة، وروسيا، والصين أيضاً، الحرب على حرية التعبير والصحافة في العالم، بحسب وجهة نظر "مراسلون بلا حدود".

وسجلت المنظمة مزيداً من التراجع في حرية الصحافة عبر مختلف دول العالم في 2017، و"أجواء من الكراهية والعداء" ضدّ الصحافيين، وبشكل خاص في أوروبا والولايات المتحدة ما يشكل "تهديداً للديمقراطيات".

وما تزال الصراعات السياسية والنزاعات المسلحة تشكّل أخطر تهديد للصحفيين في بلدان الشرق الأوسط؛ إذ غالباً ما يجدون أنفسهم عُرضة لنيران القصف أو رصاص القناصة أو الألغام.

وقد شهد عام 2017، بحسب آخر إحصائية لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، ما لا يقل عن 65 قتيلاً، بينما ما يزال 326 صحفياً قيد الاحتجاز، و54 في عداد الرهائن.

وتعدّ الصين وتركيا، أكبر سجون العالم بالنسبة إلى الصحفيين؛ حيث تشهد أعداداً هائلة من حالات الاعتقال والحبس في صفوف الفاعلين الإعلاميين، على نحو غير مألوف، تليها روسيا.

 

في المقابل، يوجد حالياً 54 صحفياً في عداد الرهائن المحتجزين لدى جماعات مسلحة غير حكومية، مثل جماعة الحوثي في اليمن، علماً أنّ نحو ثلاثة أرباع هؤلاء الضحايا، يعدّون من الصحفيين المحليين، الذين غالباً ما يعملون لحسابهم الخاص في ظروف مزرية ومحفوفة بالمخاطر.

 

أما سوريا؛ فهي مسرح اختطاف جميع الصحفيين الأجانب، الذين ما يزالون في عداد الرهائن حتى الآن، حيث ما يزال يتعذر تحديد مكان احتجازهم بالضبط، وفي ايران ايضا فقد اصبح يتعذر عمل الكثير من المؤسسات الاعلامية التي تم حظرها لانها توثق قمع الحريات على الشارع الايراني، وتنشر ما يوضح حطم المعارضة للنظام الاسلامي والخمنئي،  والحال في تركيا مشابه الى درجة ما، فقد اتخذت الدولة من محاولة الانقلاب التي حاولت الإطاحة بنظام أردوغان، ذريعة لسجن الصحفيين والتضيق على المؤسسات الإعلامية، بحجّة أنّها داعمة للإرهاب والإرهابيين.

 

وينصّ إعلان ويندهوك التاريخي، على أنّه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلّا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة، وقائمة على التعدّدية، وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحافيين أثناء تأدية مهامهم، وإجراء تحقيقات سريعة ودقيقة في الجرائم التي تحدث في حق حرية الصحافة.

ويمثل هذا اليوم فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم، والدفاع عن المؤسسات الإعلامية أمام الهجمات التي تشنّ على حريتها، والإشادة بالصحافيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم.

ويُتَّخذ هذا اليوم مناسبة لتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، ومناسبة أيضا لتأمل مهنيي وسائل الإعلام في قضيتَي حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة، وهو أيضاً يوم لإحياء ذكرى الصحافيين الذين فقدوا حياتهم أثناء عملهم.​

 

وتعد حرية الصحافة مقياساً لمدى الحرية التي يتمتع بها الشعب في البلاد، لأنّ الصحافي هو همزة الوصل بين صنّاع القرار والشعب، فقمع الحريات الصحافية ومنع النشر، يدلّ على القمع الذي يعيشه شعب أيّ بلد أو منطقة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية