سارة خان: مسلمة بريطانية تقود مكافحة التطرف

سارة خان: مسلمة بريطانية تقود مكافحة التطرف


01/02/2018

جرى انتقاد الحكومة البريطانيّة لتعيينها ناشطة خلافيّة مناهِضة للتطرّف من أجل قيادة حملة جديدة للقضاء على الرّاديكاليّة داخل الجاليات المسلمة.
وكانت وزيرة الداخليّة، أمبر رود، قد أعلنت أنّ سارة خان ستقود اللجنة الجديدة لمكافحة التطرّف، مضيفة أنّ خان "مؤهّلة بشكل محترف".

 

سارة خان واحدة من أبرز الأصوات النسائيّة المسلمة في مواجهة التطرّف الإسلامويّ

صنيعة وبوق لوزارة الداخليّة

رحّب البعض بهذه الخطوة، بما في ذلك ديفيد أندرسون، وهو مستشار ملكيّ وقانونيّ مستقل عَمِل سابقاً على مراجعة التشريعات المتعلّقة بالإرهاب.
ومن ناحية ثانية، كان تعيين خان، التي يُنظر إليها على أنّها داعمة لبرنامج منع التطرّف الحكوميّ المثير للجدل، منتقَدَاً من جانب البعض على الفور، بما في ذلك من داخل حزب المحافظين.
وصفت السيّدة سعيدة وارثي، وهي رئيسة سابقة لحزب المحافظين، الأمر بأنّه "تعيين مُقلق للغاية".
وكتبت في حسابها على تويتر: "لقد كانت سارة للأسف مدافعة قويّة عن السياسة الحكومية الدّاعية لعدم الانخراط، وهي سياسة اعتبرها الكثيرون، بما في ذلك أفراد في الشرطة وأجهزة الاستخبارات، ضارّة بالمعركة المهمّة لانخراط الجاليات المسلمة في بريطانيا. ولكي يكون المفوّض فعّالاً ينبغي على الشخص أن يكون مفكراً مستقلاً، وأن يكون مرتبطاً ومحترماً من جانب شريحة من المسلمين البريطانيّين. وسارّة ينظر إليها للأسف من قِبل الكثيرين على أنّها مجرّد صنيعة وبوق لوزارة الداخليّة".

وزيرة الداخليّة، أمبر رود: سارة خان ستقود اللجنة الجديدة لمكافحة التطرّف، وهي مؤهّلة بشكل محترف

وقال هارون خان، وهو الأمين العام للمجلس الإسلاميّ البريطانيّ: "إنّ الحرب ضدّ الإرهاب تتطلّب شراكة متكافئة بين جميع الأطراف، بما في ذلك الجاليات المسلمة. ويخاطر هذا التعيين بإرسال رسالة واضحة ومثيرة للقلق بأنّ الحكومة لا تنوي القيام بذلك. وممّا يؤسف له أنّه سوف ينظر إليها على أنّها خطوة لاسترضاء تلك الأقسام الصغيرة من المجتمع التي ترى المسلمين كمواطنين أجانب، غريبين، وليسوا مواطنين متساوين في هذا البلد".
وقالت اليوم النائبة العماليّة ناز شاه، وهي نائبة لرئيس المجموعة البرلمانيّة لمسلمي الأحزاب البريطانيّة، في حديثها مع برنامج توداي على المحطة الرابعة في إذاعة بي بي سي: "لدينا هنا شخص لا يقبل مخاوف المجتمع". وقالت شاه إنّ خان قد مثلت أمام لجنة اختيار الشؤون الداخليّة - وشاه عضوة فيها - وفشلت في تهدئة المخاوف المتعلّقة باستقلالها.
وأضافت: "لقد واصلت التّاكيد على استقلاليّتها، فيما كتابها نفسه الذي قامت بتأليفه تمّ بشراكة مع وزارة الداخليّة. كما حصلت على تمويل من برنامج منع التطرّف. لقد جاءت من العدم بعد حكومة الائتلاف ومن دون أيّة خبرة".

خان: سأنشئ لجنة صارمة لمكافحة التطرّف

شابة بريطانيّة مسلمة

لكنّ أمينة لون، المديرة المشاركة لمؤسّسة البحث والعمل الاجتماعيّ، والتي كانت تتحدّث في البرنامج نفسه، دافعت عن خان وتعيينها قائلة: "إنّه لأمر لا يصدّق أنّنا انتخبنا مسؤولين يشجبون تعييناً ينبغي الترحيب به، تعييناً لامرأة بريطانيّة، شابّة، مسلمة، في وقت نقول فيه إنّه لا يوجد ما يكفي من النّساء في القيادة".
ومن جانبه، دافع أندرسون، الذي كان المراجع المستقلّ لتشريعات الإرهاب لمدّة ستة أعوام، عن خان على تويتر، قائلاً إنّ فكرة أنّها كانت "عميلة للحكومة" من الصّعب التوفيق بينها وبين معارضتها لمشروع قانون مكافحة التطرّف.
وقالت خان، التي تصف نفسها بأنّها ناشطة مناهضة للتطرّف وناشطة في مجال حقوق المرأة، إنّها "تتشرّف وتشعر بالخجل الشديد". وأضافت: "أدرك حجم التحدي الذي أمامنا فيما يتعلّق بمواجهة التطرّف، وأنا ملتزمة التزاماً عميقاً بهذا الدور. سأنشئ لجنة صارمة لمكافحة التطرّف باسم قيمنا المشتركة وحرّيّاتنا الأساسيّة وحقوقنا الإنسانيّة. وبالنسبة إلى الذين يدركون في بلادنا حجم الضّرر والتهديد الذي ما يزال التطرّف يشكله في مجتمعنا، فأنا حريصة على التعاون والانخراط معكم".

من هي سارة خان وما هي لجنة مكافحة التطرّف؟
إنّ خان، التي سيكون لقبها الرسميّ مفوّضة رئيسة، هي المؤسّسة المشاركة لمنظّمة مكافحة التطرّف، إنسباير. ويصفها موقعها على الإنترنت بأنّها "واحدة من أبرز الأصوات النسائيّة المسلمة في المملكة المتّحدة في مواجهة التطرّف الإسلامويّ وتعزيز حقوق الإنسان".
وقالت رود، في إعلانها عن التعيين: "إنّ لجنة مكافحة التطرّف ستشكل جزءاً حاسماً من عمل هذه الحكومة لوقف آفة التطرّف بجميع أشكاله وسارة خان مؤهّلة بشكل محترف لقيادة عملها المهم". وأضافت: "إنّها ستجلب معها ثروة من الخبرة والمعرفة إلى الّلجنة، وهو الأمر الذي سيثبت حيويّته عندما تعمل الّلجنة على تحديد وتحدّي التطرّف وتقديم المشورة المستقلّة للحكومة".

كان تعيين خان، التي يُنظر إليها على أنّها داعمة لبرنامج منع التطرّف منتقَدَاً من جانب البعض على الفور

وكانت تيريزا ماي قد أعلنت عن خطط تأسيس هذه الّلجنة بعد التفجير الذي حدث في ساحة مانشستر في أيار (مايو) الماضي، وهو أحد المهاجمات الإرهابيّة الخمس التي وقعت في بريطانيا في عام 2017.
وستكلّف الهيئة بتحديد وتحدّي كافّة أشكال التطرّف، وتقديم المشورة للوزراء حول السياسات الجديدة، وتعزيز "القيم البريطانية التعدديّة".
وستقوم اللجنة، في إحدى مهامّها المبكّرة، بإجراء تقيّيم للتهديد الذي يشكّله التطرّف والاستجابة الحاليّة له. ومن المتوقّع أن يشمل اختصاصها أيضاً تدريب المدارس والكليّات على اكتشاف العلامات التحذيريّة وضمان احترام حقوق المرأة.
ومن المتوقّع أن تتسلّم خان منصبها الشهر المقبل. وسيستمرّ تعيينها لمدة ثلاثة أعوام.

جيمي غريرسون، الغارديان


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية