هكذا ينشر تنظيم "داعش" أفكاره المتطرفة عبر "فيسبوك"

هكذا ينشر تنظيم "داعش" أفكاره المتطرفة عبر "فيسبوك"


27/05/2018

ترجمة: علي نوار

أصبح موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" محلّ شكوك من جديد على خلفية عدم حظره للتواصل بين الجهاديين المتطرّفين.

فقد عكف باحثون من مشروع مكافحة التطرّف، وهو منظّمة غير هادفة للّربح تنشط في مجال مكافحة التهديد المتصاعد للأيديولوجيات المتطرفة، على تحليل أنشطة الآلاف من أتباع تنظيم "داعش" عبر "فيسبوك"، وجاءت النتائج مرعبة.

تقصّى التقرير أنشطة مؤيدي "داعش" عبر الفضاء الإلكتروني في 96 دولة، وأظهر أنّ هؤلاء المستخدمين من ذوي الميول المتشددة كان يجرى "تقديمهم" على نحو دوريّ إلى أشخاص آخرين لديهم نفس الأفكار عن طريق أداة "أشخاص قد تعرفهم" التي يتيحها الموقع الاجتماعي.

روى جريجوري واترز، أحد الباحثين المشاركين في البحث، لصحيفة "تيليغراف" البريطانية كيف أنّ مقترحات الصداقة مع متشدّدين من تنظيم داعش "انهالت" عليه بعد أن قام بالتواصل مع أحد الأصوليين عبر "فيسبوك".

تعتمد الشبكة الاجتماعية على خوارزمية معقّدة لربط ذوي الاهتمامات المشتركة بواسطة بياناتهم الشخصية

وتعتمد الشبكة الاجتماعية على خوارزمية معقّدة لربط الأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة عن طريق جمع قدر هائل من البيانات الشخصية عن مستخدميها، والتي تستعمل بدورها لعرض إعلانات أُعّدت خّصيصاً للمستخدمين ووضعها أمام أعينهم بشكل مباشر.

لكن أبرز الشكوك في هذا الصدد، مع الأخذ بعين الاعتبار الفضيحة الأخيرة بعد انكشاف أمر تسريبات البيانات التي كانت بطلتها شركة (كامبريدج أناليتيكا) البريطانية، تتمثّل في عدم اهتمام موقع "فيسبوك" بإجراء دراسات متعمّقة بشأن البيانات التي تتم مشاركتها، الأمر الذي يسّهل على الأشخاص أصحاب النوايا السيّئة استغلال الموقع، ومن بينهم الإرهابيون الذين يستعملون الشبكة الاجتماعية الأشهر لصالحهم كي يوسّعوا امتداد تنظيماتهم على المستوى العالمي.

عدم اهتمام الفيسبوك بإجراء دراسات بشأن البيانات يسهل على البعض استغلالها

كذلك، عايش أحد الباحثين المكلّفين بوضع التقرير أوقاتاً عصيبة بعد أن قام بالضغط على بعض صفحات ذات طابع إخباري لكنها لا تمتّ للأصوليين بصلة وتتعلّق وحسب بالصحوة الإسلامية في الفلبين. وحسبما أفادت صحيفة (تيليغراف)، ففي غضون بضع ساعات فقط بعد أن شرع في البحث، تعرّض روبرت بوستينجز لـ"وابل" من مقترحات الصداقة مع أصوليين ينتمون للمنطقة المذكورة.

لذا فقد حذّر بوستينجز أنّ "سعي "فيسبوك" لوضع أكبر عدد من الأشخاص في حالة تواصل أدّى، دون قصد مبيّت، لظهور آلية تسمح بالتواصل بين المتشددين والإرهابيين".

كما اهتمّت الدراسة أيضاً بتحليل مدى فشل "فيسبوك" في الاضطلاع بمسؤوليته فيما يتعلق بالتعّرف على وحظر المحتوى ذي الطابع الإرهابي على الموقع الإلكتروني. ووفقاً للنتائج التي خلص إليها التقرير، فمن بين ألف حساب يخص أتباع تنظيم "داعش" وضعها الباحثون تحت منظار الدراسة، تم فقط إيقاف وإلغاء أقل من نصف العدد من قبل الشبكة الاجتماعية وبعد مرور ستة أشهر كاملة على رصدها.

عدم قيام الفيسبوك بوقف نشاط الحسابات المؤيدة لداعش شيء يدعو للشعور بالقلق الشديد

وعاد الباحث ليشدّد على أنّ "إلغاء الحسابات التي تعمل على نشر دعاية لصالح تنظيم "داعش"، والتي تبثّ دعوات لشنّ هجمات أو تسهم في توفير أي شكل من أشكال الدعم للتنظيم أمر ضروري"، قبل أن يوضّح أنّ "مسألة عدم قيام موقع "فيسبوك" بوقف نشاط الغالبية من الحسابات المؤيدة لـ"داعش" في قاعدة البيانات الخاصة بنا، شيء يدعو للشعور بالقلق الشديد".

بالمثل، أبرز التقرير أنّه حتى بعد التعرف على المحتوى الإرهابي وحذف المنشورات من هذا النوع، فإنّ الأشخاص الذين قاموا ببثّها ظلّوا متواجدين على الموقع. كما أنّ هناك نماذج تم رصدها؛ حيث تم إيقاف نشاط حسابات بعض من أنصار تنظيم "داعش"، والذين قاموا بعد وقت وجيز بإرسال شكوى للمشرفين القائمين على موقع "فيسبوك" وأعادوا بدورهم تنشيط الحسابات من جديد.

من جانبه، أكد أحد المتحدّثين باسم الشبكة الاجتماعية أنّه "لا يوجد مكان في "فيسبوك" للإرهابيين"، وأضاف أنّ العمل يجرى في الشركة "بشكل حثيث من أجل التحقق من عدم وجود أي إرهابيين أو جماعات متشددة تستغل الموقع".

تحليل منشور بصحيفة "إنفوباي" الأرجنتينية الإلكترونية

المصدر: La herramienta de Facebook que utilizan los terroristas 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية