مثقفون عرب يذرفون كلمات الحزن في رحيل علي أبوشادي

مثقفون عرب يذرفون كلمات الحزن في رحيل علي أبوشادي


19/02/2018

غيّب الموت أول من أمس أحد أعمدة النقد السينمائي في مصر والوطن العربي، علي أبو شادي، الذي تمّ تشييع جنازته من مسجد مساكن الشيراتون بالقاهرة، صباح اليوم الإثنين، بحضور عدد كبير من المثقفين والسينمائيين الذين قدموا من كل حدب وصوب لتوديع الراحل إلى مثواه الأخير.

ولد أبوشادي في مدينة المنوفية عام 1946، وتخرج في كلية الآداب جامعة عين شمس، ثم التحق بأكاديمية الفنون، ليحصل على الدراسات العليا في النقد السينمائي، وكان مثقفاً دؤوباً على القراءات السينمائية العالمية، ليرحل عن عمر يناهز 72 عاماً، بعد أن شغل مواقع كثيرة في وزارة الثقافة المصرية.

كان الراحل رئيس تحرير لمجلتي الثقافة الجديدة، ومجلة السينما، ورئيس لجنة تحكيم مسابقة جمعية ساويرس للسيناريوهات، وكتب العديد من المؤلفات السينمائية المهمة التي اعتبرها الأكاديميون العرب مراجع سينمائية خالدة، أرّخ لها الراحل لتبقى منارة على الطريق الفني.

وودّع الراحل عدد كبير من السينمائيين والمثقفين الذي أعربوا لـ"حفريات" عن عميق حزنهم لغياب قامة ثقافية، معتبرين أنّ النقد السينمائي العربي فقد أحد أبرز أعمدته.

مثقفون: فقدان كبير أن نفقد في أقل من عام واحد أهم قامات النقد العربي، مثل سمير فريد، وأبو شادي

رامي عبدالرازق: الأعزاء على عُجالة بالمغادرة 

الناقد السينمائي المصري رامي عبدالرازق أعرب عن حزنه العميق لهذا الفقدان الغالي، وقال: "أستاذ علي أنت الآن حيث يمكنك أن تسمع أفكارنا جميعاً وتدرك مشاعرنا، وتطلع على آلامنا، أنت حيث يمكننا جميعاً أن نوجه إليك أيّة أسئلة سواء ارتضيت أن تجيب أو لم ترتضَ، فدعني أسألك: لماذا تبدون جميعاً أيها الأعزاء على عجالة بالمغادرة، وكأنكم على موعد واحد تريدون أن تلحقوا به لتجتمعوا حيث أنتم الآن؟

أستاذ علي.. أنا حزين جداً.. حزين".

لأبو شادي مؤلفات عديدة كشاهد على السينما في القرن العشرين

نادر الرفاعي: فقيد الفن والمجتمع

واستقبل مدرس النقد بأكاديمية الفنون المصرية الدكتور نادر الرفاعي نبأ رحيل أبو شادي بصدمة لأنه "ليس رحيلاً عادياً، فأبو شادي من أهم المؤثرين في تاريخ السينما المصرية لعدة أسباب، حيثُ شغِل العديد من المناصب المرتبطة بصناعة السينما في مصر والوطن العربي، وقدّم العديد من المؤلفات المتصلة بمبادئ صناعة السينما التي يستقي منها الأكاديميون معرفتهم، كما أنّه يعد أحد كِبار النُقاد في العالم العربي، فمقالاته التي تصدرت العديد من المجلات العربية المهمة، صارت أبرز أدوات تعلم وإتقان فن النقد السينمائي، لذلك فإن فقدنا عزيز، وهو فقيد الفن والمجتمع الذي عاش لأجلهما".

الرفاعي: أبو شادي من أهم المؤثرين في تاريخ السينما المصرية،حيثُ شغل مناصب مرتبطة بصناعة السينما في الوطن العربي

مالك خوري: رحل مثقفنا الوطني حتى العظم

"القارئ والباحث الدؤوب علي أبو شادي، سأفتقد اهتمامك واستفسارك عن كل جديد يصدر بالإنكليزيّة ويتناول السينما العربية، وداعاً علي أبو شادي، وداعاً يا مثقفنا الوطني حتى العظم".

هكذا نعى أستاذ النقد السينمائي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور مالك خوري، صديقه الراحل علي أبوشادي. ثم تابع "لن ننساك أبداً، لقد علمتنا الكثير، وسوف نظل مدينين لك بما علمتنا، وأنا على إيمان راسخ بأنّك الآن أفضل حالاً".

أمير العمري: رحلت سنوات الأحلام الكُبرى

وودع الكاتب والناقد المصري أمير العمري، رفيق الذكريات علي أبو شادي بالتعبير عن ألمه: "خبر وفاة علي أبو شادي قاسٍ ومحزن جداً، اختلفت معه بشدة ووجهت له الكثير من النقد المباشر، كما لم ينقده أحداً عندما كان في مناصبه المتعددة التي جمع بينها أحياناً في وزارة الثقافة، ولكني لم أتعرض له بالنقد منذ أن غادر مناصبه الرسمية، وكنا حينما نتقابل في السنوات الأخيرة، نتبادل التحية والسلام كأنّ شيئاً لم يكن، فما يبقى ليس المنصب بل الإنسان، وكانت تجمعنا ذكريات مشتركة عن سنوات الأحلام الكبرى في السبعينات قبل أن تفترق الطرق، رحم الله علي أبو شادي ألف رحمة".

شغل أبو شادي مناصب عديدة لكنه حافظ على مكانته كواحد من أعمدة النقد السينمائي العربي

هاشم النحاس: وداعاً إلى أن نلتقي قريباً

بكثير من الحزن عبّر الأستاذ بالمعهد العالي للسينما، والمخرج السينمائي الدكتور هاشم النحاس عن فقده صديقه أبو شادي فقال: "مصيبتان في أقل من عام. منذ عدة شهور رحل عنا الصديق سمير فريد الناقد والمؤرخ السينمائي، ولم يمر العام حتى رحل عنا الصديق عليّ أبو شادي الذي يمثل ومازال أحد أعمدتنا الرئيسية في النقد والثقافة السينمائية". ووصف الرحيل بأنه "خسارة كبيرة على المستوى الثقافي العام، وعلى المستوى الشخصي، بخسارة هذين المفكرين الكبيرين، عزاؤنا أنّ ما تركاه من آثار ومن تأثير في سلوكيات وأفكار جيلنا والأجيال التالية سيظل يحيي ذكرى كل منهما، ولكن ستبقى خسارتي الشخصية بفقدانهما قائمة على طول امتداد عمري وإن لم يبق منه إلا القليل، وداعاً إلى أن نلتقي قريباً".

النحاس: مازال أبو شادي أحد أعمدتنا الرئيسية في النقد والثقافة السينمائية" ورحيله خسارة كبيرة

الطاهر شيخاوي: القامات اختارت الرحيل

الناقد التونسي الطاهر شيخاوي، الذي شعر بالصدمة بعد علمه بالخبر، قال: فقدان كبير عندما نفقد في أقل من عام واحد أهم قامات النقد العربي، الأستاذ سمير فريد، والأستاذ علي أبو شادي، فهما قامتان تعلمنا منهما وسنتعلم مما حيينا. أنا حزين. وأتساءل لماذا اختارات تلك القامات أن ترحل عن عالمنا، وتحرمنا من أن ننهل من بحر معرفتهما غير المحدودة.. رحم الله علي أبوشادي.. أبلغ سلامنا لسمير فريد".

الصفحة الرئيسية