جبل الجليد.. هل يضع الإمارات على خريطة السياحة الجليدية؟

جبل الجليد.. هل يضع الإمارات على خريطة السياحة الجليدية؟


05/07/2018

من قلب شبه الجزيرة العربية وفي أبو ظبي بالتحديد، سعى المهندس الإماراتي عبد الله الشحي، في العام 2017، إلى تحدي التضاريس الصحراوية للمنطقة، وإيجاد الحل لمشكلة نقص المياه في العالم.

ولم يفكر المدير التنفيذي لمكتب المستشار الوطني المحدود، بمشاريع صغيرة لتغذية أهدافه الكبيرة، بل قرر ركوب الموجة وتحدي الواقع من خلال طرح مشروع سحب "جبل جليدي" من القطب إلى سواحل إمارة الفجيرة، وفق ما أوردت شبكة الـ "سي إن إن" في تقرير لها.

ويهدف مشروع "جبل جليد الإمارات"، إلى إيجاد مصادر جديدة للمياه، كما يسعى إلى تشجير الصحارى تدريجياً، وإحداث تغييرات جذرية في مناخ المنطقة من خلال تكثيف بخار الماء وجذب الغيوم الحاملة للأمطار إلى المنطقة.

مشروع "جبل جليد الإمارات" يهدف إلى إيجاد مصادر جديدة للمياه وتشجير الصحارى وإحداث تغييرات جذرية في مناخ المنطقة

ولم تركز أهداف المشروع على تحقيق تقدم في مجال الطبيعة فحسب؛ بل سعى أيضاً إلى وضع الإمارات على خريطة "السياحة الجليدية" في المنطقة.

وقال الشحي إنه من المتوقع أن "يُحدث المشروع ظاهرة مناخية فريدة من نوعها؛ حيث ما أن تدخل الجبال الجليدية وهي كتل باردة في وسط عالي الرطوبة حول بحر العرب، سيتكثّف بخار الماء، محدثاً منخفضاً جوياً يتحول إلى دوامة تجذب نحو مركزها الغيوم الهائمة من بحر العرب، فتثقل وتمطر غزيراً على مدار السنة،" مضيفاً أن "تواجد الجبال الجليدية، سيساهم في إحداث ظاهرة مناخية مصغرة وفريدة من نوعها تتسبب في هطول الامطار على جنوب شبه الجزيرة العربية وعلى مدار السنة، مما سيساهم في تحويل صحراء الربع الخالي إلى مروج خضراء تجري من تحتها الأنهار في غضون العشر سنوات القادمة. "

ورغم أن المشروع واجه انتقادات وردود فعل سلبية بسبب خروجه عن إطار المألوف، إلا أن الأمر لم يحبط الشحي بل دفعه نحو المثابرة والتركيز على تطوير التقنيات، لإثبات عدم صحة وجهة نظر المنتقدين، على حد تعبيره.

وبعكس المشاريع الناشئة الأخرى، تعد تكلفة "جبل جليد الإمارات" مرتفعة، حيث تتراوح بين 50 و120 مليون دولار.

ويعود سبب ارتفاع تكلفة المشروع إلى الإجراءات المعقدة التي سيتطلبها، حيث يؤدي حجم الجبل الجليدي المراد قطره والمسافة التي سيقطعها دوراً أساسياً في تحديد رأس المال.

وحول تفاصيل المشروع، أفاد الشحي أن "أقرب منطقة للجبال الجليدية تبعد حوالي تسعة آلاف كيلومتر عن جنوب الساحل الشرقي لدولة الإمارات"، مضيفاً أن "عملية النقل ستستغرق بين 9 و11 شهراً تقريباً".

وستبدأ الشركة بتقديم الطلب لأخذ الموافقات الحكومية بعد الانتهاء من المرحلة التجريبية، بحسب ما أوضحه الشحي، مشيراً إلى أنه "سيتم اختبار الجبال فيها عبر الأقمار الصناعية، والقيام بمحاكاة إلكترونية للجبل الذي سيتم إختياره، وبعدها ستنتقل فرق العمليات إلى الموقع للبدء في إجراءات سحب الجبل الجليدي، بعد إحاطته بحزام يطفو على سطح المياه."

ولفت الشحي إلى أنه "من المتوقع أن تبدأ المرحلة التجريبية في الربع الثاني من العام 2019، بينما ستتبعها المرحلة التشغيلية الكاملة إلى الساحل الشرقي في الربع الأول من العام 2020."

ورداً على المخاوف التي أبداها البعض حول إمكانية تأثير المشروع سلباً على البيئة، أكد الشحي أن "الجبال الجليدية التي سترسو على بعد يتراوح بين 25 و35 كيلومتراً عن الساحل الشرقي لدولة الإمارات باتجاه الفجيرة، ستكون محاطة بمراسي طافية لتثبيتها بشكل كامل يمنع فرضية انكسارها أو تحركها"، لافتاً إلى أن "الدراسات البيئية أثبتت بأن الجبال الجليدية ستذوب بالبحر وتساهم في تبريد مياهه، التي ارتفعت حرارتها بسبب الاحتباس الحراري".

ومن المتوقع، أن يؤدي المشروع إلى سد احتياجات المياه لعقود، بكمية تترواح بين 500 مليون وثلاثة مليارات متر مكعب من المياه العذبة.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية