هل ستحرك احتجاجات "عاصمة النفط" الحكومة الجزائرية؟

هل ستحرك احتجاجات "عاصمة النفط" الحكومة الجزائرية؟


29/07/2018

خرج المئات من أهالي محافظات جنوب الجزائر إلى الشوارع، لإيصال معاناتهم، ومطالبهم ذات المضمون الاجتماعي والاقتصادي، مطالبين السلطات بتحسين الظروف المعيشية من خلال رفع التهميش عنهم، وتوفير الخدمات الأساسية، وإيجاد حلول للمشكلات التنموية التي تعاني منها مناطقهم، إضافة إلى تمكين الشباب العاطل من الحصول على وظائف.

المئات من أهالي جنوب الجزائر يطالبون بتحسين الظروف المعيشية ورفع التهميش عنهم وإيجاد حلول للمشكلات التنموية

وألغت السلطات الجزائرية، بحسب ما أورد موقع "العربية"، حفلة فنية في محافظة ورقلة "عاصمة النفط"، في البلاد، بعد احتجاجات قبالة موقع الحفل المفترض، في سياق محاولات "تهدئة للوضع"، تزامناً مع تعرض وفد حكومي لانتقادات في محافظة الجلفة، إثر تأخر في تقديم العزاء لرحيل شخصية مرموقة.

وبالكاد أعلنت الحكومة، عبر هيئات ثقافية رسمية، إلغاء حفل ورقلة، إثر احتجاج في كلّ من محافظات بشار وورقلة والجلفة وبجاية، رفعت شعارات مثل: "توفير العمل بدل صرف الأموال في المواعيد الفنية"، كما صدر بيان باسم مجموعة من الناشطين في محافظة وادي سوف الصحراوية تُشعر السلطات بإيقاف حفل مماثل.

مئات المعتصمين، وأغلبهم من الشباب الذين اعتصموا بشكل دوري قبل أسابيع، قبالة مراكز للتشغيل أو مقرّ المحافظة، قضوا ليلتهم قبالة مركز ثقافي كان سيحتضن حفلاً فنياً بورقلة، وفق ما أوردت صحيفة "الحياة اللندنية".

السلطات الجزائرية تلغي حفلة فنية في محافظة ورقلة بعد احتجاجات قبالة موقع الحفل

وتشكل احتجاجات الجنوب الجزائري، وهي نادرة، مبعث قلق للسلطات المركزية في الجزائر العاصمة، وعادة ما تستجيب الحكومة في شكل مستعجل لكل حراك شعبي هناك. وقبل أسابيع كادت محافظة بشار أن تشهد احتجاجات عارمة، بيد أنّ وزارة الداخلية سارعت لإصدار تعليمات من محافظ الولاية، للاستجابة لمطالب الأهالي.

وكانت محافظة غرداية (600 كيلومتر جنوب العاصمة) قد شهدت أطول صراعات طائفية بين عرب وأمازيغ، لأسباب طائفية، بخلفيات اجتماعية وتنموية، قبل أن تمتد الاحتجاجات إلى عين صالح؛ عندما أعلنت الحكومة بدء استغلال الغاز الصخري في المنطقة.

وأعادت الحكومة الجزائرية بعث الحياة في صندوق الهضاب العليا والجنوب، وأقرت تقسيماً إدارياً انطلق من محافظات منتدبة جديدة ليبلغ منتهاه بمحافظات جديدة، أبرزها في الجنوب، على أمل إنهاء اتهامها بالتهميش والجهوية.

وورقلة هي عاصمة النفط الجزائري، وبها آبار حاسي مسعود الشهيرة، وفي العادة يشتكي شبابها من نقص فرص اليد العاملة، رغم وجود "الأولوية" لهم في العمل في تلك الحقول النفطية.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية