في اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر.. تعرف إلى أبرز أشكال العبودية

في اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر.. تعرف إلى أبرز أشكال العبودية


30/07/2018

في وقت تحيي فيه الأمم المتحدة "اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر"، الذي يصادف 30 تموز (يوليو) من كل عام، بهدف رفع الوعي بهذا الانتهاك الجسيم والدعوة لتعزيز الوقاية والحماية منه، يقع الملايين من ضحايا الاتجار بالبشر، من النساء والرجال والأطفال، في أيدي المهربين كلّ عام؛ لتصديرهم إما إلى بلاد أخرى، أو إلى شبكات الاتجار بالبشر الداخلية في بلادهم، في صناعة تعدّ من أكثر الصناعات الإجرامية على مستوى العالم؛ حيث تتم التجارة بين 127 دولة مصدرة و137 دولة مستقبلة حول العالم، وذلك لاستخدامهم في مختلف الأغراض الجنسية أو للأعمال الشاقة أو الأعمال المنزلية، أو في عمليات سرقة الأعضاء.

الخارجية الأمريكية أشارت إلى وجود 7 أنواع جديدة من أشكال الاتجار بالبشر مقارنة بما كان معروفاً

ورغم عدم دقة الإحصائيات؛ نظراً إلى عمل تلك الشبكات بسرية، إلا أنّ التقديرات تشير إلى تعرض ملايين البشر لهذه الممارسات المشينة في العالم؛ إذ تؤكد بيانات الأمم المتحدة أنّ كلّ بلدان العالم تتأثر بظاهرة الاتجار بالبشر، ووفق تقديرات سابقة للأمم المتحدة؛ فإنّ واحداً من بين كلّ 236 فرداً في العالم هو ضحية للاتجار بالبشر.

وأكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في تقريرها السنوي الذي أصدرته هذا العام؛ أنّ الخارجية الأمريكية أشارت إلى وجود سبعة أنواع جديدة من أشكال الاتجار بالبشر، مقارنة بما كان معروفاً خلال العقود الماضية من أشكال العبودية.

وفيما يلي أبرز الصور الحديثة للاتجار بالبشر، كما وردت في تقرير الخارجية الأمريكية:

تجارة الجنس

عندما ينخرط شخص بالغ في ممارسة الدعارة، تحت التهديد أو الاحتيال أو الإكراه، أو مزيج من هذه الوسائل، يكون هذا الشخص ضحية للاتجار.

يشار إلى أنّ كلّ من يتورط في تجنيد شخص أو إيوائه أو نقله أو تقديمه أو رعايته، لهذا الغرض يكون مذنباً.

الاتجار بالأطفال لأغراض الجنس

يتعلق هذا النوع من الاتجار بالبشر بأي شخص يقل عمره عن 18 عاماً، ويتم استغلاله أو إيواؤه أو نقله أو رعايته بغرض ممارسة الدعارة.

اقرأ أيضاً: ما حقيقة الاستعباد الجنسي لعاملات عربيات في مزارع الفراولة بإسبانيا؟

وإثبات القوة أو الاحتيال أو الإكراه ليس ضرورياً لمقاضاة المجرمين، كما يحصل في الاتجار بالبشر لأغراض الجنس.

ولا توجد استثناءات لهذه القاعدة، فليس هناك أية تبريرات، ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية، تغير حقيقة أنّ الأطفال المستغَلين في البغاء هم ضحايا الاتجار بالبشر.

 

 

العمل القسري

عندما يستخدم الشخص القوة أو التهديد البدني أو الإكراه النفسي أو إساءة استخدام القانون أو الخداع، أو أية وسائل قسرية أخرى لإجبار شخص ما على العمل.

وأكثر شريحة معرضة لهذا النوع من الاتجار هم المهاجرون، لكن مع ذلك فإنّ الأفراد قد يجبرون على العمل في بلدانهم.

عبودية الديون

أحد أشكال الإكراه الذي يستخدمه تجار البشر، سواء في تجارة الجنس أو في العمل القسري، هي فرض الديون.

وبعض العمال يرثون ديون آبائهم، فعلى سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أنّ هناك ملايين من ضحايا الاتجار بالبشر في جنوب آسيا يعملون على سداد ديون أسلافهم.

ويمكن أن يساهم تجار البشر وأصحاب العمل في كل من بلد المنشأ وبلد المقصد في استعباد المدين من خلال فرض رسوم توظيف على العمال وأسعار فائدة باهظة، مما يجعل من الصعب، إن لم يكن مستحيلاً سداد الدين.

 

 

العبودية المنزلية

تعدّ ﺟﺮﻳﻤﺔ حين ﻻ ﻳﺘﻤﺘﻊ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﻨزﻟﻲ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻐﺎدرة وﻇﻴﻔﺘﻪ وتتمّ إﺳﺎءة اﺳتخداﻣﻪ، أو إعطاؤه أجوراً قليلة، أو ألّا يحصل العاملين في المنازل على يوم عطلة مثلاً.

ويواجه الكثير منهم، خاصة النساء، أشكالاً مختلفة من الإساءة والمضايقة والاستغلال، بما في ذلك العنف الجنسي.

عمل الأطفال القسري

رغم أنّ الأطفال قد ينخرطون قانونياً في أشكال معينة من العمل، إلا أنه يمكن أيضاً العثور على أطفال يعانون من العبودية أو أحد أشكالها.

ومن بين أبرز الحالات التي يتعرض لها الأطفال للعمل القسري؛ تلك التي تحصل عندما يكون الطفل في عهدة أشخاص من غير أفراد العائلة، ويتم استغلاله للحصول على أموال، مثل التسوّل القسري.

 

 

التجنيد غير القانوني للأطفال

عادة ما يتم من خلال استخدام القوة أو الاحتيال أو الإكراه، ويتم الاستفادة منهم كمقاتلين، أو استخدامهم في أشكال أخرى من العمل.

وقد يكون الجناة قوات حكومية مسلحة، أو منظمات شبه عسكرية (ميليشيات)، أو جماعات متمردة.

اقرأ أيضاً: تجنيد الأطفال: إلى اليونسيف مع التحية

وسنوياً يتم اختطاف العديد من الأطفال قسراً لاستخدامهم كمقاتلين أو في مجالات عمل أخرى؛ كحمّالين، أو طهاة، أو حرّاس، أو خدم، أو جواسيس، وقد تضطر الفتيات الصغيرات إلى "الزواج"، أو يتعرضن للاغتصاب من قبل القادة والمقاتلين.

اليونيسيف: ثلث الضحايا دون 18 عاماً

وأكّدت لجنة ألمانيا فرع منظمة رعاية الأطفال التابعة للأمم المتحدة "اليونسيف": أنّ ثلث ضحايا تجارة البشر هم دون سنّ 18 عاماً.

وقالت المنظمة في تقريرها، الذي نشر أمس، ونقلته "دويتشه فيله": إنّ الأطفال والشباب يشكلون ما مجموعه 28% من الحالات التي تم الكشف عنها في جرائم تجارة البشر، وأضافت المنظمة؛ أنّه في مناطق مثل إفريقيا بجنوب الصحراء وأمريكا الوسطى والكاريبي تصل نسبة الأطفال ضحايا تجارة البشر الموثقة حالاتهم إلى حدود 64% من مجموع ضحايا الاتجار بالبشر.

اقرأ أيضاً: يونيسيف: الأطفال يشكلون ثلث ضحايا تجارة البشر في العالم

وقالت منظمة "اليونسيف"، فرع ألمانيا، ومنظمات غير حكومية أخرى: إنّ "الرقم الفعلي لعدد الضحايا الأطفال لتجارة البشر، أكبر من ذلك بكثير"، وتابعت: "ما تزال الكثير من حالات تجارة البشر التي لا يتم الاعتراف بها، أو تصنيفها ضمن جرائم تجارة البشر". كما أنّ الكثير من الضحايا من الفتيات القاصرات والصبيان لا يكشفون عن تلك الحالات لرجال الشرطة أو للأجهزة الأمنية المعنية، وذلك بسبب قلة الثقة أو الخوف من الجناة.

إلى ذلك، يجهل الكثير من الضحايا الحقوق التي تضمنها لهم القوانين المختلفة، بحسب توضيح المنظمة الدولية لرعاية الأطفال "اليونسيف".

اقرأ أيضاً: هكذا تجند ميليشيات الحوثي الأطفال!

ومن المشكلات التي تواجه الكشف الكامل لحجم الجرائم، تلك التي يعاني منها الضحايا القاصرين هناك تشويه السمعة أو إعادتهم إلى أوطانهم الأصلية التي هربوا منها لعدم توفر الحماية الكافية لهم، ولهذا لا تتجه هذه الشريحة من الضحايا إلى الجهات المعنية لطلب المساعدة.

وتشير المنظمة إلى أنّ الأطفال اللاجئين والمهاجرين والنازحين هم أكثر عرضة لخطر التجارة بالبشر؛ ففي غياب طرق شرعية آمنة للهجرة أو الهروب من مناطق الأزمات والحروب، يضطر كثيرون إلى اللجوء إلى طرق غير نظامية وخطيرة للهجرة أو الهروب، ويكونون في هذه الحالة عرضة لجميع أشكال المخاطر.

 

 

كما أنّ هذه المخاطر لا تتوقف عند جنس معين، فالصبيان يواجهون خطراً أكبر للوقوع بأيدي تجار البشر؛ لأنّ الاعتقاد السائد يوحي بأنّهم لا يحتاجون إلى مساعدة، لهذا نادراً ما تتم مساعدتهم.

بدوره، عدّ أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في تصريح صحفي نشر عبر موقع الأمم المتحدة، أنّ الاتجار بالبشر يعد شكلاً من أشكال عبودية العصر الحديث؛ حيث تجد تلك الجريمة في الصراع وانعدام الاستقرار واللامساواة مرتعاً لها.

وأشار غوتيريس، إلى أنّ المتاجرين بالبشر، يتكسبون من استغلال آمال الإنسان ويأسه، ويتخذون من الضعفاء فريسة لهم، ويجردونهم من حقوقهم الأساسية، مؤكداً أنّ الأطفال والشباب والمهاجرين واللاجئين أكثر عرضة للوقوع ضحايا للاتجار بالبشر، أما النساء والفتيات فيُستهدفن بلا هوادة.

اقرأ أيضاً: اليونسيف: أوقفوا تزويج الأطفال

من جانبها، شددت المقررة الأممية المعنية بقضية الاتجار بالبشر، ماريا غرازيا، جيامارينارو، على ضرورة أن تعمل الدول في جميع أنحاء العالم لتعزيز جهود منع الاتجار والتصدي له.

وقالت: "الكثيرون ممن يقعون ضحية للاتجار بالبشر هم من المهاجرين، بمن فيهم اللاجئون، وطالبو اللجوء الذين قرروا ترك ديارهم لأسباب مختلفة، مثل: الصراعات والكوارث الطبيعية والاضطهاد، والفقر المدقع".

جيامارينارو: الكثيرون ممن يقعون ضحية للاتجار بالبشر هم من المهاجرين، بمن فيهم اللاجئون

وتقدّم اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية والبروتوكولات الملحقة بها، المساعدة للدول في جهودها الرامية إلى تنفيذ بروتوكول منع الاتجار بالبشر ومعاقبة المتاجرين بالأشخاص.

وتعرّف المادة 3، الفقرة (أ) من بروتوكول الاتفاقية، الاتجار بالأشخاص بأشكاله المختلفة، التي من ضمنها: تجنيد الأشخاص، أو نقلهم، وتحويلهم، أو إيوائهم بدافع الاستغلال، أو حجزهم للأشخاص عن طريق التهديد، أو استخدام القوة، أو أيّ من أشكال القسر أو الاختطاف، أو الاحتيال، أو الخداع، أو الابتزاز، أو إساءة استخدام السلطة، أو استغلال مواقف الضعف، أو إعطاء مبالغ مالية أو مزايا بدافع السيطرة على شخص آخر لغرض الاستغلال.

ويشمل الحدّ الأدنى من الاستغلال؛ استغلال الأشخاص في شبكات الدعارة وسائر أشكال الاستغلال الجنسي، أو العمالة المجانية والسخرة، أو العمل كخدم، أو الاسترقاق، أو الممارسات الشبيهة بالرقّ، أو استعباد الأشخاص بهدف الاستخدام الجسماني ونزع الأعضاء.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية