الحوثيون يجنّدون الأطفال والتحالف العربي يؤهلهم

اليمن

الحوثيون يجنّدون الأطفال والتحالف العربي يؤهلهم


05/08/2018

أطفال في عمر الزهور خلعوا البراءة واستبدلوها بوحشية السلاح، كانوا مثل دروع بشرية ذاهبة إلى طرق الموت دون رجعة، في شوارع صنعاء الحزينة حملت نعوشهم وهي تشكو إلى الله ميليشيا الحوثي الإرهابية، التي زجّت بهم إلى ساحات القتال بعد أن تركتهم فريسة سوء التغذية وقلة الرعاية وانتشار الأوبئة.

دأبت جماعة الحوثي المدعومة من إيران على استغلال أطفال اليمن بشكل بشع في حروبها الدموية، وكان سعيها لاستمرار جذوة المعارك وللحفاظ على مقاتليها دافعاً لها لتجنّد يومياً شباباً في اليمن، لخدمة أهدافها.

4.5 مليون طفل يمني حرمتهم الميليشيا الحوثية من التعليم وما يزيد عن 4 ملايين محرومون منه بسبب إغلاق المدارس

ولم تكتفِ ميليشيا الحوثي الإرهابية عند هذا الحد؛ بل عمدت إلى قتل الأطفال في مدارسهم؛ حيث أوردت وكالات الأنباء العالمية قبل أيام؛ نقلاً عن مصادر مطلعة في المدينة، أنّ الميليشيا فجّرت مدرستين في منطقة التحيتا بالحديدة في انتهاك للقوانين الدولية، الأمر الذي يعد استهتاراً بأرواح المدنيين، واستهدافاً واضحاً لمقدرات الشعب اليمني، وبناه التحتية ومؤسساته.

اقرأ أيضاً: بهذه الطريقة يواجه التحالف العربي والجيش اليمني انتهاكات الحوثيين

وأعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليمنية، مؤخراً أنّ 4.5 مليون طفل يمني حرمتهم الميليشيا الحوثية الإيرانية من التعليم، فيما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف"، في بيان لها؛ أنّ ما يزيد عن 4 ملايين طفل يمني يواجهون مخاطر الحرمان من التعليم بسبب إغلاق المدارس.

ميليشيا الحوثي الإرهابية عمدت إلى قتل الأطفال في مدارسهم

أطفال اليمن في طريق الموت

في وقت سابق من العام 2018، أعلنت الأمم المتحدة أنّها تحققت من تجنيد ما لا يقل عن ألف و476 طفلاً في اليمن، واستخدامهم في الصراع المسلح، متهمة جماعة الحوثي الإرهابية بالوقوف وراء عمليات تجنيد الأطفال.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، في بيان نقله الموقع الإلكتروني لإذاعة المنظمة الدولية، إنّها "تلقت العديد من التقارير، حول تجنيد الأطفال في اليمن واستخدامهم في الصراع على يد اللجان الشعبية التابعة للحوثيين".

تستغل جماعة الحوثي الوضع المعيشي لبعض الأسر لدفعهم إلى إرسال أطفالهم للتجنيد في صفوف المسلحين

وأشارت، المتحدثة باسم المفوضية، رافينا شمداساني، إلى أنّه؛ ما بين 26 آذار (مارس) 2015 و31 كانون الثاني (يناير) 2017، تحققت الأمم المتحدة من تجنيد 1476 طفلاً في أعمال القتال الدائرة في اليمن، جميعهم من الذكور، منوّهة إلى أنه "من المرجح أن تكون الأرقام أعلى من ذلك بكثير؛ نظراً لرفض معظم الأسر الحديث عن تجنيد أطفالها؛ خوفاً من الانتقام".

وأضافت المسؤولة الأممية: "تلقينا تقارير جديدة حول الأطفال الذين تمّ تجنيدهم دون علم أسرهم، غالباً ما ينضم هؤلاء، الذين تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة، إلى القتال نتيجة التغرير بهم أو الوعود بمكافآت بمالية أو مراكز اجتماعية، ويتم إرسال العديد منهم على وجه السرعة إلى الخطوط الأمامية لجبهة القتال، وهي جريمة مكتملة الأركان ضدّ الإنسانية".

اقرأ أيضاً: هكذا يحاول الحوثيون التحايل على المجتمع الدولي

من جهتها، أكدت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان، في نهاية شباط (فبراير) 2017، أنّها حصلت على أدلة جديدة تظهر أنّ جماعة الحوثي المسلحة تنشط في تجنيد أطفال للمشاركة كجنود في جبهات القتال في النزاع اليمني.

وقالت نائب المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في العاصمة اللبنانية بيروت، سماح حديد، وفق ما أورد موقع "ديسمبر" الإخباري، إنّ عملية تجنيد الأطفال "تتمّ دون رضا ذويهم ودون علمهم، وإرسالهم للقتال في أماكن يكون موتهم فيه محتماً، لا تبدو عملية عادية، وليتوقع كلّ منا بعد هذا كم سيكون عدد الأطفال الذين جندتهم الجماعة، عندما تتم عمليات التجنيد بصورة منتظمة وعلى مدار السنة، بعد استقطابهم إلى مراكز التثقيف المشهورة التي استحدثتها الجماعة الحوثية، وهي التي عناها الباحث الأمريكي مايكل نايتس بقوله: لقد تحدثت إلى قاعات دراسية مملوءة بالجنود الأطفال".

أدلة جديدة تظهر أنّ جماعة الحوثي تنشط في تجنيد أطفال للمشاركة في جبهات القتال في النزاع اليمني

وكانت إحدى المنظمات الحقوقية المحلية أصدرت تقريراً مفزعاً عن أطفال اليمن من 2015 إلى 2017، نشرته صحيفة "مأرب برس"، وتحدث عمّا يقارب ألفي قتيل من الأطفال وأكثر من 4 آلاف مصاب، وما يفوق 500 طفل معوق ومبتور الأطراف، ونحو 20 ألف طفل جرى استدراجهم لمعسكرات التجنيد، و4 ملايين طفل معرض للمجاعة، وأكثر من ضعف هذا الرقم يحتاجون مساعدة إنسانية عاجلة.

واتهم الناشط اليمني أنور حيدر، في وقت سابق، حسبما أورد موقع "أخبار اليمن"، الحوثيين بأنّهم ينقلون الأطفال إلى معسكرات توجد في محافظات (ذمار، عمران صعدة، حجة، المحويت، ومناطق تهامة) ومعظم هؤلاء الأطفال ينحدرون من مناطق ذات نمط اجتماعي فقير.

اقرأ أيضاً: تقرير سرّي دولي حول الحوثيين يدين إيران.. هذا ما جاء فيه

ووصف حيدر وضع الأطفال في اليمن بـ"الكارثي" بعد ارتفاع المجندين منهم في صفوف الحوثيين، بالإضافة إلى ظهور تقارير تؤكد تسربهم من المدارس إثر الفقر والجوع والمرض وتدهور الأوضاع المعيشية لذويهم.

تفرض الميليشيا على أولياء أمورهم تجنيدهم

الخطة الخبيثة لتجنيد الأطفال

خطة الحوثيين في تجنيد الأطفال تبدأ من الصفوف الدراسية الأولى؛ حيث تفرض على أولياء أمورهم تجنيدهم في صفوف الانقلابيين، وإرسالهم إلى أماكن المواجهات العسكرية تحت مبررات وادعاءات مختلفة، أو اختطافهم من المدارس، وفي بعض الأحيان من أحيائهم السكنية وإغراء أسرهم بالمال، خاصة للمحتاجين، ثم أخذهم إلى جبهات القتال تحت لافتة "محاربة التكفيريين والدواعش".

الأطفال الذين انضموا للحوثيين خضعوا لدروس دينية مكثفة لحثّهم على القتال فضلاً عن تدريبهم على استخدام البنادق والأسلحة

وكشفت صحيفة "الصانداي تلغراف" البريطانية، الحيل التي يمارسها الحوثيون لاستدراج الأطفال إلى جبهات القتال، فقالت، في قصة مقتضبة لطفل يمني يُدعى عبد الله فاتح، حولته ميليشيا الحوثي من تلميذ في مدرسة إلى مقاتل في الجبهات، إنّ الجماعة تعطي إغراءات للأطفال وأهاليهم من خلال الإيحاء بقدرتها على إعفاء أبنائهم من الامتحانات في حال كانوا في جبهات القتال.

وتذكر الصحيفة أنّ الأطفال الذين انضموا للحوثيين، خضعوا لدروس دينية مكثفة لحثّهم على المشاركة في القتال، فضلاً عن تدريبهم على استخدام البنادق والأسلحة، وقيل لبعض الأطفال في البداية؛ إنّهم لن يشاركوا في القتال؛ بل سيساعدوا في حمل الأسلحة والذخيرة وتجهيز الإمدادات اللازمة للجنود، غير أنّ ذلك لم يستمر طويلاً، ولم يحمهم من اللحظات المرعبة في الحرب .

ونقل المركز الإعلامي للجيش اليمني، شهادات لأطفال وقعوا في الأسر، تتراوح أعمارهم بين 13 – 16 عاماً، يشرحون فيها طريقة خداعهم من قبل الميليشيات، والزجّ بهم في الصراع المسلح بالإكراه .

طلبوا من الأهالي إرسال أبنائهم لتلك لمراكزهم ومن يرفض يعدّونه خصماً ويضعون عليه دائرة حمراء 

ويروي أحد الأطفال (13 عاماً)؛ أنّ "الحوثيين أخذوه من مدرسته في منطقة واسطة بمديرية عنس، محافظة ذمار، بحجّة تلقيه دورة تدريبية لمدة يومين فقط، ثم سيعيدونه إلى منزله، لكنّه اكتشف في الطريق أنهم ذاهبون به مع زملائه إلى جبهات القتال في بيحان، وقالوا له "ستقاتل الأمريكيين والإسرائيليين"، ورغم إصرارهم على عدم المشاركة، إلا أنهم يُواجهون تهديدات بالقتل في حال الهرب أو الرجوع".

وفي وثيقة مسرّبة نشرتها صحيفة "الخليج" مؤخراً؛ أصدر أحد كبار قادة الميليشيات الحوثيين أمراً موجهاً إلى نائب وزير التربية والتعليم في حكومة صنعاء الانقلابية يطلب فيه إعفاء الطلبة الذين يقاتلون مع الحوثيين من الاختبارات السنوية للعام الجاري، وعددهم حسب الخطاب 2864 طالباً، أدرجت أسماؤهم في قوائم مرفقة بالخطاب، و"اعتبارهم ناجحين، تقديراً لجهودهم العسكرية".

وتستغل جماعة الحوثي الوضع المعيشي لبعض الأسر للدفع بهم إلى إرسال أطفالهم إلى التجنيد ضمن صفوف المسلحين التابعين للجماعة، مقابل بعض المساعدات التي تقدمها الجماعة لتلك الأسر، في حين أنها تمارس عملية التعبئة والتحشيد مع أولئك الأطفال حتى تقنعهم بالذهاب إلى المعارك حتى في حال رفض الأهالي.

اقرأ أيضاً: التحالف العربي يحذّر.. الحوثيون يتسببون بكارثة بيئية في الحديدة!

كما تستخدم الجماعة الإيرانية، وفق ما أوردت الصحيفة، الترهيب والترغيب، والقوة أحياناً، في السيطرة على تلك الأماكن؛ حيث فرضوا مناهجهم الطائفية، ومنها: كتب لبدر الدين الحوثي، وحسين الحوثي، ومحمد بدر الدين الحوثي، وغيرهم، كما فرضوا مدرسين ومديرين من الجماعة على تلك المراكز والمعاهد، وطلبوا من الأهالي في كثير من المناطق إرسال أبنائهم لتلك المراكز، ومن يرفض يعدّ خصماً وطابوراً خامساً داخل المجتمع ويضعون عليه دائرة حمراء في تصنيفاتهم، وهذا في شهادة نقلتها صحيفة أخبار اليمن.

يحاول قادة الميليشيا الحوثية الإيرانية إخفاء معالم جريمتهم بحق الطفولة

التحالف يواجه خطط قتل الأطفال

صانعة الأفلام والمخرجة الأردنية، نسرين الصبيحي، التي حصلت مؤخراً على جائزة مهرجان مدريد السينمائي الدولي، وذلك عن فيلمها "وما جاء الفجر"؛ الذي يتحدث عن معاناة أطفال اليمن، تناولت في فيلمها نماذج من الضحايا الأكثر تضرراً من الحرب الدائرة في اليمن، وهم الأطفال، وقالت في تصريح إعلامي إنّ اشتغالها على الأطفال يأتي انطلاقاً من كونهم "الضحية الصامتة".

اقرأ أيضاً: صراعات داخلية تفكّك ميليشيات الحوثي...هذه هي طبيعتها

وفي مواجهة خطط قتل الأطفال الأبرياء نظمت قوات التحالف العربي، رحلة غير اعتيادية، في مهمة إنسانية تستهدف الأطفال اليمنيين، لتعريفهم بأنواع الألغام ومخاطرها، التي زرعتها بين السكان عشوائياً، حسبما أوردت شبكة "سكاي نيوز"، ورفع الأطفال عشرات اللافتات التي كُتبت عليها عبارات تدعو لوقف الحرب على اليمن وحمايتهم من القصف الذي يستهدفهم بشكل متواصل؛ في منازلهم ومدارسهم من قبل الحوثيين.

وفي 10 تموز (يوليو) 2017 أكّدت دولة الإمارات العربية المتحدة، الالتزام الجاد للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بتحمل كامل مسؤولياته المتعلقة بحماية جميع المدنيين، خاصة الأطفال.

كما أكدت التزام التحالف، الذي تقوده السعودية، بمواصلة جهوده الهادفة أيضاً إلى تخفيف آثار النزاع على المدنيين والأطفال، بالتنسيق التام والوثيق مع جميع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة على الأرض.

بينما يقوم الحوثيون بتجنيد الأطفال في ساحات القتال، يسعى التحالف العربي إلى تأهيلهم وتحريرهم من قبضة الجماعة الإرهابية

وفي البيان، الذي استعرضته لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أمام المناقشة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن الدولي، يوم 20‏ أيار (مايو) 2018، أكدت دعم التحالف العربي لأطفال اليمن، عبر تقديم دعم متكامل لبناء مدارس جديدة.

وبحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية في نيسان (إبريل) الماضي، فإنّ  الأمين العام للأمم المتحدة اطلع على معرض يوضح جسامة الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي ضدّ الأطفال والمدنيين داخل اليمن، في انتهكاك بارز للقانون الإنساني الدولي .

اقرأ أيضاً: هكذا أفشل التحالف العربي المخططات الحوثية بالحديدة

كما جرت مناقشة ملف اعتداءات الميليشيات الإيرانية الحديثة منذ أعوام، وإيضاح مبادئ وأخلاقيات قوات التحالف في الجانب الإنساني، والتنسيق مع المنظمات الدولية سواء من المواد الغذائية والدوائية، ومن ذلك تسهيل الخروج الآمن لمن يرغب من المدنيين والبعثات الدبلوماسية العاملة في اليمن، إضافة إلى تنسيق جميع تحركات القوافل الإنسانية للمنظمات الدولية لضمان سلامتها خلال العمليات العسكرية، وذلك بالتنسيق المباشر والمستمر مع الحكومة اليمنية الشرعية.

قادة الميليشيا الحوثية الإيرانية، لم يدركوا فداحة الذي يرتكبونه بحقّ أطفال اليمن، وجلّ ما يفعلونه الآن، محاولتهم إخفاء معالم جريمتهم بحق الطفولة، ولم تعد خافيةً الانتهاكات التي يتم تصنيفها في كثير من البلدان كجرائم ضدّ الأطفال والإنسانية، وبينما يقوم الحوثيون بتجنيد الأطفال في ساحات القتال، يسعى التحالف العربي إلى تأهيلهم وتحريرهم من قبضة الجماعة الإرهابية.

الصفحة الرئيسية