عهد التميمي لـ "حفريات": لن أتردد في صفع المزيد من جنود الاحتلال

عهد التميمي لـ "حفريات": لن أتردد في صفع المزيد من جنود الاحتلال


05/08/2018

أجرى الحوار: علي مصطفى


أكدت أيقونة فلسطين، الشابة المناضلة عهد التميمي أنها لن تتردد في المستقبل من صفع المزيد من الجنود الإسرائيليين الذين يحتلون بلادها، وينكّلون بأبناء شعبها.

ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وسنقاوم حتى استعادة أراضينا التي سلبت منا ولن نقبل بالوطن البديل

وكشفت التميمي، بعد الإفراج عنها، في حوار مع "حفريات" أنها ستدرس القانون الدولي لمحاكمة المحتلين الإسرائيليين، وتعرية جرائمهم أمام المحاكم والمحافل الدولية.

واشتهرت التميمي، التي حوكمت بالسجن ثمانية أشهر في ظروف صعبة وقاسية، بمقاومة الاحتلال منذ نعومة أظفارها، حيث تميّزت بالشجاعة والعنفوان، ما جعلها رمزاً للمقاومة المدنية في فلسطين وفي سائر أنحاء العالم.

"الأيقونة الفلسطينية" تحدثت عن ظروف اعتقالها ومعاملة السجان الإسرائيلي لها، ولزميلاتها من الأسيرات القاصرات وسواهن من المعتقلات والمعتقلين الأبطال خلف قضبان الاحتلال.

همّي هو الدفاع عن الأسرى ومناصرة القضية الفلسطينية وفضح ممارسات الاحتلال بحق أبناء شعبنا

عهد التميمي (17) عاماً، بعد قضائها ثمانية أشهر داخل المعتقلات الإسرائيلية، خرجت أكثر قوة، وأشد إيماناً بعدالة القضية الفلسطينية والدفاع عنها.

"حفريات" أجرت حوارها مع التميمي، من خلال اتصال هاتفي معها في مكان إقامتها بقرية النبي صالح غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية.

هنا تفاصيل الحوار:


كيف ستكون عهد بعد الإفراج عنها من سجون الاحتلال الإسرائيلي؟

الضربة التي لا تقتلني تزيدني قوة، فبعد الإفراج عني سأكون أكثر قوة، وإصراراً على الدفاع عن القضية الفلسطينية، وسوف أشارك بالمظاهرات، ولن أسمح لجنود الاحتلال بمداهمة قريتنا واعتقال الشبان، وسأبقى عهد الثائرة كما عرفها الجميع بقوتها وتحديها للاحتلال.

ما هو هدفك بعد الإفراج عنك؟

هدفي الأول هو مساندة قضية الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، وإيصال رسالتهم للعالم الخارجي، وخاصة الأسيرات القاصرات اللواتي يتعرضن للظلم، ويحرمن من أبسط حقوقهن، فأنا لن أقبل أن أكون حرة، ويوجد (35) فتاة قاصرة داخل السجون.

قسوة الاعتقال

التميمي: أصبحت أدرك القوانين والأعراف الدولية

ماذا تعلمتِ خلال فترة الاعتقال؟

رغم قسوة ظروف الاعتقال والمعاناة؛ إلا أنّ الأشهر الثمانية التي قضيتها خلف القضبان جعلتني أكثر نضجاً، ووعياً بأنني لست ضحية، وإنما بطلة أدافع عن قضيتي بكل قوة، وأصبحت أدرك القوانين والأعراف الدولية.

هل راجعتِ موقفك بصفع الجنديين الإسرائيليين؟

أنا لن أندم على شيء فعلته في يوم من الأيام، وخاصة صفع الجنديين على وجوههم، فهذه الصفعة كانت رسالة مني أردت إيصالها للاحتلال، بأن من يتعدى على الفلسطينيين سينال جزاءه، ولو أتيحت لي الظروف صفع مزيد من الجنود الإسرائيليين لن أتردد في فعل ذلك.

كيف كانت تعاملكم إدارة السجون؟

كنت في غرفة القاصرات، وكانوا يعاملوننا بقسوة، ويحاسبوننا على أقل شيء، ويعاقبوننا بالعزل الانفرادي، والحرمان من حصة التنفس "الفورة"، التي ننتظرها بفارغ الصبر للترويح عن أنفسنا، والحديث مع الأسيرات بالغرف الأخرى.

هكذا كنت ألتقي والدتي

التميمي: والدتي سُجنت بغرفة أخرى وكنا نلتقي أثناء حصة التنفس

وكيف كنتِ تلتقين بوالدتك داخل السجن؟

كانت والدتي بنفس السجن؛ ولكن بغرفة أخرى. كنا نلتقي يومياً أثناء حصة التنفس نجلس سوياً، وأتحدث لها عن أوجاعي، فكانت تخفف عني وتلهمني الصبر.

وماذا بشأن نظام الوجبات الغذائية داخل السجن؟

قامت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بتقليص عدد الوجبات المقدمة لنا، إضافة إلى إلغاء عدد من الأصناف، خصوصاً الحليب الذي يعد وجبة أساسية للقاصرات بالسجن، فهم تعمدوا فعل ذلك رغم علمهم اننا بحاجة إليه.

هل حاولت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية منعك من الحصول على شهادة الثانوية العامة، وكيف؟

نعم حاولت إدارة مصلحة السجون منعي أنا وزميلاتي من إكمال دراستنا، للحيلولة دون الحصول على شهادة الثانوية العامة، وقاموا بتعطيل الدراسة من خلال إعاقة المعلمة، التي كانت تتابع معنا المواد الدراسية، إضافة إلى فرض حالة الطوارئ داخل السجن لترك الفصل الدراسي، والدخول داخل الغرف؛ ولكني تحدّيت الظروف كافة، وأكملت تعليمي، وحصلت على شهادة الثانوية العامة، رغماً عن أنف الاحتلال.

اقرأ أيضاً: 10 محطات جعلت عهد التميمي أيقونة للنضال الفلسطيني

سأدرس القانون لمحاكمة الاحتلال

التميمي: سأصبح محامية وأعمل على كشف انتهاكات الاحتلال في المحاكم الجنائية

وما هي الكلية التي ترغبين في الالتحاق بها؟

أرغب بدارسة القانون الدولي، حتى أصبح محامية دولية، أقاضي قادة الاحتلال أمام المحافل الدولية لما يرتكبونه من جرائم بحق أبناء شعبي، وسوف أعمل على كشف انتهاكات الجانب الإسرائيلي في المحاكم الجنائية، وسوف أحاكم إسرائيل بموجبها.

كيف كان شعورك وقت النطق بالحكم ضدك؟

كنت شامخة حرة، وفخورة جداً لأني أصبحت أشكل خطراً على أمن واستقرار دولة الاحتلال، كما عّبر وزير تعليم الاحتلال الذي طالب بسجني مدى الحياة، وهذا يوحي بأنهم عاجزون عن مواجهتي، فالسجن كان مصدر قوة لي وليس نقطة ضعف.

ما هي أصعب اللحظات خلال فترة الأسر؟

أصعب اللحظات التي مررت بها خلال فترة اعتقالي، تمثلت في عدة مواقف أبرزها نقل السفارة الامريكية إلى مدينة القدس في أيار (مايو) الماضي، وإعلان القدس عاصمة إسرائيل، واستشهاد ابن عمي عز الدين التميمي بعد إطلاق النار عليه في قرية النبي صالح، ومنع طواقم الإسعاف من الوصول إليه لعدة ساعات، ومن المواقف الصعبة أيضاً، اعتقال شقيقي الأكبر وعد من منزلنا في ظروف مشابهة لظروف اعتقالي.

اقرأ أيضاً: فنانون يحتفلون بالإفراج عن عهد التميمي

رسالتي للإعلام

التميمي: وسائل الإعلام كان لها دور كبير في نقل رسالتي للعالم

وما هي رسالتك لوسائل الاعلام التي نقلت رسالتك خلال فترة الأسر؟

أتقدم بالشكر لسائر وسائل الإعلام المحلية، والدولية التي وقفت بجانبي، وكان لها دور كبير في نقل رسالتي للعالم الخارجي والتعريف بقضيتي.

وما القصد من وراء عبارة "فرحتنا منقوصة" التي صرحتِ بها بعد الإفراج عنك؟

القصد أنه ما يزال هناك عدد كبير من الأسرى بينهم أطفال، ونساء، وشيوخ، متواجدون داخل السجون ظلماً، ولن تكتمل فرحتنا إلا بتحريرهم.

وما هي رسالتك للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد قراره بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل؟

ليعلم ترامب أنه ليس صاحب قرار ليعلن أنّ القدس عاصمة إسرائيل؛ فالقدس عربية حرة، عاصمة فلسطين الأبدية، ولن نقبل بتدنيسها، وسرقتها، وسوف نقاوم حتى آخر نقطة دم بأجسادنا لنستعيد أراضينا التي سلبت منا.

ما موقفك مسيرات العودة الكبرى؟

مسيرة العودة الكبرى تعبّر على إصرار الشعب الفلسطيني بالتمسك بحقوقه، والدفاع عن أرضه، التي سلبت منه بالقوة، وأنا من المؤيدين لهذه المسيرات، خاصة أنها مقاومة سلمية مغايرة لأساليب الاحتلال الذي لا يعرف سوى لغة الدم، والقتل، والتدمير.

هل تنتمين لحزب سياسي فلسطيني معين؟

أنا فتاة فلسطينية انتمائي لوطني، لا أنتمي لأي حزب سياسي؛ ولكني أحترم جميع الأحزاب التي تدافع عن القضية الفلسطينية، وعلى رأسها حركتا فتح وحماس، وأتمنى توحيد الصف الفلسطيني لنكون جميعاً يداً واحدة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

هل تحلمين بتولي منصب سياسي في المستقبل؟

أنا سأكون بعيدة عن السياسة في الحاضر والمستقبل، فهمي الوحيد هو الدفاع عن قضية الأسرى ومساندتهم، ومناصرة القضية الفلسطينية، وفضح ممارسات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

لقائي بالرئيس الفلسطيني

التميمي: الرئيس عباس أكد على دعمه لي ولجميع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية

كيف كان لقاؤك بالرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد الإفراج عنك؟

كان اللقاء الذي جمعني بالرئيس عباس جميلاً جداً، وأكد على دعمه ومساندته لي، ولجميع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، وخاصة النساء والأطفال الذين يعانون، ووعدني بلقاء قريب لأشرح له أوضاع الأسيرات القاصرات ومعاناتهن بفعل ممارسات إدارة مصلحة السجون.

أخيراً، ما هي الرسالة التي تريد عهد التميمي إيصالها إلى الاحتلال الإسرائيلي؟

أقول للاحتلال الإسرائيلي الذي استوطن بأرضنا، إنّ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فنحن سنقاوم حتى استعادة أراضينا التي سلبت منا، ولن نقبل بالوطن البديل مهما كلّف الأمر.

اقرأ أيضاً: عهد التميمي بطلة لوحة رسّام تشي غيفارا الشهير


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية