كيف سيستغل مادورو محاولة اغتياله؟

كيف سيستغل مادورو محاولة اغتياله؟


06/08/2018

أعربت المعارضة في فنزويلا عن خشيتها من تعرّضها لحملة قمع، بعدما اتهمت حكومة الرئيس نيكولاس مادورو خصوماً له بتدبير محاولة فاشلة لاغتياله، نفِّذت بطائرات بلا طيار تحوي متفجرات، خلال إلقائه كلمة أمام جنود.

ورأى تحالف المعارضة، أنّ "الحكومة تستغلّ الحادث لتجريم معارضيها الشرعيين والديموقراطيين، ولتعزيز القمع والانتهاكات المنتظمة لحقوق الإنسان"، لكنّ المدعي العام، طارق وليم صعب، رأى أنّ محاولة الاغتيال لم تستهدف مادورو فحسب؛ بل القيادة العسكرية بأكملها، وأضاف: "نحن في خضمّ موجة حرب أهلية في فنزويلا".

المعارضة في فنزويلا تعرب عن خشيتها من تعرّضها لحملة قمع بعد اتهامهم بتدبير محاولة اغتيال مادورو

وحمّل مادورو الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته، خوان مانويل سانتوس، مسؤولية الاعتداء، متهماً معارضين فنزويليين مقيمين في فلوريدا بتمويله، ومطالباً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ "مساعدته في مكافحة الإرهاب"، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

بدوره، أكّد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون بولتون، في تصريح نقلته وكالة "رويترز" للأنباء، أنّ "إدارة ترامب لم تتدخل في الهجوم". مضيفاً: "إذا كانت لدى الحكومة الفنزويلية معلومات ملموسة تريد تسليمنا إياها، وتظهر انتهاكاً محتملاً لقانون العقوبات الأميركي، سندرسها بجدية، وفي الانتظار علينا أن نركّز على الفساد والقمع الذي يمارسه نظام فنزويلا"، ونبّه إلى أنّ "ما حصل يمكن أن يكون ذريعة دبّرها نظام مادورو".

في المقابل، دانت الخارجية الروسية بشدة محاولة اغتيال مادورو، مشددة على أنّ "استخدام أساليب إرهابية في العمل السياسي ليس مقبولاً"، ورأت أنّ الهجوم استهدف "زعزعة الوضع" في فنزويلا، بعد أن عرض الحزب الاشتراكي الحاكم، الشهر الماضي، "إجراءات مهمة لإنعاش الوضع الاقتصادي"، وشدّدت على ضرورة "تسوية الخلافات السياسية بالسبل الديموقراطية والسلمية في فنزويلا"، التي تعاني منذ 5 أعوام وضعاً اقتصادياً كارثياً.

وأعربت كوبا عن "تضامن كامل مع الرئيس الفنزويلي بعد محاولة الاعتداء"، فيما ندّدت إيران وتركيا بـمحاولة الاغتيال، أما إسبانيا فرفضت "أي نوع من العنف لأغراض سياسية".

مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون يؤكد أنّ إدارة ترامب لم تتدخل في الهجوم

وأعلن وزير الإعلام، خورخي رودريغيز: أنّ "مادورو نجا من هجوم بطائرات من دون طيار (درون)، حملت عبوات"، مشيراً إلى أنّ "أحدها انفجر قرب المنصة الرئاسية، وأخرى في أماكن من العرض العسكري". وذكر أنّ "التفجيرات أوقعت 7 جرحى من الحرس الوطني البوليفاري"، وتابع: "خرج مادورو سالماً وهو يواصل نشاطه وعقد اجتماعاً بأبرز المسؤولين السياسيين والوزراء والقيادة العسكرية العليا".

ولدى تنفيذ الهجوم، كان مادورو يلقي كلمة عن الاقتصاد الفنزويلي، عندما اختفى الصوت فجأة، وانقطع الإرسال التلفزيوني. ونظر الرئيس وزوجته سيليا فلوريس، وضباط بارزون على المنصة، إلى الأعلى، وبدا عليهم الذهول، فيما صرخ عنصر في الحرس الرئاسي لمادورو: "احتمِ!"، وردّ الأخير: "لنذهب إلى اليمين."!

وحمل حراس ألواحاً سوداً واقية من الرصاص، لحماية مادورو، فيما بدا ضابط وهو يمسك برأسه الذي ينزف ويحمله زملاء له، وأظهر تسجيل مصوّر مئات من الجنود يركضون على الجادة، حيث نُظِّم العرض، في حالة فوضى، قبل أن يقطع التلفزيون البثّ.

وأظهرت لقطات فيديو جديدة، لحظة انفجار طائرة بدون طيار (درون)، ضمن محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أثناء إلقائه كلمة في استعراض عسكري قرب كراكاس.

السلطات الفنزويلية تعلن اعتقال 6 أشخاص على صلة بمحاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت الرئيس

الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في فنزويلا، يظهر انفجار الدورن بشكل مفاجئ، وتحوّلها إلى كرة من اللهب.

وذكرت السلطات الفنزويلية: أنّ الجناة استخدموا طائرتين دون طيارة من طراز "إم 600"، تحمل كلّ منهما نحو كيلو غرام من المواد المتفجرة، إحداهما كانت فوق الرئيس والثانية أمامه تماماً.

لكنّ وزير الداخلية الفنزويلي، نيستور ريفيرول، أعلن أنّ الجيش نجح في التشويش على الطائرات، بمساعدة أجهزته الإلكترونية، وحوّل مسار واحدة لتنفجر بعيداً عن مادورو، فيما تحطمت الثانية جراء اصطدامها بمبنى.

وأعلنت الحكومة، أمس، احتجاز 6 أشخاص على صلة بالهجوم، الذي يبرز التحديات التي تواجه مادورو في الحفاظ على السيطرة على الدولة التي عانت أزمة اقتصادية طاحنة.

 

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية