بالتفاصيل.. قصّة الجاسوس العراقي الذي اخترق داعش

بالتفاصيل.. قصّة الجاسوس العراقي الذي اخترق داعش


19/08/2018

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قصة حارث السوداني، الجاسوس العراقي البالغ من العمر 36 عاماً، الذي نجح في اختراق صفوف تنظيم داعش الإرهابي لمدة 16 شهراً، وتمرير معلومات وفيرة للاستخبارات العراقية، ساعدت في إحباط العديد من العمليات الإرهابية، ويعتقد أنّ داعش كشفه وقتله، لكن لم يتم العثور على جثته حتى الآن.

وقال أبو علي البصري، مدير الاستخبارات العراقية للصحيفة: إنّ "جهود السوداني ساعدت في إحباط 30 هجوماً بعربات مفخخة و18 مخططاً انتحارياً".

وحول قصّة حياة السوداني، قال تقرير الصحيفة: إنّه "تعثّر في دراسته، وتفرّغ لمطاردة الفتيات فطرد من الجامعة .

وبعد ذلك تزوّج السوداني زواجاً تقليدياً، وعاد إلى الدراسة، كما درس الإنجليزية والروسية، وكان يعمل في صيانة المراقبة الإلكترونية في مؤسسات نفطية.

وعام 2006، شكّل البصري، وكان مسؤول الاستخبارات في مكتب رئيس الوزراء حينئذ، وحدة استخباراتية خاصة لمكافحة الإرهاب، حملت اسم "الصقور"، وضمت 16 رجلاً من وحدات النخبة العسكرية وأكاديمية الشرطة، وكان شقيقه مناف مجنداً فانضم للوحدة، وشجّع السوداني على التقدم بطلب الانضمام لها، للخروج من حالة الملل التي كان يعيشها بين ألعاب الفيديو والمقاهي، ففعل، وتغيّرت حياته".

وقال مناف للصحيفة: "حينئذ، وللمرة الأولى منذ مدة طويلة، أشاهد السوداني متحمساً للحياة، لقد كان سعيداً".

وعام 2014، مع استيلاء تنظيم داعش على مساحات كبيرة في سوريا والعراق، بات أمام وحدة الصقور مهمة جديدة وهي اختراق التنظيم.

وقد تطوّع السوداني للتسلّل إلى صفوف التنظيم، فتمّت ترقيته لرتبة النقيب، وتدريبه على المهمة.

وساعده في ذلك؛ أنّ عائلته تنحدر من الرمادي، معقل السنّة، كما أنّ إجادته اللهجة المحلية للرمادي تعطيه المصداقية، ولأنّه شيعي، فقد شرع في التعرّف على ممارسات السنّة، وحفظ الآيات المحببة للجهاديين".

واختلق شخصية "أبو صهيب"، العاطل عن العمل، بأحد أحياء السنّة بالعاصمة بغداد، وبدأ مهمة اختراق صفوف المتشددين في مدينة الطارمية المجاورة، ذات السمعة السيئة، بوجود المتشددين بها، ونجح في مهمته، وأصبح عضواً في التنظيم، ومسؤولاً عن نقل مئات الكيلوغرامات من المتفجرات إلى الانتحاريين في بغداد.

وفي كلّ مهمة كان يبلّغ الصقور، الذين يقومون من جانبهم باختلاق تفجيرات وهمية، وإصدار بيانات عنها.

وعلى مدار 16 شهراً، أثمرت جهوده عن إحباط العديد من العمليات الإرهابية، والقضاء على قياديين بارزين في التنظيم.

وكشفه التنظيم، منذ منتصف عام 2016، بسبب الـ "GPS"؛ فعندما اتصل به قائده في التنظيم ليسأله عن مكانه في بغداد، أجاب بأنه في حيّ سيتمّ تنفيذ عملية به، في حين أنه كان في إحدى زياراته لبيته، فقال له قائده إنّه يكذب.

وإزاء هذا الخطر، طلِب من السوداني وقف المهمة، لكنّه رفض، وأصرّ على الاستمرار.

وفي أوائل كانون الثاني (يناير) 2017؛ كلّف التنظيم السوداني بمهمة كانت هي الأخيرة، فقد اختفى بعدها تماماً، وفي آب (أغسطس) من العام ذاته، أصدر التنظيم مقطع فيديو يظهر إعدام سجناء، أكّدت وحدة الصقور أنّ السوداني كان من بينهم.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أنّه: "رغم أنّ السوداني أصبح أسطورة، لكنّ عائلته لا تستطيع الحصول على تعويضات، لعدم العثور على جثته".

وتقول زوجته رغد شلوب: إنّها "كانت تعتقد أنّه يهملها وأطفالهما الثلاثة، حيث إنّها لم تكن تعرف شيئاً عن حياته السرية، التي لا يعلم بها سوى شقيقه مناف ووالده".

ويقول مسؤولون عراقيون: إنّ "وحدة الصقور أحبطت مئات الهجمات الإرهابية على بغداد، مما جعلها أكثر أمناً عمّا كانت عليه قبل 15 عاماً".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية