لماذا يتعاطى الجنود الإسرائيليون المخدرات قبل تنفيذ المهام القتالية ضد الفلسطينيين؟

لماذا يتعاطى الجنود الإسرائيليون المخدرات قبل تنفيذ المهام القتالية ضد الفلسطينيين؟


30/08/2018

تتبع إسرائيل سياسة جديدة تسمح بتعاطي بعض أنواع المخدرات من قبل جنود الجيش الإسرائيلي. بالنسبة لصناع القرار، تعتبر هذه السياسة ليبرالية للغاية؛ إذ أن السماح بتعاطي المخدرات قانونيًا يعد أمرًا متحررًا في “دولة ديمقراطية”، كما يصفونها.

وبحسب تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، ترجمه موقع العساس، فإن 54% من الجنود الإسرائيليين تعاطوا القنب الهندي خلال العام الماضي، تحت إطار القانون العسكري الذي يتيح للجنود تدخين الحشيش خلال الخدمة في الجيش. الصحيفة نقلت عن معد الدراسة، هيئة مكافحة المخدرات في إسرائيل، قولها بأن هذا الرقم يمثل قرابة 5 أضعاف ما كان عليه الوضع عام 2009!

قوانين مخففة بدون عقوبات

ولا يسمح القانون للجنود بتعاطي المخدرات بشكل مباشر، لكنه يتغاضى في كثير من الحالات عن أولئك الذين يثبت أنهم تعاطوا المخدرات خلال خدمتهم العسكرية. ويسمح الجيش -وفق القانون- بتعاطي المخدرات “الخفيفة” بدون إدانة، إضافة إلى عدم تجريم الجنود الذين يدخنون القنب المخدر حتى 5 مرات خارج القواعد العسكرية، مع الاكتفاء بـ”التأديب”، بعد أن يعترفوا بذلك.

ويعتقد بأن الهدف من وراء ذلك هو إعطاء فرصة أخرى لمن يرتكب هذه الجريمة، بدون دفع تكاليف باهظة على التحقيق في مثل تلك القضايا، الأمر الذي استغله جنود الجيش، عبر زيادة استهلاك المخدرات، حتى داخل القواعد العسكرية.

ضباط كبار متورطون

توصل أحد الصحفيين الإسرائيليين العاملين في يديعوت إلى ضباط كبار في الجيش يتعاطون المخدرات أثناء فترات العمل العسكري، دون حسيب أو رقيب، كما توصل إلى ضباط لم يفعلوا شيئًا تجاه الجنود الذين ضبطوا متلبسين يتعاطون المخدرات أو حتى يتاجرون فيها!

وتوصل الصحفي الاستقصائي أيضًا إلى أن بعض الجنود يحصلون على دخل جيد من بيع المواد المخدرة، عبر تطبيقات هاتفية توفر “خصومات” على أسعار الحشيش للجنود! فيما يحصل جنود آخرون على كميات كبيرة من الحشيش بهدف استخدامها داخل وحدات عسكرية “حساسة” أو عملياتية مباشرة!

الأسباب

الصحفي الإسرائيلي الذي أعد التقرير قال إن الجنود الإسرائيليين يشعرون بأنهم يفعلون أشياء خاطئة تجاه الفلسطينيين، أي مهاجمة البيوت، وبث الرعب في نفوس الأطفال، وقتل المحاصرين في غزة، بما فيهم الرعاة والصيادين.

وتقول إحدى الجنديات –إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تفرض على الإناث الخدمة العسكرية- إنها تعاني من مشاكل نفسية بسبب التجنيد، وإن الشيء الوحيد الذي يساعدها في تجاوز ذلك هو الحشيش.

أما الجندي يوفال فيقول إن سبب تعاطي الجنود للمخدرات هو الرغبة في تجاوز الوضع بطريقة “ممتعة”، بما في ذلك تجاوز الأوامر العسكرية المزعجة، أو الواجبات التي لا يرغب الجنود بتنفيذها.

يقول تقرير يديعوت إن الشيء الذي يدفع الجنود إلى فعل ذلك هو التناقض بين ما يقدم للجنود على أنهم حماة سلام، وبين حقيقة الأمر، وهي أن الجيش مؤسسة عسكرية هدفها قمع الفلسطينيين بكل الطرق الممكنة، وضمان سلامة المشروع الاستيطاني.

لكن هناك من يرى أن السبب الحقيقي وراء السماح للجنود باستخدام المخدرات هو زيادة العدوانية، إذ يرتبط تعاطي المخدرات بزيادة العدوانية لدى المتعاطي، ما يعني أن الجيش يتعمد السماح للجنود باستخدام المخدرات من أجل زيادة العدائية تجاه الفلسطينيين. تقول الصحفية الإسرائيلية عميرة هاس في صحيفة هآرتس العبرية إن عدوانية شخصية الجندي الإسرائيلي هي جزء من متطلبات الوظيفة، وليست ضررًا على بنية الجيش.


عن "كيوبوست"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية