نصائح "داعش" لذئب مثالي منفرد عن كيفية صناعة واقي الرصاص من الكتب

داعش

نصائح "داعش" لذئب مثالي منفرد عن كيفية صناعة واقي الرصاص من الكتب


01/09/2018

نقلت تقارير صحفية رسالة بعنوان (رسالة إلى مجاهدي مصر) للقيادي أبو مصعب المقدسي، وهذا إعادة نشر لمحتوى قديم، تم نشره في عام 2015، نقلاً عن صفحات داعشية، هي نفسها التي أعادت نشر هذه الرسالة مرة أخرى، في تدوير للمحتوى الإرهابي بمواقع التواصل الاجتماعي. لكنّ هناك نصائح مستجدة لداعش تم نشرها عبر تليغرام، تضمنت تعليمات لذئب مثالي منفرد عن كيفية صناعة واقي الرصاص من الكتب.

الإرهابيون، الذين  أعادوا نشر الرسالة على تليغرام، كان هدفهم واضحاً؛ إذ إنها تدعو إلى نقل العمليات من سيناء إلى داخل القاهرة، كون العمليات في سيناء لا تؤثر بصورة كبيرة وليس لها صدى على النظام المصري من ناحية ومن ناحية أخرى حتى ينشغل النظام عن سيناء، ويترك للإرهابيين/ المجاهدين، من وجهة نظر كاتب الرسالة أبو مصعب المقدسي، الأرض هناك لتتحول لقاعدة لمد باقي النقاط، ثم يعطي مثالاً على الجماعات العاملة بالداخل، ويتحدث حول جماعة  (أجناد مصر).

الإرهابيون الذين نشروا الرسالة على تليغرام كان هدفهم واضحاً إذ إنها تدعو إلى نقل العمليات من سيناء إلى داخل القاهرة

كما أنّ الذين نقلوا عن صفحات الإرهابيين في تليغرام، لم يدركوا أنّ جماعة أجناد مصر قد تم تفكيكها تماماً، وانتهت بلا رجعة، عقب مقتل قائدها همام محمد عطية، يوم 9 نيسان (إبريل) 2015، ثم تولي أحمد جلال قيادتها، ومقتله أيضاً يوم 4 شباط (فبراير) 2016، ثم مقتل أهم كوادرها، وهو مالك الأمير عطا، يوم 8 آب (أغسطس) 2016، وتوقف عملياتها نهائياً.

الأهم أنهم لم يدركوا أنّ الرسالة تحدثت عن (جماعة بيت المقدس) وأنّ هذه الجماعة لم تعد موجودة، عقب بيعتها لداعش في شباط (فبراير) 2015؛ حيث تحولت لتصبح (ولاية سيناء)، وهذا دليل كاف لإثبات أنّ المحتوى الذي يتم نقله قديم جداً، ولا يفيد شيئاً سوى ترسيخ الدعاية التي تصنع أنماطاً من الإرهاب المحلي، أو الإقليمي، وما يسمى (الذئاب المنفردة).

هناك رسائل مستجدة تم نشرها عبر تليغرام تضمنت تشريحاً لذئب منفرد مثالي

قد يكون السبب في إعادة العناصر الإرهابية لنقل هذه الرسالة هو ترسخ القناعة بالهزيمة المدوية، التي وقعت للجماعة المبايعة لداعش بسيناء، خاصة عقب العملية الشاملة، ومقتل أخطر العناصر على الإطلاق وهو زعيم التنظيم أبو أسامة المصري، ونائبه محمد الصعيدي.

تشريح لذئب منفرد مثالي

هناك رسائل مستجدة تم نشرها عبر تليغرام، تضمنت تشريحاً لذئب منفرد مثالي، واشتملت النصيحة الثانية على حديث عن الأدوات التي توضع في جيب الذئب المنفرد، وهو الشخص الذي تم تحويل نبضاته العاطفية إلى مبادرات فردية تم توجيهها واستثمارها من قبل التنظيم، ودفعه للقيام بأعمال إرهابية.

اقرأ أيضاً: الذئاب المنفردة: هل هي إستراتيجية أم تكتيك؟

تناولت الرسالة التي أصدرتها مؤسسة (الصقري للعلوم العسكرية) طريقة صنع مضاد رصاص باستخدام أدوات منزلية، مثل الكتب ذات الأغلفة السميكة، وكيفية استخدام العناصر لعدد من التمارين والتدريبات القاسية التي يقوم الذئاب المنفردة بممارستها، وبعض النصائح للهروب عبر البحر لتجاوز الحدود بين الدول، وكذلك عبر الحدود الجوية، باستغلال النقاط العمياء عن الرادار في العديد من المجالات الجوية.

المفتاح الحقيقي لأهداف داعش في مصر هو صناعة بيئة الفوضى وزرع ما يطلق عليه الذئاب المنفردة أو الجنود التائهة

وتطرقت إلى إرشاد الذئاب المنفردة بطرق التكيف والتعايش في كل أنواع البيئات المختلفة (الصحراوية والبحرية والقطبية والغابات)، وتوفير الاحتياجات الأساسية اللازمة للحياة لفترة أطول، بما يتناسب مع موارد كل بيئة، وكيفية مواجهة خطر الموت في أحلك الظروف، وحماية الذئب المنفرد من الهجمات الإلكترونية.

نظريات التحريض وكيفية الردع

إعادة تدوير ونشر هذه الرسائل يرمي إلى نقل المعركة للداخل، من أجل تخفيف الضغط عن الجماعة بسيناء، واستخدام النخبة المتأثرة بالفكرة الجهادية، عن طريق الدعايات، التي تشكِّل العمود الفقري لبنيتها السياسية والعسكرية، مع رفدها بحلفاء محلَّيين انتهازيين.

فبعد أن تم تفكيك التنظيم بشمال سيناء، لم يتبق سوى عدد من المجموعات الشاردة على رأسها زعيم التنظيم الحالي، صالح زارع، ونائبه ضابط القوات الخاصة السابق حنفي جمال، كما قتل زعيم التنظيم بمحافظات الدلتا والوادي محمد محمد نصر، وأشرف الغرابلي، وبقيت مجموعة عمرو سعد عباس، المتورطة في تفجير كنائس الأقباط، ومجموعة مهاب قاسم، الهارب إلى الدوحة.

إعادة تدوير ونشر رسائل داعش يرمي إلى نقل المعركة للداخل

نقل المعارك هو ما يطلقون عليه (المرحلة الحاسمة) شرحها عبدالعزيز المقرن، بقوله: "سوف يبدأ المجاهدون بمهاجمة المدن الصغيرة، واستغلال تلك النجاحات والانتصارات في وسائل الإعلام من أجل رفع معنويات المجاهدين والشعب بصفة عامة، وتحطيم معنويات العدو".

اقرأ أيضاً: "الذئب الرمادي".. أردوغان وسياسة التنقل بين المصالح

وتتلخص إستراتيجية هذه المرحلة في أنّ كل عضو في التنظيم يجب أن يمثل جيشاً من رجل واحد، وزرع ما يطلق عليه "الذئاب المنفردة"، أو الجنود التائهة داخل المدن والمراكز الحيوية مع التركيز على المساجد والمؤسسات الدينية، لسهولة الاختلاط والتأثير باللعب على العواطف الدينية، في محاولة لتشكيل جماعات صغيرة العدد، أو أفراد يعتنقون الأفكار الجهادية، ويرتبطون أيديولوجياً بالتنظيم الأم، ويكونون مستعدين للتحرك بصورة منفردة، لتكوين خلايا نائمة، وتنفيذ عمليات إرهابية بصورة منفردة، مستغلين إمكانيات بسيطة، لإحداث ضجة إعلامية، وتحقيق أهداف تخدم التنظيم بصورة أكبر، ومن هنا جاءت الرسائل الجديدة للتنظيم، التي لم يفرد لها الإعلام حقها وواجبها من طرحها والرد عليها، مثل تلك الرسالة المهمة (200 نصيحة لذئب منفرد مثالي).

ثلاثة روابط مركزية

هذه المرحلة تمثل نظام عمل لا تنظيماً مركزياً للعمل؛ حيث تقوم الفكرة على أن يتم ربط كافة أطياف المقاومين أفراداً وخلايا وسرايا وجماعات محدودة بثلاثة روابط مركزية فقط وهي: الاسم المشترك والعهد الشخصي على الانتماء، والمنهج السياسي الشرعي والعقيدة المشتركة، الهدف المشترك هو تقويض الأنظمة، وهذا لا يتم سوى بدعاية من أجل نشر منهاج وبرامج العمل وطريقة الأداء ونظريات (العقيدة القتالية – النظرية السياسية – طريقة التربية المتكاملة – النظرية العسكرية –أساليب التدريب والتمويل والتنظيم وأمن الحركة).

تطرقت الرسائل إلى إرشاد الذئاب المنفردة بطرق التكيف والتعايش في كل أنواع البيئات

المفتاح الحقيقي لأهداف "داعش" في مصر هو صناعة بيئة الفوضى، وتأتي هذه الرسائل في توقيت حساس، علماً بأنّ مصر انتصرت أكثر من 19 تنظيماً، لم يعد يتبقى منها سوى أفراد معروفين، يعيدون تدويرهم خطاباته الإرهابية التي تدل على الإفلاس التنظيمي والأيديولوجي والتآكل في العدّة والعدد.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية