10 منشقين عن الإخوان يكشفون أسرار المعبد

الإخوان المسلمون

10 منشقين عن الإخوان يكشفون أسرار المعبد


24/09/2018

بدأ الانشقاق عن جماعة الإخوان المسلمين مع النشأة الأولى للتنظيم، وكان الانشقاق الأول للشيخ أحمد السكري، الرجل الثاني الذي شارك حسن البنا تأسيس الجماعة، وتبعته انشقاقات عدة لم تتوقف طوال تاريخ الجماعة.

تلك الانشقاقات تميزت بأنه كان يصحبها صمت في الغالب من العضو المنشق، بالكاد نعرف، لماذا خرج. ربما كتب بضع مقالات في الصحف، لكن لا يحاول العضو الذي خرج من الجماعة تسطير تجربته في كتاب. تجارب قليلة جداً كتبت ربما في حالتين أو ثلاثة. لكن ما حدث إثر ثورات "الربيع العربي" ميز موسم الخروج عن الإخوان؛ فكل من خرج تقريباً سطر تجربته. وبدأ القارئ في معرفة أسرار كان يجهلها كأنها أسرار المعبد، ومن تلك الحالة اشتق القيادى الإخواني السابق ثروت الخرباوي مسمى كتابه الأشهر "سر المعبد".

"حفريات" تستعرض أبرز 10 انشقاقات عن تنظيم الإخوان لجأ أصحابها لسرد تجربتهم كشفاً لأسرار الجماعة:

(1) أسامة درة

بدأت إرهاصات كتب الخارجين عن الجماعة في 2011 بعام. البداية كانت مع كتاب "من داخل الإخوان أتكلم" لـ "أسامة درة" طبعة دار المصري. وقتها حقق الكتاب مبيعات جيدة وصدرت منه طبعتان. وفي العام 2011 صدر كتابه الثاني بعنوان "من الإخوان إلى ميدان التحرير"، وكان قد كتبه بعد أن ترك الجماعة. ويعود سر انتشار الكتاب إلى مخاطبة درة للشريحة الأكبر والمهمة، وهي الشباب، الذي لم يكن يعلم أنه على مقربة من ثورة انتظرته 30 عاماً، إلى جانب أن درة سطر كتابه وهو داخل الجماعة وتلك مسألة لم تحدث أن ينتقد أحدهم التنظيم من الداخل.

(2) عبد الستار المليجي

وضع الدكتور عبد الستار المليجي أحد قيادات الجماعة وعضو التنظيم الخاص، العام 2010، اللمسات الأخيرة على كتابه "تجربتي مع الإخوان، من الدعوة إلى التنظيم السري"، والذي صدر على نفقته الخاصة، ومع تزايد الاهتمام على كتب الإخوان بعد العام 2011 صدرت طبعة أخرى من الكتاب.

بدأت إرهاصات كتب الخارجين عن الجماعة قبل 2011  وكانت مع كتاب "من داخل الإخوان أتكلم" لأسامة درة

تعود أهمية الكتاب إلى أن عبد الستار المليجي أحد رواد جيل الوسط في الإخوان؛ حيث انضم للجماعة العام 1975، وهو في العشرينيات، ورأى كذباً مفرطاً داخل تلك الجماعات على مدار أعوام، حاول مراراً أن يتجنبه من أجل وحدة الدعوة، لكن القدرة على التحمل قد نفدت، فسطر تجربته بين دفتي كتاب.

نشر المليجي كتاباً آخر عن دار ميريت بعنوان "اختطاف ثورة .. آخر العمليات الفاشلة للتنظيم السري" والذي يحكي فيه عن محاولة النظام الخاص المسيطر على الإخوان سرقة مكتسبات أحداث يناير وفشله في ذلك.

(3) ثروت الخرباوي

العام 2010، وعن مطبوعات دار الهلال، صدر كتاب "قلب الإخوان – محاكم تفتيش الجماعة"، للكاتب والإخواني السابق ثروت الخرباوي، الذي بدأ حياته السياسية عضواً في حزب الوفد، ولمع نجمه في منتصف التسعينيات باعتباره أحد المحامين الذين تصدروا للدفاع عن معتقلي الجماعة، وساعده في مهمته تلك صداقته للقيادي الإخواني مختار نوح، ورغم أنه ظل على عهده مع الجماعة 8 أعوام تقريباً إلا أنها أعوام تميزت بالشد والجذب والتطاحن؛ ذلك لأنه كان كثير النقاش والاستفسار، وهي مسألة منبوذة داخل الجماعات الدينية عامة.

يعزو الخرباوي سبب تأخره سبعة أعوام لكتابة تجربته لمروره بفترة تذبذب على المستوى النفسي بعد تركه الإخوان

العام 2002 ترك الخرباوي جماعة الإخوان، وفي العام 2010  كان كتابه "قلب الإخوان". ويرد الخرباوي سبب تأخره سبعة أعوام لكتابة تجربته إلى أنه مر بفترة تذبذب على المستوى النفسي؛ بسبب تلك الهزة التي تتركها الجماعة في الخارجين عنها، والتي تجعل رؤيتهم للمحيط الخارجي غير واضحة، فلما استقرت رؤيته لمجريات الأمور كانت تجربته.

كتب الخرباوي العام 2012 كتابه الثاني "سر المعبد"، وهو الكتاب الذي اعتبره البعض الجزء الثاني من كتابه "قلب الإخوان"، واعتبره آخرون نسخة منقحة من كتابه الأول. صدر "سر المعبد" عن دار نهضة مصر، وحقق في أقل من شهرين 25 طبعة. والكتاب يحوي أسراراً تطرح لأول مرة، عن سيطرة فكر التكفير والهجرة على جماعة الإخوان.

(4) محمد حبيب

محمد السيد حبيب، النائب الأول للمرشد العام الإخوان المسلمين، وهو أستاذ جامعي في كلية العلوم قسم الجيولوجيا بجامعة أسيوط. انفصل عن الجماعة عقب ثورة 25 يناير ليشكل حزب النهضة.

اقرأ أيضاً: 5 اغتيالات دموية نفذتها جماعات الإسلام السياسي

قدم حبيب تجربته الشخصية مع الإخوان في مذكراته بعنوان، "ذكريات د. محمد حبيب: عن الحياة والدعوة والسياسة والفكر"، في تلك الذكريات يسترجع حبيب شريط حياته على مدار ما يقرب من سبعين عاماً، بداية من سنوات الطفولة في مدينة دمياط، حيث ولد وعاش مع أسرته التي تتكون من والده ووالدته، إضافة إلى ثلاث شقيقات وأخ وحيد.

اقرأ أيضاً: 5 محن عصفت بجماعة الإخوان المسلمين

يتذكر حبيب بداية انخراطه في العمل العام بعد تعيينه في هيئة التدريس بكلية العلوم، ومشاركته في الدعوة الإسلامية، وانضمامه إلى جماعة الإخوان المسلمين، وتأسيسه الجمعية الإسلامية للدعوة وتنمية المجتمع بأسيوط، ورئاسته لنادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة أسيوط، ثم يتطرق إلى تجربته كنائب في مجلس الشعب العام 1987، مختتماً ذكرياته بالعلاقة بين الإخوان والسلطة في مصر، وما تخللها من شد وجذب واعتقالات ومحاكمات عسكرية وأحكام بالسجن، ومسيرته الشخصية في العمل الدعوي حتى شغل منصب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين.

(5) مختار نوح

القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين، وعضو سابق بمجلس الشعب المصري/ مختار نوح، قضى 3 أعوام في السجن في القضية التي أطلق عليها قضية اختراق النقابات المهنية، وأطلق سراحه في 8  تشرين الأول (أكتوبر) العام 2002.

قدم نوح للمكتبة العربية موسوعة عن الحركات الإسلامية المعاصرة في غاية الأهمية، صدر منها مجلدان حتى الآن، جاءت تحت عنوان، "موسوعة العنف في الحركات الإسلامية المسلحة.. خمسون عاماً من الدم" وهي موسوعة من عشرة أجزاء توثق تاريخ العنف لدى تلك الجماعات، وصدر الجزء الأول منها عن دار سما للنشر. وصدر الجزء الثاني منها عن دار مدبولي الصغير.

اقرأ أيضاً: 5 محطات في منظومة الجهاد مهدت لصعود داعش

الموسوعة ترصد بالوثائق رحلة جماعات التكفير والتي استطاع نوح الوصول إليها باعتباره محامياً وقيادياً سابقاً في تنظيم الإخوان.

(6) أحمد بان

العام 2012 قدم عضو جماعة الإخوان السابق "أحمد بان" كتاب "الإخوان المسلمون ومحنة الوطن والدين"، عن مركز النيل للدراسات الإستراتيجية. ويتناول الباحث تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في 12 فصلاً، تحدث خلالها عن الإصلاحيين وتاريخ المقاومة داخل الجماعة. والكتاب صدر عن المركز البحثي نفسه الذي كان يديره "بان"، الذي تميز بموضوعيته في النقد، وأنه صاحب دراسة أكاديمية عن الإخوان لم يعتمد في أثنائها على سرد السيرة الشخصية.

(7) أحمد العجوز

لم يبتعد أحمد العجوز في كتابه "إخواني خارج الصندوق" عن "دار دون" عن الخط الذي سارت عليه كتابات "أسامة درة" في كتابيه، حيث المقالات التي كتبت بشكل أدبي والتي يحكي فيها عذابات الشاب الإخواني وحالته الإنسانية داخل أسوار الجماعة.

(8) انتصار عبد المنعم

كتبت "انتصار عبد المنعم" تجربتها تحت عنوان "حكايتي مع الإخوان"، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، لتفتح سبيلاً لقراءة مشهد غاب عن المكتبة العربية، وهو عالم النساء داخل الجماعة.

اقرأ أيضاً: أحمد بان: جماعة الإخوان شرعَنت العمليات الإرهابية

وتميز كتاب انتصار بأنه حمل إلى جانب التجربة الشخصية قراءة نقدية واعية لفكر الإخوان، فأعطتنا التجربة الخاصة المحاطة بموضوعية القراءة النقدية، وجاء كتابها في تسعة فصول، طرحت من خلالها قضايا مهمة مثل، المرأة في الاسلام، والمرأة في الإخوان، وتربية المراهق الإخواني، وطريقة الحشد للانتخابات، وتكريس فكرة الطبقية داخل صفوف الإخوان.

(9) أحمد أبو خليل

نشأ أحمد أبو خليل لأسرة إخوانية، لكنه يرفض أن يعترف بإخوانيته؛ فاعتبر نفسه إسلامياً كانت له تجربة مع التيار الديني، ثم رحل عنه لأنه لا يمثل السبيل الصحيح من وجهة نظره.

سطر أبوخليل تجربته تحت عنوان "يوماً ما كنت إسلامياً"، والصادر عن دار دون، وتعود أهمية تجربة أحمد أبو خليل إلى رصده مراحل النشأة والطفولة تحت سطوة الجماعات الدينية عموماً، وليس تنظيم الإخوان فقط، ويطرح خلال الكتاب تساؤلات ذلك الطفل عن الجهاد من أجل تطبيق فكرة الخلافة وتحكيم الشريعة.

(10) سامح عيد

"الإخوان المسلمون الحاضر والمستقبل .. أوراق في النقد الذاتي" كتاب عضو الجماعة المنشق، سامح عيد، والصادر العام 1999.

طبع عيد الكتاب على نفقته الخاصة، ثم اختفى عن المشهد، لكنه عاد بقوة فترة حكم الإخوان ليعيد طبع كتابه الأول مرة أخرى عن دار "المحروسة"، تحت عنوان جديد، "الإخوان الحاضر والمستقبل"، وبمقدمة لعمار علي حسن، وصدر له عن نفس الدار كتاب "رسائل التكفير"، وهو تفريغ  لحلقات تلفزيونية مجمعة قدمها الكاتب على شاشة قناة التحرير. وسبق الكتابين كتابٌ ثالث صدر عن دار "جزيرة الورد"، بعنوان "تجربتى في سراديب الإخوان". وتميزت كتابات عيد بالنقد الأكاديمي والرؤية التحليلية التي تشعر معها كأنه يحاول سلك نفس الدرب الذي سلكه صديقه القديم ــ والذي كان له يد في عودة سامح عيد للمشهد مرة أخرى ــ الباحث في جماعات الإسلام السياسي الراحل، حسام تمام.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية