العراق.. الأحزاب الدينية تُطارد الشباب بتهمة الإلحاد

العراق.. الأحزاب الدينية تُطارد الشباب بتهمة الإلحاد


14/10/2018

سجاد تقي كاظم

تمارس اليوم بوسط وجنوب العراق ممارسات ستؤدي مستقبلا لكارثة.. وهي ملاحقة الناس بتهمة (الالحاد) كما حصل لصاحب مكتبة بالناصرية، لمجرد بيعه كتب (تنويرية)، تتهم بالالحادية، أو اعتقال اشخاص لمجرد اراءهم بالدين. فمجرد ان تطرح راي يعتبره المهيمنين من رجال الدين والقوى السياسية، مخالف لهم فورا يعتبرونك ملحداً او كافراً.

فنحذر من يطارد الناس على اراءهم بالدين، إنهم يخلقون تياراً متطرفاً سيحصدهم قبل غيرهم. اضطهاد الناس لمجرد مخالفتهم لهيمنة الاحزاب الإسلامية والمليشيات الموالية لإيران، وكذلك مخالفتهم القوى الإسلامية المهيمنة كافة، وهي منحرفة أصلا (كالصدرية والولائية) المسيطرة على الشارع بالقوة المسلحة، نحذر هذه القوى، بانكم سوف تكونون أول من تكتوون بنتيجة اعمالكم، ببروز تيار جديد، متطرف شعبي اسلامي شيعي، كداعش بين السنة بالموصل، وستطاردون ويتم قتلكم أنتم قبل غيركم بتهمة الارتداد، على يد ذلك التيار الجديد، المتطرف دينياً وشيعياً.

  وخير مثال الحزب الإسلامية (الإخوان المسلمين) بالمثلث السني العربي العراقي، ساهموا بنشر التطرف بمحاربة الاراء المنفتحة.. فماذا جرى برزت حركة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) الذي قام بقتل الاف من اهل السنة بتهمة الارتداد، من رجال دين ومنتسبي اجهزة امنية وحكومية، وهؤلاء رجال الدين والمنتسبين للاجهزة العسكرية والامنية والحكومية، هم انفسهم ساهموا لسنوات بمطاردة واعتقال من يتداول كتب (الالحاد)، ليقع هؤلاء بجريرة اعمالهم بانهم انفسهم يصبحون ضحية تيار كان قد ساهموا ببروزه، ومن مهزلة الزمن ان يصبح الإخوان المسلمين بتطرفهم معتدلين مقارنة بداعش.

ننبه بما طرحه الباحثين عن تجربة أكدت بأن اضطهاد أي جماعة سيؤدي لتجذرها، حتى تروى بدماء معتنقيها المسفوكة على يد مخالفيهم، كالبهائية والبابية التي انتشرت بايران بسبب الاضطهاد الكبير الذي تعرضت له، في حين لم تنتشر بالعراق بسبب عدم اضطهاد اتباعها ومتابعتهم.

    السؤال: كيف يمكن توحيد التنويريين الذين لديهم آراء مخالفة للتعصب الديني والأحزاب الإسلامية سواء متديني أو لادينيين وغيرهم، ليكون لهم تأثير جذري بالوضع بالعراق من أجل التغيير والتخلص من حكم الإسلاميين الفاسدين والارهابيين والمليشياتيين، لماذا لا نجد دعم دولي لهم، كقنوات فضائية وتنظيمات توفر لهم الحماية ليبرزون بقوة على الساحة السياسية والاجتماعية بما يعكس حجمهم الكبير بالمجتمع.

  خصوصاً أن الرأي العام يرى الالحاد افضل من التطرف، فالمتطرفين هم من سرقوا ونهبوا خيرات العراق، وهم من سرقوا ثروات الشيعة بوسط وجنوب العراق، تحت عنوان أموال مجهولة الصاحب، يفعل بها الإسلاميين ما يشاءون؟ والإسلاميين من احزاب ومليشيات هي وراء تهريب النفط والمخدرات والاثار، وفي نشر الجريمة ومافياتها.

  هناك رؤية يثبتها الواقع العراقي ألا وهي أن الإسلاميين بالحكم فاسدون، وخارج الحكم ارهابيين ومليشياتيين، ذباحة و(صكاكة)، ولمن يقول إن الالحاد مؤامرة غربية صهيونية ضد الإسلام والمسلمين! نقول لهم: إن الالحاد موجود بنسبة عالية في اوربا وامريكا واليابان وغيرها)، وهذه الدول متطورة وناهضة، ومليار مسلم بالعالم يحلمون بالهجرة لتلك الدول، وهاجر فعلا عشرات الملايين لها للعيش بعدلها وامانها ورفاهيتها وفرص العمل اللائقة والحفاظ على حقوق الطفل والانسان والرجل والمراة، وكما قالت إحداهن: "هل الغرب وامريكا الذين يخترعون اكثر الاختراعات تطورا في نهوض البشرية، وفي اقامة اقوى الاقتصادات العالمية لدولهم.. لا شغل ولا عمل غير التامر على عربان ومسلمين اكثر الشعوب تخلفا بين البشرية"؟

من ذلك كله نقول: أسوأ شيء حصل بالفكر البشري، يوم سيست فكرة وجود الله، ويوم سيست فكرة الالحاد، ونقول لأهل العمائم والمؤسسات الدينية التي تخفي أقبية مالية ضخمة ومافيات جريمة إسلامية منظمة بمليشيات وفرق اغتيالات وأحزاب إسلامية فاسدة، بأننا ندرك بأنكم تعيشون الرعب من وأن الماء يجري تحت أقدامكم، بانتشار الأفكار التنويرية التي تسمونها علمانية وليبرالية والحادية وغيرها بين ما تعتبرونه حواضنكم بوسط وجنوب، ونقول لكم: إن التطور والنهوض والتغيير قادم كالسيل الجارف، لا تقفون ضدها مهما حاولتم من نشر التجهيل وترهيب الناس.

عن "ميدل إيست أونلاين"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية