الرجل الأخطر من عشماوي... من هو مرعي زغبية؟

الإرهاب

الرجل الأخطر من عشماوي... من هو مرعي زغبية؟


14/10/2018

ما إن أعلن الجيش الليبي تنفيذه لعملية عسكرية في درنة، استطاع من خلالها اعتقال عدد من كوادر تنظيم القاعدة هناك، على رأسهم أمير جماعة "المرابطين"، حتى توجهت الأنظار إلى هشام عشماوي، باعتباره الأكثر خطورة، وبما حازه من اهتمام إعلامي، جعله الشخص المطلوب الأول في مصر.

إلا أنّ وسائل الإعلام؛ العربية والعالمية، لم تلقِ الضوء على شخصية لا تقل خطورة عن عشماوي، إن لم تتجاوزه في الأهمية؛ وهو الليبي مرعي زغبية، أحد أهم المطلوبين لدى مجلس الأمن، وأحد أبرز قادة القاعدة منذ الحرب الأفغانية السوفيتية.

 هشام عشماوي

فمن هو مرعي زغيبة، وفق مذكرة الاتهام الليبية، التي صدرت في فترة نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ومذكرة مجلس الأمن بشأن إدراجه على قوائم الإرهاب:

1- ولد مرعي عبد الفتاح زغبية، عام 1960، في محلة سيدي خريبيش -بنغازي، ويكنَّى بــ "أبو جعفر الليبي" و"فرج الليبي"، وغادر البلاد إلى سوريا عام 1982، هرباً من الخدمة العسكرية، وتنقل بين بلدان عدة منها: بولندا واليونان وإيطاليا وبلغاريا.

2- مكث زغبية في إيطاليا فترة، ثم غادرها إلى إيران، عام 2001، بجواز سفر إيطاليّ، يحمل اسماً عربياً، ومنها دخل إلى أفغانستان، والتحق بالجماعة الإسلامية المقاتلة، وانضمّ إلى عناصرها وتدرّب بمعسكرها في كابول لمدة 45 يوماً.

اقرأ أيضاً: عشماوي .. ضابط الصاعقة في وحل التكفير

3- شارك في الحرب مع حركة طالبان ضدّ قوات التحالف، بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وبعد انسحاب العناصر العربية، انسحب إلى خوسين الأفغانية، ومنها إلى إيران، حيث قبض عليه هناك، ورُحِّل إلى تركيا.

4- وأفادت مصادر أمنية ليبية؛ بأنّ زغبية غادر الأراضي الليبية، عام 1984، إلى إيطاليا، لغرض السياحة، وأثناء تواجده هناك دخل في مشاجرة مع شخص إيطالي، فاستخدم مرعي سلاحاً أبيض في المشاجرة، فقُبض عليه، وحكم بالسجن لمدة ستة أعوام، وبعد انتهاء فترة العقوبة بقي في إيطاليا، بسبب ضياع جواز سفره.

5- طلبته لجنة العقوبات بمجلس الأمن، بموجب القرار رقم 1267، المتعلق بتنظيم القاعدة وداعش والكيانات المتعلقة بهما.

اقرأ أيضاً: هشام عشماوي.. رحلة السقوط في الهاوية

وجاء في نصّ القرار، الذي حصلت "حفريات" على نسخة منه؛ أنّ اسم مرعي عبد الفتاح خليل زغبي أدرج في قائمة الإرهاب، في 2 آب (أغسطس) العام 2006، عملاً بالفقرتين (1- 2) من القرار (1627) لعام 2005، باعتباره مرتبطاً بتنظيم القاعدة، أو أسامة بن لادن، أو حركة طالبان؛ وذلك بسبب "المشاركة في تمويل الأعمال أو الأنشطة، أو التخطيط لها، أو تسهيل القيام بها، أو الإعداد لها، أو ارتكابها، باقتران مع أعمال جماعة أنصار الإسلام، وجماعة القتال الإسلامية الليبية "الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وتنظيم القاعدة، أو باسم هذه الجماعات، أو بالنيابة عنها، أو دعماً لها، والتجنيد لصالح هذه الجماعات.

اتهم مرعي زغبية وحوكم في إيطاليا، لتآمره على ارتكاب أعمال إرهابية في إيطاليا وفي الخارج

6- انتمى مرعي زغبي إلى خلية إرهابية إيطالية، تنتسب إلى جماعة أنصار الإسلام، وتضمّ الخلية؛ سعيد بن عبد الحكيم بن عمر الشريف، ونسيم بن محمد الشريف بن محمد صالح السعدي، والأزهر بن خليفة بن أحمد.

7- أوكلت إلى خلية مرعي مهمة التخطيط والإعداد للأعمال الإرهابية، وتجنيد المتطوعين للالتحاق بمعسكرات التدريب في أفغانستان والعراق، وتزويد أعضائها بالوثائق المزوّرة، وتحصيل الأموال من خلال الاتجار بالمخدرات وتزييف النقود، وتوزيع المواد الدعائية من خلال المواد والخطب التي تحرّض على الأعمال الإرهابية، بما فيها التفجيرات الانتحارية، ومدّ الخلايا الأخرى بالمواد والدعم اللازمين للأنشطة الإرهابية، وقد ارتبطت هذه الخلية بجماعات مماثلة في أوروبا، وشمال إفريقيا وآسيا، والشرق الأوسط.

8- كان مرعي زغبي عضواً ناشطاً في هذه الخلية، وعلى اتصال بخلايا أخرى توجد في الخارج، وكان مكلفاً بتلقي الوثائق المزوّرة وإخفائها، للسماح لأعضاء آخرين في الخلية بالسفر إلى الخارج.

اقرأ أيضاً: درنة: آخر معاقل التنظيمات المسلحة في شرق ليبيا

9- كان زغبي عضواً في الجماعة الإسلامية المقاتلة، وعام 2001؛ ذهب لتلقي تدريبات في معسكرات القاعدة في أفغانستان، وخلال سفره، في عامي 2002و 2003، ظلّ على اتصال بعبد الحكيم بن عمر الشريف، وعماد بن مكي الزرقاوي، وغيرهما.

10- خلال وجوده في إيران؛ تعرّف إلى شخص مصري يكنَّى بـ "أبو أحمد"، زوّده بجواز سفر مغربي مزيف، وبعد ذلك تمّ إيقافه من قبل السلطات الأمنية الإيرانية، وأودع السجن، مع كلٍّ من؛ عبد الناصر أرواق، وعبد الحكيم الخويلدي، المعروف حاليًا باسم عبد الحكيم بلحاج، أمير الجماعة الإسلامية المقاتلة، ورئيس حزب الوطن الإسلامي في ليبيا، والمقرَّب من تركيا حالياً، وأخيراً؛ إبراهيم تنتوش، المتورط في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام، والمتورط حالياً في العمليات الإرهابية بمنطقة الهلال النفطي في ليبيا.

اقرأ أيضاً: لحظة بـ 10 أعوام.. البحث في عقل هشام عشماوي؟

11- قررت السلطات الإيرانية ترحيل زغبية إلى المغرب، بموجب جواز السفر المزيّف الذي يحمله، إلا أنّه تمكّن من المراوغة؛ عندما هبطت الطائرة الإيرانية في البحرين، ليغيّر وجهة سفره إلى سنغافورة، ومنها إلى تايلاند، التي حاول فيها الحصول على جواز سفر آخر مزوّر، إلا أنّه فشل في ذلك، فعاد مرة أخرى إلى البحرين، ومنها إلى تركيا.

المخابرات التركية حرصت خلال وجوده في تركيا على تجنيده ليعمل لصالحها

12- تقول مصادر ليبية؛ إنّ المخابرات التركية حرصت، خلال وجوده في تركيا، على تجنيده ليعمل لصالحها؛ ففي البداية حرصت على تأمين جواز سفر مزيّف قدّمه له شخص يدعى "أبو مالك المغربي"؛ الذي قدم العديد من جوازات السفر المزيفة لعناصر الجماعة الإسلامية المقاتلة، وفي مرحلة لاحقة؛ ألقي القبض عليه بتهمة المتاجرة في جوازات سفر مزيفة، وفق اتهامات السلطات الليبية.

قررت السلطات الإيرانية ترحيل زغبية إلى المغرب، بموجب جواز السفر المزيّف الذي يحمله

13- وتقول هذه المصادر: إنّ ملابسات وجود زغيبة في تركيا، تشير بوضوح إلى تجنيده من قبل الاستخبارات التركية، التي قررت إعادة استخدامه في فترات لاحقة، فيما يضرّ الأمن القومي الليبي، ودعم الجماعات الإرهابية في ليبيا، وهنا نشير بوضوح إلى العلاقة التي جمعت زغيبة وعبد الحكيم بلحاج، منذ فترة وجودهما في الجماعة الإسلامية، انتهاءً بمرحلة العمالة لتركيا، فالوثائق أشارت إلى تمتع زغيبة بحقّ اللجوء السياسي في تركيا، وأنّه أقام فترات طويلة في منطقة "أسكي شهر".

14- اتهم مرعي زغبية وحوكم في إيطاليا، لتآمره على ارتكاب أعمال إرهابية في إيطاليا وفي الخارج، وحكمت عليه محكمة جنايات ميلانو، في إيطاليا، في 20 كانون الأول (ديسمبر) العام 2007، بالسجن ستّة أعوام، لانتمائه إلى جماعة إجرامية ذات أهداف إرهابية، ولتلقيه سلعاً مسروقة، وأكّدت محكمة الجنايات الاستئنافية لميلانو هذا الحكم، في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2008.

اقرأ أيضاً: هل ينجح الجيش الليبي في القضاء على الإرهاب في درنة؟

15- بعد اندلاع الأحداث، في شباط (فبراير) العام 2011، عاد زغبية إلى ليبيا، وانضم إلى كتيبة "راف الله السحاتي"، بقيادة إسماعيل الصلابي، وشارك في القتال ضدّ نظام معمر القذافي.

16- وبعد انطلاق عملية الكرامة، العام 2014، في بنغازي؛ شارك زغبية في القتال في صفوف مجلس شورى ثوار بنغازي، الذي كان يقوده زعيم تنظيم أنصار الشريعة، محمد الزهاوي، ووسام بن حميد، كونه أحد أفراد الجماعة الليبية المقاتلة.

17- وبعد انتصار الجيش الوطني الليبي في معارك بنغازي، تمكّن زغبية من الهرب باتجاه مدينة درنة؛ حيث استقرّ فيها تحت حماية مجلس شورى مجاهدي درنة، وهناك التقى عشماوي، حيث أسّسا تنظيم "المرابطين".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية