عمدة بلدة إيطالية يدفع ثمن تعاطفه مع المهاجرين

عمدة بلدة إيطالية يدفع ثمن تعاطفه مع المهاجرين


22/10/2018

يجسد عمدة بلدة رياتشي الإيطالية، دومينيكو لوكانو، صورة رائعة في التسامح والتعايش مع المهاجرين، منذ أكثر من عقدين؛ حيث يعدّ الهجرة إثراءً لأوروبا، وليست شراً.

وصرّح دومينيكو مدافعاً عن المهاجرين: "لو جعلنا من المهاجرين الجدد الذين يصلون إلينا، وفي مقدمتهم المهاجرون الأكراد، محركاً للدورة الاقتصادية في البلدة وفي ومحيطها، لتحولت هذه البلدة إلى مختبر أوروبي للتجارب الناجحة في مجال تنشيط الدورة الاقتصادية المحلية، والتعايش في الوقت ذاته بين سكانها الأصليين والمهاجرين الجدد"، وفق ما أوردت شبكة "مونتي كارلو".

بسبب مواقفه المتعاطفة مع المهاجرين القضاء الإيطالي يصدر بحقّ دومينيكو حكماً قضائياً يقضي بإبعاده عن البلدة

وصول اليمين المتشدد إلى مقاليد الحكم في إيطاليا، في حزيران (يونيو) العام 2018، من خلال تحالفه مع التيار الشعبوي جعل هذه البلدة وعمدتها محل انتقادات عنيفة متزايدة من قِبل وزير الداخلية ماتيو سالفيني، ووصلت الضغوط الممارسة على العمدة من قِبل اليمين المتشدد إلى حد تقديم شكاوى ضده، بتهم متعددة منها؛ عدم التزام الشفافية في التصرف في الأموال العامة، من خلال عدم الالتزام بكراس الشروط المتعلق بإدارة النفايات.

وإذا كان القضاء الإيطالي قد أصدر بشأن دومينيكو لوكانو، في الأسبوع الأول من تشرين الأول (أكتوبر) العام 2018، حكماً يقضي بوضعه في الإقامة الجبرية؛ فإنّ حكماً قضائياً آخر، صدر يوم السادس عشر من الشهر ذاته، يقضي بإبعاده عن البلدة.

 وقد علّق ميمو على هذا الحكم قائلاً إنه سيعترض عليه بكل الطرق القانونية، مضيفاً أنّه يُذَكِّره بعمليات "النفي القسري الداخلي" التي كانت تنظمها الدولة خلال الحكم الفاشي، الذي كان يقوده بينيتو موسوليني.

وتقع بلدة رياتشي في أقصى الجنوب الإيطالي، التابع لمقاطعة ريدجو كلابريا، وقد هجرها في نهاية القرن العشرين كثير من سكانها، بسبب الظروف المعيشية الصعبة فيها، وكادت هذه البلدة أن تُشطب نهائياً من قائمة بلدات الجنوب الإيطالي بعدما أغلقت محلاتها التجارية وتقلصت نفقات الدولة على بناها التحتية ومرافقها العامة.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية