الحزن يخيم على الأردن وحداد على أرواح فاجعة البحر الميت

خيّم الحزن على الأردن، وسط حالة الذهول والصدمة، جراء الفاجعة التي وقعت من منطقة البحر الميت التي أسفرت عن مصرع 21 شخصاً وإصابة 41 آخرين، نتيجة فيضانات نجمت عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المملكة الأردنية بعد ظهر أول من أمس، وما يزال البحث جار عن ثمانية مفقودين، الأمر الذي يعني أن حصيلة القتلى قد ترتفع.

أغلب ضحايا الحادث الأليم هم طلبة رحلة مدرسية كانت تضم أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم الـ 14 عاماً ومعلميهم وأدلاء سياحيين، بالإضافة لعائلات تواجدت في المكان للتنزه، داهمتهم السيول نتيجة غزارة الأمطار بينما كانوا في رحلة إلى وادي زرقاء ماعين بمنطقة البحر الميت، وفق فيما نقلت وسائل إعلام محلية.

وفيما تتواصل أعمال البحث عن المفقودين حتى اللحظة، ألغى العاهل الأردني زيارة عمل إلى البحرين لمتابعة تداعيات الحادث الأليم، وأعلن الديوان الملكي تنكيس الأعلام لمدة 3 أيام حداداً على أرواح الضحايا، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا).

من جهته، ألقى وزير التربية والتعليم عزمي محافظة، باللائمة على "منظم الرحلة" الذي قال إنه "يتحمل بالكامل مسؤولية ما جرى".

وأوضح أنّ "المدرسة خالفت جميع التعليمات التي نص عليها كتاب الموافقة (على الرحلة) بمراعاة شروط الأمن والسلامة العامة، والالتزام بتعليمات الرحلات ومنع الطلاب من السباحة، والابتعاد عن المناطق الخطرة".

وأضاف أنّ "الوزارة ستفتح تحقيقاً شاملاً للوقوف على حقيقة ما جرى".

وكشفت وسائل إعلام أن الرحلة التي نظمتها مدرسة فيكتوريا في عمّان كان مقرراً لها أن تتحرك بحافلتين لكن بسبب رفض بعض الأهالي إرسال أبنائهم في اللحظات الأخيرة نظراً لتوقعات الطقس فقد تحركت بحافلة واحدة.

ولم تتوقف الاتهامات عند حدود المدرسة ووزارة التربية والتعليم الإردنية؛ بل وجهت أيضاً لوزارة الأشغال بسبب انهيار أحد الأنفاق وعدم إجراء صيانة لطرق المنطقة، كما وجهت أصابع الاتهام للشركة السياحية القائمة على الرحلة والتي لم تراع الحالة الجوية السائدة ولم تراع أعمار الأطفال وقدراتهم الجسدية لخوض مثل تلك الرحلة الكشفية، في مناطق وعرة جداً.

مواقع التواصل الاجتماعي لم تبق بعيدة عن الحدث؛ بل سجلت عدة هاشتاقات #سيول_الاردن  و #البحر_الميت  ترند، حاصدة مئات الآلاف من التغريدات أعرب فيها الناشطون عن تضامنهم مع الأردن ومع الشعب الأردني ومع أهالي الضحايا.

وتداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للعائلات المكلومة أثناء تسلمها جثث أبنائهم، كما نقلت مراسم تشيح العديد من الجثامين بمشهد أدخل الحزن إلى كل بيت أردني، كما نشر نشطاء مقطع فيديو لشباب أردنيين غامروا بحياتهم  في سيول البحر الميت لينقذ طفلاً من الموت، ولمتطوعين عملوا مع رجال الدفاع المدني في البحث عن ناجيين.

وتولت ردود الأفعال الدولية حول فاجعة البحر الميت؛ حيث بعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود برقية عزاء ومواساة للملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، إثر السيول التي اجتاحت بعض مناطق المملكة الأردنية الهاشمية.

وقال الملك سلمان: "علمنا بنبأ السيول التي اجتاحت بعض مناطق المملكة الأردنية الهاشمية، وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين، وإننا إذ نبعث لجلالتكم ولأسر المتوفين ولشعب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيق باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا أحر التعازي وأصدق المواساة، لنرجو المولى سبحانه وتعالى أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يكتب عودة المفقودين سالمين، ويحفظكم وشعب المملكة الأردنية الهاشمية من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب".

وبعث ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود برقية عزاء ومواساة إلى العاهل الأردني، مقدماً "بالغ التعازي وصادق المواساة، سائلاً الله تعالى الرحمة للمتوفين، والشفاء العاجل لجميع المصابين، وعودة المفقودين سالمين، إنه سميع مجيب"، حسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية.

وقدم بدوره الرئيس الفلسطيني محمود عباس التعازي للعاهل الأردني عبد الله الثاني بضحايا فاجعة البحر الميت.

وأعرب الرئيس أبو مازن عن خالص تعازيه للملك ولذوي الضحايا وللشعب الأردني كافة في مصابهم الجلل.

وأجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اتصالًا هاتفياً بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، مساء أول من أمس.

وأعربت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن "خالص التعازي للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في ضحايا السيول التي ضربت منطقة البحر الميت". وقدمت مصر "خالص التعازي لأسر الضحايا"، متمنيةً "سرعة الشفاء للمصابين"، ومؤكدة على "وقوفها حكومةً وشعباً مع حكومة وشعب الأردن الشقيق في تلك المحنة".

وأكدت مصر في بيانها على "مواصلة متابعة الموقف واستمرار الاتصالات مع الأشقاء في الأردن"، فضلا عن ثقتها في "تجاوز الأردن لتلك الأزمة".

وكتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عبر حسابه على موقع "تويتر": "قلوبنا مع أهلنا في الأردن ... مصابهم مصابنا في حادث انجراف حافلة الأطفال في السيول... أطفالهم أطفالنا.. الرحمة لهم.. من حافلة المدرسة إلى أبواب السماء في رحمة رب كريم..  رحمهم الله وخالص مواساتي للشعب الأردني في مصابه".

كما كتب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في حسابه على موقع "تويتر": نشاطر أهلنا في الأردن مصابهم الأليم في ضحايا السيول التي اجتاحت مناطق واسعة.. نسأل الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ويمن بالشفاء على المصابين ويحفظ الأردن وأهلها من كل مكروه"، مقدما "خالص العزاء والمواساة إلى الملك عبدالله الثاني والشعب والأردني الشقيق".

وأجرى ملك البحرين حمد بن عيسى اتصالًا هاتفياً بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، لتعزيته في ضحايا سيول البحر الميت.

وقدمت وزارة الخارجية التركية، تعازيها للأردن، في بيان نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني.

وقالت الوزارة في بيانها: "تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ مقتل وجرح عدد كبير من الأشخاص جراء كارثة السيول التي ضربت منطقة البحر الميت في الأردن".

وتابعت "نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الضحايا الذين فقدوا حياتهم إثر كارثة السيول هذه بواسع رحمته، ونتقدم بأحر التعازي للأردن الصديقة والشقيقة، حكومة وشعبا، ونخص بالذكر ذوي الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى".