منتدى "أريج": ترسيخ ثقافة الاستقصاء وإعلام المساءلة

لاستكشاف الكيفية التي يمكن أن تُحسّن بها التكنولوجيا والأدوات الرقمية المتغيرة دوماً أسلوب البحث والتغطية، ينعقد منتدى (أريج) الحادي عشر في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في البحر الميت بالأردن، على مدى ثلاثة أيام اعتباراً من 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.

ومن المتوقع أن يجذب المنتدى، الذي تنظمه شبكة، إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج)، حضوراً يزيد على 400 من الإعلاميين وخبراء الاستقصاء في المنطقة والعالم يستفيدون من 50 جلسة تدريب وورشة عمل، بحسب بيان للشبكة، وصل "حفريات" نسخة منه.

اقرأ أيضاً: الإرهاب والإعلام

أصداء هذه الفعالية الضخمة، وتفردها على مستوى المنطقة، دفع خمساً على الأقل من المنظمات الدولية لدعم الإعلام؛ التي تسعى إلى التواصل مع الإعلاميين العرب، خاصة من دول مزّقتها الحروب، إلى ترتيب لقاءات وجلسات تدريب بالتزامن مع انعقاد المنتدى.

"إعلام المساءلة"

وتؤشر جلسات التدريب تلك إلى دور (أريج) - ومقرها عمّان- في ترسيخ ثقافة صحافة الاستقصاء الممنهجة ودعم مناخ "إعلام المساءلة"، حيث يحمل منتدى 2018 عنوان "مستقبل صحافة الاستقصاء؛ الاتجاهات السائدة، الأدوات ونظم التكنولوجيا"، وهي قضايا ذات أهمية هائلة وسط التطور المتسارع في الأدوات الرقمية.

يكافح الإعلاميون المستقلون، كما يقول بيان "أريج"، للتكيف مع حملات لم يسبق لها مثيل لكتم صوت الإعلام

وتقول مديرة (أريج) التنفيذية رنا الصباغ: "بما أنّ القصص الجيدة كانت وستبقى ركناً أساسياً في الصحافة المؤثرة، يمكن للتكنولوجيا أن تساعد صحافيي الاستقصاء على تتبع الأدلة وتقديمها للمتلقي على نحو أفضل من خلال البيانات البصرية".

وتضيف الصباغ، التي تدير (أريج) منذ انطلاقها عام 2006، "تخيلوا آفاق التكنولوجيا وقدرتها على دعم صحافة الاستقصاء المرتكزة إلى جمع الأدلّة، ثم تحويلها بيانات، وصولاً إلى تخزينها، تربيط بعضها ببعض، تحليلها، غربلتها وأخيراً تقديمها على شكل رسومات بيانية بصرية مذهلة"، واصفة هذه المعادلة بأنها "تشكّل الجهد الأساسي في بناء قصص متشعبة واسعة النطاق تغطي قطاعاً واسعاً من الناس، ومنظمات، وأطناناً من الوثائق عبر شبكة علاقات معقدة".

اقرأ أيضاً: صحافة الإرهاب .. صناعة التضليل: "النبأ" الداعشية نموذجاً

وقالت الصباغ إن منتدى 2018 يقدم "إطلالة على أفضل وأحدث الأدوات الدولية، وكذلك التقنيات التي تسهم في تطوير صحافة الاستقصاء والبيانات"، ففي هذا المنتدى "سنتخيل المستقبل".

مرحلة مظلمة في صناعة الإعلام

وينعقد المنتدى هذا العام، بينما تشهد صناعة الإعلام مرحلة مظلمة على مستوى العالم، خصوصاً في المنطقة العربية، حيث تتلقى غالبية وسائط الإعلام تمويلها من أنظمة شمولية، وأحزاب، وتنظيمات سياسية متصارعة، ورجال أعمال يسعون لامتطاء صهوة السياسة.

رنا الصبّاغ: يمكن للتكنولوجيا أن تساعد صحافيي الاستقصاء على تتبع الأدلة وتقديمها للمتلقي على نحو أفضل

ولذلك يكافح الإعلاميون المستقلون، كما يقول بيان أريج، للتكيف مع حملات لم يسبق لها مثيل لكتم صوت الإعلام، وهضم الحقوق السياسية والمدنية.

يقدّم المنتدى ورشات تدريب حول تكنولوجيا بلوكتشين (Blockchain) والذكاء الاصطناعي  (Artificial Intelligence)، التثبت من الحقائق، وقواعد السلامة الجسدية والأمن الرقمي، وأدوات التقصّي عبر الإنترنت، وفهم سجلات الشركات وتحليلها، والواقع الافتراضي، فضلاً عن الاتجاهات الجديدة في صحافة البيانات والسرد القصصي. وثمّة عناوين أخرى حول صحافة الموبايل وبث الملفات الصوتية عبر الإنترنت، بودكاستينغ(Podcasting)  إذ سيجد المشاركون الفرصة أيضاً للاطلاع على كيفية التوليف بين الصحافة التقليدية والإعلام التكنولوجي، وفن طرح أفكار القصص على مسؤولي التحرير، وتحديد الزوايا الإخبارية، والسيطرة أثناء المقابلات الصحفية.