آدم حنين.. فنان تشكيلي يحول منزله إلى متحف

آدم حنين.. فنان تشكيلي يحول منزله إلى متحف


08/11/2018

أنشأ الكنعانيون قرية الحرانية، أو قرية حارون، كما كانت تسمى قديماً، حين استوطنوا مصر بالقرب من تمثال أبي الهول.

اقرأ أيضاً: "الفنّ لا يغني من جوع" ... هكذا شوّهوا أطفالنا

في مدخل القرية هناك مركز رمسيس ويصا واصف للفنون، الذي كان سبباً في تعليم أهل القرية منذ 40 عاماً صناعة السجاد، حتى أصبحت ذات شهرة عالمية. وهو أيضاً من قام بتصميم منزل آدم حنين، على مقربة من مركزه للفنون وذلك عام 1996، تهدَّم ذلك المبنى منذ أعوام ليقوم آدم حنين بإعادة بنائه، ولكن كمتحف يضم 4 آلاف قطعة من أعماله التي قدمها على مدار 60 عاماً، مكتفياً بغرفة صغيرة يعيش فيها، وتعمل على إدارة المتحف مؤسسة آدم حنين للفن التشكيلي.

مؤسسة آدم حنين يتم تمويلها ذاتياً من خلال وديعة تبرع بها الفنان لصالح المؤسسة من أجل الاستمرار والديمومة

حنين إذ يفتح أبواب متحفه للأطفال؛ ليشاهدوا أعمالاً فنية صاغها على مدار ستين عاماً، يستعيد ذكرى اختياره للنحت، ليكون رفيق دربه كل هذه الأعوام، أثناء مشاهدة هؤلاء الأطفال وهم يتجولون داخل المتحف، فيقول في حديث صحفي سابق: "كنت طفلاً صغيراً أحب اكتشاف الأشياء حين اصطحبنا مدرس التاريخ إلى المتحف المصري، وهناك رأيت لأول مرة تلك التماثيل الحجرية الضخمة، وانبهرت بالرسوم والكتابات المنقوشة على الحجر، خرجت من المتحف ذلك اليوم كالمسحور. لم تغب عن مخيّلتي أشكال التماثيل التي رأيتها، وكان أول تمثال صنعته بعد هذه الزيارة بأسابيع قليلة تقليداً مبسطاً لما رأيته داخل المتحف، كان تمثالاً من الصلصال، أخذه والدي ووضعه داخل ورشته الصغيرة، التي كان يمتلكها لصناعة الفضيّات، وكانت فرحتي غامرة وأنا أراه يعرض ذلك التمثال على أصدقائه متفاخراً. صنعت بعدها تماثيل كثيرة من الطين ومن الحجر، ولكن يظل ذلك التمثال الصغير هو الشرارة الأولى، التي منحتني ذلك الوهج".

يفتح أبواب متحفه للأطفال؛ ليشاهدوا أعمالاً فنية صاغها على مدار ستين عاماً

ولد آدم حنين في القاهرة لأسرة تعمل في صياغة الحليّ، ونشأ في حي باب الشعرية. حين بلغ العشرين، قرر أن يصبح نحاتاً، والتحق بمدرسة الفنون الجميلة في القاهرة. والتي أنهى دراسته فيها عام 1953. انتقل حنين العام 1971 مع زوجته إلى باريس، حيث أقاما خمسة وعشرين عاماً. عاد بعد ذلك إلى مصر العام 1996، وأقام مسكنه في منزل من الطوب الطيني، بناه المهندس المعماري رمسيس ويصا واصف في قرية الحرانية. وبعد أعوام أسس المتحف الحالي، على أرض المنزل نفسه.

اقرأ أيضاً: كيف عبّر الفن والأدب عن الصراع الطبقي في مصر؟

رحلة حنين الفنية اختار لها الفنان ألا تنتهي حتى بعد رحيله، ليس فقط بتأسيس المتحف، لكن بفتح المجال لأطفال من قرى مختلفة، خاصة القرى المحرومة ثقافياً لزيارة المكان، ربما كان منهم من تلفت انتباهه هذه المنحوتات، فتكون سبباً في تغير حياته كما حدث لحنين منذ عقود.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى أول معهد مختصّ بالثقافة والفنون بالسعودية

المؤسسة أهلية مشهرة، تتبع وزارة التضامن الاجتماعي، حسبما قال لـ "حفريات" مديرها عماد عبد المحسن، مضيفاً أنّ من بين أهداف مؤسسة آدم حنين للفن التشكيلي رعاية الفنانين، وإقامة معارض فنية، والحفاظ على أعمال الفنان آدم حنين، ورعاية المتحف الخاص بأعماله.

تهدَّم ذلك المبنى منذ أعوام ليقوم آدم حنين بإعادة بنائه

ولفت إلى أنّ هناك تواصلاً مع المؤسسات الحكومية والأهلية، من بينها وزارة الثقافة، التي يتم التعاون معها من خلال إقامة معارض المسابقات، التي تنظمها المؤسسة في قاعات العرض التابعة لوزارة الثقافة، إلى جانب رعاية الوزارة لبعض أنشطة المؤسسة، هناك تعاون قائم مع وزارة التربية والتعليم لتنظيم مسابقات آدم حنين لمراحل التعليم قبل الجامعي، وهي مسابقة سنوية، يتقدم إليها أكثر من 1000 متسابق في جميع المراحل؛ الابتدائية، والإعدادية، والثانوية.

من أهداف مؤسسة حنين رعاية الفنانين وإقامة معارض  ورعاية المتحف الخاص بأعماله

وأشار عبد المحسن إلى التعاون مع العديد من المؤسسات الأهلية، سواء لتنظيم رحلات إلى متحف آدم حنين، أو إقامة ورش عمل فنية بالمتحف، إلى جانب المشاركة بمجموعة من أعمال الفنان آدم حنين في المعارض التي تنظمها بعض مؤسسات المجتمع المدني، وهناك أيضا تعاون مع مكتبة الإسكندرية، أثمر عن العديد من الفعاليات منها تنظيم ندوة عن مسابقة آدم حنين لفن النحت، ومعرض لأعمال الجائزة عن الدورة الثانية 2017-2018، وإقامة معرض مشترك للفنان آدم حنين، وفنان التصوير رمسيس مرزوق

اقرأ أيضاً: مكتبة الإسكندرية.. الفنّ والأدب في مواجهة التطرف

وأعلن عبد المحسن أنّ المؤسسة يتم تمويلها ذاتياً من خلال وديعة تبرع بها الفنان آدم حنين لصالح المؤسسة، منوهاً إلى أنّ المؤسسة تنظم سنوياً مسابقة آدم حنين لفن النحت للشباب الأقل من 35 عاماً في مصر والعالم العربي، وأنَّهم حالياً بصدد دورتها الثالثة، التي أطلقت منتصف أيلول (سبتمبر الماضي)، ومن المقرر أن يتم انتهاء الاشتراك في المسابقة منتصف الشهر الجاري.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية