القوات اليمنية توقف هجوم الحديدة.. ما هي الأسباب؟

أوقفت القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية، المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أمس، هجومها على مدينة الحديدة.

وأكّد ثلاثة قادة ميدانيين في القوات الشرعية؛ أنّهم تلقوا أوامر من رؤسائهم تفيد بوقف إطلاق النار، ووقف "أيّ تصعيد عسكري" و"أيّ تقدّم"، في المدينة التي تضمّ ميناء يشكّل شريان حياة لملايين السكان، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

الإمارات تعرب عن تأييدها إجراء محادثات سلام مع الحوثيين في السويد في أقرب فرصة ممكنة

في غضون ذلك؛ أعربت دولة الإمارات، الشريك الرئيس في التحالف العسكري، تأييدها إجراء محادثات سلام في السويد، في أقرب فرصة ممكنة.

وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، على تويتر: "نرحّب بمحادثات تقودها الأمم المتحدة في السويد في أقرب وقت ممكن"، مضيفاً "التحالف يدعو للاستفادة من هذه "الفرصة" لإعادة إطلاق المسار السياسي.

وقال قرقاش: "الحديدة هادئة والميناء يعمل"، مشيراً إلى أنّ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، سيزور أبوظبي هذا الأسبوع.

وبعد أسبوعين من الاشتباكات العنيفة، قتل فيها نحو 600 شخص غالبيتهم من المتمردين، تراجعت حدّة المعارك في المدينة الساحلية، مساء الإثنين الماضي، قبل أن تتحوّل إلى اشتباكات متقطعة، أول من أمس، وتتوقف أمس، في وقت كان المتمردون الحوثيون يضعون عبوات وألغاماً في محيط ميناء المدينة الواقع في شمالها.

وتخضع مدينة الحديدة لسيطرة المتمرّدين، منذ العام 2014، وتحاول القوات الحكومية بدعم من التحالف العسكري استعادتها، منذ حزيران (يونيو) الماضي، وقد اشتدّت المواجهات في بداية الشهر الحالي.

وكان مسؤول في القوات الموالية للحكومة قد قال لـ "فرانس برس"، قبل إعلان توقف الهجوم: إنّ "العمليات الهجومية توقّفت مؤقتاً، لإتاحة الفرصة للمنظمات الإنسانية لإجلاء كوادرها، ونقل بعض الجرحى، وفتح ممرات آمنة لمن يرغب من السكان بالنزوح إلى خارج المدينة".

مسؤول في القوات الشرعية أكّد وقف العمليات الهجومية لإتاحة الفرصة للمنظمات الإنسانية لإجلاء كوادرها وفتح ممرات للمدنيين

وقد شدّد مسؤول عسكري آخر في القوات الحكومية، على أنّ الهجوم على المدينة لن يتوقف تماماً "إلا بتحرير الحديدة والساحل الغربي بالكامل"، مضيفاً "سيشهد الجميع مفاجآت عسكرية خلال الأيام المقبلة".

وكان متحدّث باسم المتمردين قد قال، في مؤتمر صحفي في صنعاء، أول من أمس: "إذا حاولت القوات الموالية للحكومة التقدم نحو وسط الحديدة، فنحن جاهزون وحاضرون ولدينا خطط معدّة"، مضيفاً "نحن جاهزون لحرب مدن".

وتمرّ عبر ميناء الحديدة غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان، في بلد يواجه نحو 14 مليوناً من سكانه خطر المجاعة، وفق الأمم المتحدة.