تقرير جديد يكشف علاقة الأرق بالموت المبكر

تقرير جديد يكشف علاقة الأرق بالموت المبكر


19/11/2018

خلص تقرير جديد، نشرته دورية "طبّ النوم"، نتيجة 17 دراسة راجعها العلماء، شملت قرابة 37 مليون شخص، جمعوا نتائجهم؛ إلى أنّه لا علاقة بين الأرق والوفاة المبكرة.

وكانت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، قد قالت: إنّه "إضافة إلى تعرّض الناس لمخاطر السمنة وأمراض القلب، والإصابة بمرض السكري من الفئة 2، يقصّر الأرق متوسط العمر المتوقع للإنسان" وهو ما يتعارض مع التقرير الجديد، وفق ما أوردت شبكة "بي بي سي".

التقرير الجديد أجري على 37 مليون شخص وينفي العلاقة بين الأرق والوفاة المبكرة

تجارب واقعية

يستمرّ قلق الذين يعانون من الأرق، بشأن العلاقة بين الحرمان من النوم وقصر العمر الافتراضي للإنسان، لكن، بحسب التقرير، فإنّه لا داعي للقلق بعد الآن.

نافيد خان؛ الذي يعمل مدرّساً في مدرسة ثانوية: "لا أفكر في الأمر بهذا الشكل، مع أنّني لا أنام أكثر من أربع ساعات يومياً كلّ ليلة".

ويضيف: "مررت بليلة سيئة للغاية بداية هذا الأسبوع، كانت ليلة مروّعة، كلّ ما فكّرت فيه بشأن اليوم التالي في العمل؛ هو أنني في حاجة إلى أن يمرّ هذا اليوم".

ويتابع: "أّدرّس لفصلين فقط، وأفكر بأنني إذا تمكّنت من النوم خلال تلك الساعة، فسيكون جيداً، فكل ما عليّ فعله هو تقسيم الوقت، ثم فعلت بذلك، وهكذا"، مردفاً: "أقسّم يومي فقط لمحاولة النوم قليلاً".

أمّا ألمارا أبغاريان، وهي كاتبة، وتبلغ 29 عاماً، فتقول: "في أسوأ الأوقات عندما أكون بين الناس، أشعر بأنني شخص لا يطاق، لأنني حينها أكون متعبة للدرجة التي تجعلني أفقد أعصابي على أيّ شخص، وأيّ شيء".

وتضيف: "في الليلة الجيدة ربما أحصل على 6 ساعات نوم، لكنّني أستيقظ باستمرار طوال الليل، بسبب القلق والتوتر، وكان لذلك أثر سلبي في حياتي".

أصبحت قلّة النوم بالنسبة إلى ألمارا أمراً طبيعياً في حياتها اليومية

وتوضح: "الأهم ليس النوم؛ بل عدم امتلاك الطاقة للقيام بالمهام اليومية، فعلى سبيل المثال؛ أنا لا أكثر من الخروج والتسكع مع الأصدقاء، وهو أمر جيد بالطبع لصحتك العقلية".

وفي إجابتها عن سؤال عمّا إن كانت قلقة بشأن الآثار السلبية للأرق على صحتها على المدى الطويل، قالت ألمارا: "آمل ألا يستمر الأمر".

وبمرور الوقت؛ أصبحت قلة النوم بالنسبة إلى ألمارا أمراً طبيعياً في حياتها اليومية، ويتفق آخرون يعانون من الأرق مع ألمارا.

في السياق نفسه؛ يقول ريان أشلي، 23 عاماً، ويعمل موسيقياً: "أشعر كأنني اعتدت على ذلك".

ويضيف: "كنت أتحدث إلى والدتي في وقت سابق، وشعرَتْ بالحزن بعض الشيء مما أعانيه، قلت لها: لا تحزني، فهذا أمر مررت به في حياتي كلّها، وأصبح الآن جزءاً من حياتي اليومية".

ويستدرك: "سيكون أمراً جيداً أن تنام، لكن لا أستطيع استيعاب الأمر، لأنني لا أعرف كيف هو الشعور بذلك".

ويرجع السبب إلى أنّه مرّ بمرحلة طفولة مضطربة جعلته غير قادر على النوم، ويستيقظ باستمرار خلال الليل.

ولا يشعر ريان بالقلق ما إذا كان أرقه سيؤثر على حياته، ويوضح: "إنني أقوم بأشياء أخرى، وأنا متأكد أنها أسوأ بكثير لجسدي من عدم القدرة على النوم".

حلول محدودة

يُعتقد بأنّ نحو 30% من السكان في المملكة المتحدة يعانون من الأرق، وهو أمر تصعب هزيمته، لكن هناك بعض الأشياء التي يمكن فعلها في محاولة ذلك.

من التوصيات لمن يعانون من الأرق؛ ممارسة الرياضة، وتقليل تناول المنبّهات، والتقليل من التدخين

وقد أوصت هيئة الخدمات الصحية الوطنية، الذين يعانون من الأرق، بممارسة الرياضة خلال اليوم، وتقليل تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.

كما أنّ التدخين والأكل بكميات كبيرة، بحسب الهيئة، أو تناول الكحول في وقت متأخر، يمكن أن يؤدي إلى منع الإنسان من النوم جيداً.

ومن ضمن التوصيات؛ كتابة قائمة بالأمور التي تستحوذ على التفكير، وكذلك محاولة الذهاب إلى النوم في وقت مماثل كلّ ليلة.

وتذكّر صحيفة "التايمز" البريطانية، بأنّ التقرير الجديد رغم أنّه بدّد القلق بشأن العلاقة بين الأرق والوفاة المبكرة، لكنّه ما يزال يربط بين الأرق وأمراض، مثل الخرف والاكتئاب، حسبما ذكرت "بي بي سي".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية