هل تنجح تونس في تحييد المساجد في الانتخابات؟

قال وزير الشؤون الدينية في تونس، أول من أمس: إنّ الوزارة بصدد إعداد خطة للحفاظ على حياد المساجد في الانتخابات المقررة نهاية العام المقبل (2019)، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

وزير الشؤون الدينية في تونس يؤكّد أنّه بصدد إعداد خطّة للحفاظ على حياد المساجد في الانتخابات المقررة نهاية 2019

وصرّح الوزير أحمد عظوم، خلال حضوره مؤتمراً لما يسمى "اليوم التحسيسي حول الوثيقة الأرشيفية في الوزارة، ودورها في حماية الحقوق الشخصية والمعنوية"، اليوم، بأنّ الملامح الأولى للخطة بشأن تحييد المساجد ستكون جاهزة بداية العام 2019.

وبحسب تصريحات الوزير؛ فإنّ الخطة تهدف إلى أن تبقى المساجد بمنأى عن الحملات الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة العام المقبل.

وأوضح عظوم: "الوزارة كانت لها تجربة ناجحة في هذا الشأن، أثناء الانتخابات البلدية التي جرت في أيار (مايو) 2018، وقد تمكنّا من تحييد المساجد من الانخراط في أيّة حملة انتخابية طيلة تلك الانتخابات".

يشار إلى أنّه، ومنذ الانتخابات الأولى التي أعقبت الثورة عام 2011، والتي شهدت سقوط حكم الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، شكت أحزاب محسوبة على التيار اليساري والليبرالي من توظيف ممنهج للفضاءات الدينية من قبل الأحزاب الإسلامية، أثناء حملاتها الانتخابية، واتهمتها بحشد أصوات المساجد.

الخطة تهدف إلى أن تبقى المساجد بمنأى عن الحملات الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية والرئاسية

يذكر أنّ حركة النهضة الإسلامية كانت قد اكتسحت نتائج أول انتخابات ديمقراطية في البلاد، عام 2011، لتقود ائتلافاً مع حزبين صغيرين في الحكم، حتى بداية 2014، عندما استلمت حكومة غير متحزبة السلطة، تمهيداً لأول انتخابات في نهاية 2014، بعد صدور دستور جديد في البلاد وإعلان الجمهورية الثانية.

وقال مصدر مكلف بالإعلام بالوزارة، لوكالة الأنباء الألمانية: "يجري الإعداد لميثاق أخلاقي لأئمة المساجد، حتى يحافظوا على حيادهم في مهامهم"، كما أوضح المصدر أنّ "الوزارة ستقوم بدورات تكوين وتأطير للأئمة بجانب المراقبة الدائمة للفضاءات الدينية".